متحف الملكة صوفيا يحرم زواره من لوحة لبيكاسو مملوكة لأحد المصرفيين

«رأس امرأة شابّة» رسمها بيكاسو عام 1907 (أ.ف.ب)
«رأس امرأة شابّة» رسمها بيكاسو عام 1907 (أ.ف.ب)
TT

متحف الملكة صوفيا يحرم زواره من لوحة لبيكاسو مملوكة لأحد المصرفيين

«رأس امرأة شابّة» رسمها بيكاسو عام 1907 (أ.ف.ب)
«رأس امرأة شابّة» رسمها بيكاسو عام 1907 (أ.ف.ب)

في قرار لا سابق له في التاريخ القضائي الإسباني قضت المحكمة الوطنية في مدريد على أحد كبار المصرفيين بالسجن 18 شهراً وتغريمه مبلغ 54 مليون دولار لمحاولته تهريب لوحة للرسّام العبقري الراحل بابلو بيكاسو بعنوان «رأس امرأة شابّة». وجاء في حيثيّات القرار الذي أصدرته القاضية راكيل غونزاليس بعد ثلاث سنوات من المعارك القضائية أن خايمي بوتين، الرئيس السابق لمصرف «بانكينتير» وأحد أفراد عائلة بوتين مالكة مصرف سانتاندير أكبر المصارف الإسبانية، قد خالف قرار وزارة الثقافة الذي يمنع إخراج اللوحة المذكورة من إسبانيا، وأن السلطات الجمركية الفرنسية ضبطتها على متن يخت يملكه بوتين كان يرسو في ميناء جزيرة كورسيكا.
وكان المصرفي المذكور قد اشترى اللوحة في لندن عام 1977، وتقدّر قيمتها حالياً بنحو 27 مليون دولار، أي نصف قيمة الغرامة التي فرضها عليه قرار المحكمة. ويذكر أن وزارة الثقافة الإسبانية كانت قد منعت تصدير اللوحة إلى الخارج نظراً لقيمتها التاريخية، عندما طلب بوتين من شركة المزادات المعروفة «كريستيز» بيع اللوحة في لندن ورفضت السلطات الإسبانية طلب الشركة إخراجها من إسبانيا. وجاء في التقرير الذي وضعته الخبيرة في تاريخ الفنون بالوما إيستيبان، والذي استندت إليه وزارة الثقافة في قرارها، أن هذه اللوحة التي رسمها العبقري الأندلسي في العام 1906 تعود للفترة التي أمضاها في قرية «غوسول» من أعمال إقليم «ليريدا» الكاتالوني صيف ذلك العام، وهي فترة أساسية في تاريخ تطور الحركة التكعيبية. وتقول إيستيبان إنه لا توجد لوحة مماثلة لهذه اللوحة في أي من المتاحف الوطنية أو العالمية المخصصة لأعمال بيكاسو.
وكان بوتين قد استأنف قرار وزارة الثقافة الذي منعه من تصدير اللوحة أمام المحكمة الوطنية التي أكّدت قرار الوزارة، ثم عاد واستأنف أمام المحكمة العليا التي لم تُصدر قرارها بعد. وانتقد محامو الدفاع قرار المحكمة لصدوره قبل أن تبّت المحكمة العليا طلب الاستئناف، فيما كان المدّعي العام قد طلب بسجن المتهم 4 سنوات وتغريمه مبلغ 100 مليون دولار ومصادرة اليخت الذي ضُبطت اللوحة على متنه. وتقول مصادر قانونية إنه نظراً لعدم وجود سوابق جنائية للمحكوم عليه، الذي يبلغ الثالثة والثمانين من العمر، من المرجّح ألا يدخل السجن ويُكتفى بتسديده الغرامة المالية.
ومن المعلومات التي كشفتها مصادر التحقيق أمام المحكمة أن بوتين كان قد استأجر طائرة خاصة لنقل اللوحة من كورسيكا إلى سويسرا، مخالفاً بذلك القرار الذي سبق أن أبلغته به السلطات المعنيّة، وأن اللوحة توجد حالياً في مخازن متحف «الملكة صوفيّا» في العاصمة الإسبانية.
فريق الدفاع من جهته قال إنه بعد صدور القرار بمنع تصدير اللوحة، عرض بوتين على الحكومة شراءها، لكن الأزمة الاقتصادية حالت دون تجاوب الحكومة مع عرضه. وأضاف الفريق أن اللوحة لم تدخل إسبانيا لأنها معلّقة منذ شرائها على متن اليخت الذي يرفع راية بريطانية. مصادر متحف «الملكة صوفّيا» أوضحت أن القانون الإسباني يقضي بإحالة الممتلكات المنقولة من التراث التاريخي الإسباني المصدّرة من غير إذن إلى الخارج إلى ملكيّة الدولة، لكنها لن تعلّق اللوحة في صالات العرض قبل انتهاء المعركة القضائية التي لم تصل بعد إلى خواتيمها. وتجدر الإشارة إلى أن المتحف المذكور يملك 31 لوحة لبيكاسو ليس بينها واحدة من الفترة السابقة للعام 1907 الذي يؤرخ لبداية الحركة التكعيبية التي أسسها الرسّام الإسباني، والتي تُعتبر لوحة «رأس امرأة شابّة» نقطة انطلاقها.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».