مواقف سياسية لا تُنسى في حياة نادية لطفي

من رعاية جرحى حرب أكتوبر إلى كسر حصار بيروت

الفنانة نادية لطفي مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خلال «حصار بيروت» عام 1982 (تويتر)
الفنانة نادية لطفي مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خلال «حصار بيروت» عام 1982 (تويتر)
TT

مواقف سياسية لا تُنسى في حياة نادية لطفي

الفنانة نادية لطفي مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خلال «حصار بيروت» عام 1982 (تويتر)
الفنانة نادية لطفي مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خلال «حصار بيروت» عام 1982 (تويتر)

خلال مسيرة فنية امتدت لأكثر من 35 عاماً، لم تنفصل الفنانة المصرية الكبيرة نادية لطفي عن هموم وطنها، وظهر انتماؤها العربي واضحاً في عدد من المواقف خلال حياتها حتى أن البعض شبهها بدور الفارسة الذي لعبته في فيلم «الناصر صلاح الدين» للمخرج العالمي يوسف شاهين، والذي يعد واحداً من أبرز أدوارها وكانت تلقّب فيه بـ«لويزا الفارسة النبيلة الطيبة».
ولعل أبرز تلك المواقف، إبان العدوان الثلاثي عام 1956، حينما تطوعت في التمريض، ونقلت مقر إقامتها إلى مستشفى قصر العيني في أثناء حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 لتكون بين الجرحى لرعايتهم، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية.

وفي عام 1982 قررت اختراق الحصار الإسرائيلي لمدينة بيروت، ولقوات المقاومة الفلسطينية والرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي كرّمها وأهداها لاحقاً شاله الشهير. وصوّرت بكاميرتها ما حدث في الحصار ونقلته عنها القنوات العالمية، وقالت حينها: «مستعدة أدخل في حيطان ونار مش بس حصار».
وقال عنها الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة: «كانت نادية لطفي امرأة شجاعة عندما زارتنا خلال حصار بيروت 1982، وبقيت طيلة الحصار حتى خرجت معنا في سفينة شمس المتوسط اليونانية إلى ميناء طرطوس السوري».
كما قامت بتسجيل أربعين ساعة تصوير في القرى والنجوع لتجمع شهادات الأسرى إبان حربي 1956 و1967 حول الجرائم الإسرائيلية، وقدمت الفيلم الوثائقي «جيوش الشمس» مع المخرج المصري شادي عبد السلام.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أنها في عام 2003 كانت تخطط لإصدار كتاب وثائقي يسجل الحروب التي تعرض لها العالم العربي منذ عام 1956 حتى 2003 مع بداية الحرب الأميركية على العراق.

وكثيراً ما أكدت الفنانة الراحلة أن الفنان يجب أن يكون له دور وطني ودور في خدمة المجتمع خصوصاً في المواقف الصعبة والمحن.
وتدهورت الحالة الصحية للممثلة المصرية الكبيرة إثر إصابتها بنزلة شعبية حادة أدت إلى فقدانها الوعي ودخولها العناية المركزة بمستشفى المعادي، ثم شهدت حالتها تحسناً طفيفاً، إلى أن تدهورت مرة أخرى مما استدعى وضعها على جهاز التنفس الصناعي حتى وافتها المنية اليوم.
ونعت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وجميع الهيئات والقطاعات، الفنانة الكبيرة نادية لطفي. وقالت وزيرة الثقافة، في تصريح اليوم، إن الراحلة تربعت على عرش السينما العربية باعتبارها علامة بارزة صنعت جزءاً من تاريخ هذا الفن وكانت كلمة السر لنجاح نخبة من أعظم الأعمال الخالدة، مشيرةً إلى مسيرتها الطويلة التي تميزت بالنضال والوطنية والبطولة إلى جانب الإبداع الفني.
يشار إلى أن نادية لطفي وُلدت عام 1937، وأدت أول أدوارها التمثيلية في العاشرة من عمرها، وكانت على مسرح المدرسة لتواجه الجمهور لأول مرة، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955. اكتشفها المخرج رمسيس نجيب لتقدم فيلم «سلطان» مع النجم فريد شوقي عام 1958، وتألقت خلال حقبة الستينات والسبعينات من القرن الماضي.



وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
TT

وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)

شهد العالم، خلال الأسبوعين الماضيين، تحطم طائرتين؛ إحداهما تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية في كازاخستان، والأخرى تابعة لشركة «جيجو إير»، وهي أكبر شركة طيران منخفض التكلفة في كوريا الجنوبية.

وقُتل في الحادث الأول 38 شخصاً، ونجا 29 راكباً، في حين قُتل جميع ركاب طائرة «جيجو إير»، باستثناء اثنين.

وبعد هذين الحادثين، انتشرت التقارير المتعلقة بوجود أماكن معينة على متن الطائرة أكثر أماناً من غيرها.

فقد أكد كثيرون صحة المعتقد القديم بأن الجلوس في مؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة، مشيرين إلى أن حطام طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية وطائرة «جيجو إير» يؤكد هذا.

فقد كان الناجون التسعة والعشرون من حادث تحطم الطائرة الأذربيجانية يجلسون جميعاً في مؤخرة الطائرة، التي انقسمت إلى نصفين، تاركة النصف الخلفي سليماً إلى حد كبير. وفي الوقت نفسه، كانت المضيفتان اللتان جلستا في مقعديهما القابلين للطي في ذيل الطائرة، هما الناجيتين الوحيدتين من حادث تحطم الطائرة الكورية الجنوبية.

فهل هذا المعتقد صحيح بالفعل؟

في عام 2015، كتب مراسلو مجلة «تايم» أنهم قاموا بفحص سجلات جميع حوادث تحطم الطائرات في الولايات المتحدة، سواء من حيث الوفيات أم الناجين من عام 1985 إلى عام 2000، ووجدوا، في تحليل تلوي، أن المقاعد في الثلث الخلفي من الطائرة كان معدل الوفيات فيها 32 في المائة بشكل عام، مقارنة بـ38 في المائة في الثلث الأمامي، و39 في المائة في الثلث الأوسط.

كما أشاروا إلى أن المقاعد الوسطى في الثلث الخلفي من المقصورة كانت هي الأفضل، بمعدل وفيات 28 في المائة. وكانت المقاعد «الأسوأ» هي تلك الواقعة على الممرات في الثلث الأوسط من الطائرة، بمعدل وفيات 44 ف المائة.

إلا أنه، وفقاً لخبراء سلامة الطيران فهذا الأمر ليس مضموناً في العموم.

ويقول حسن شهيدي، رئيس مؤسسة سلامة الطيران، لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «لا توجد أي بيانات تُظهر ارتباطاً بين مكان الجلوس على متن الطائرة والقدرة على البقاء على قيد الحياة. كل حادث يختلف عن الآخر».

من جهته، يقول تشنغ لونغ وو، الأستاذ المساعد في كلية الطيران بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني: «إذا كنا نتحدث عن حادث تحطم مميت، فلن يكون هناك أي فرق تقريباً في مكان الجلوس».

أما إد غاليا، أستاذ هندسة السلامة من الحرائق في جامعة غرينتش بلندن، والذي أجرى دراسات بارزة حول عمليات إخلاء حوادث تحطم الطائرات، فقد حذر من أنه «لا يوجد مقعد سحري أكثر أماناً من غيره».

ويضيف: «يعتمد الأمر على طبيعة الحادث الذي تتعرض له. في بعض الأحيان يكون المقعد الأمامي أفضل، وأحياناً أخرى يكون الخلفي آمن كثيراً».

ويرى مختصون أن للمسافر دوراً في تعزيز فرص نجاته من الحوادث عبر عدة طرق، من بينها الإنصات جيداً إلى تعليمات السلامة، وقراءة كتيب تعليمات الأمان المتوفر بجيب المقعد أمامك، ودراسة مخارج الطوارئ جيداً، وتحديد الأقرب إليك، وتجنب شركات طيران ذات سجل السلامة غير الجيد.