الحرف التراثية تعكس ملامح صناعها في معرض فني بالقاهرة

10 مصورين يرصدون مساحات التأثير المتبادل بينهما

جانب من المعرض
جانب من المعرض
TT

الحرف التراثية تعكس ملامح صناعها في معرض فني بالقاهرة

جانب من المعرض
جانب من المعرض

المكانة الفنية الخاصة التي تمثلها الحرف والفنون التراثية في مصر، أضفت عليها مساحات واسعة من التفرد والسحر الذي يرمز إلى عوالم متداخلة من الإبداع الذي كلما كشف عن بعض أسراره ازداد غموضاً؛ إذ تظل العلاقة بين الحرفي وحرفته إحدى طبقات الغموض الذي شغل الكثير من الفنانين، ولا سيما أن كليهما يؤثر في الآخر.
محاولات فك طلاسم هذا العالم، ورصد مساحات التداخل والتأثير المتبادل هي موضوع المعرض الفني الذي استضافته كلية الأثار بجامعة القاهرة بالتعاون مع إدارة الوعي الأثري والتواصل المجتمعي بالقاهرة التاريخية بوزارة السياحة والآثار تحت عنوان «الحرف التراثية في عيون الفنانين الفوتوغرافيين»، في مطلع الشهر الحالي.
شارك في المعرض 10 فنانين فوتوغرافيين، تجولوا بعدساتهم في الكثير من المحافظات المصرية لتتبع أصحاب الحرف والفنون التراثية في محاولة للكشف عن مساحات جديدة من أسرار الإبداع التراثي، والتعمق في طبقات متعددة من العلاقة الخاصة التي تربط الحرفي بحرفته.
وترصد الأعمال الفنية المشاركة مساحات التأثير المتبادل بين الحرفي وحرفته، فيمكنك أن ترى للوهلة الأولى آثار يد الصانع على منتجه الذي تحول إلى تحفة فنية، وترى في الوقت نفسه تأثير الحرفة على شخصية وملامح صاحبها، وكأن يد الحرفة امتدت هي الأخرى لتعيد صياغة ملامحه وفق رؤية فنية خاصة بها لا تقل إبداعاً عن رؤية الحرفي في صياغة تحفته.
الفنان طارق الصغير، اختار حرفة «طالع النخل» لتكون موضوع صوره التي رصد خلالها مساحات جديدة للتأثر المتبادل بين الحرفة وصاحبها من خلال التركيز على رصد حالة التوحد بين الشخص والنخلة خلال صعوده إلى قمتها، وسبر أغوار تأثيرها على ملامحه من خلال فن البورتريه.
وأدرجت اليونيسكو في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حرفة «طالع النخل» ضمن قائمة التراث الإنساني الثقافي غير المادي.
وتعد مهنة «طالع النخل» من أقدم الحرف التراثية التي تعود إلى العصر الفرعوني، ويمتد عمرها إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، ويتولى صاحبها الصعود إلى قمة النخلة مرات عدة خلال العام الواحد، حيث يقوم برعايتها وتهذيب أفرعها «الجريد» وتنظيفها للحفاظ على صحة ثمار البلح، ثم جني المحصول في نهاية الموسم.
ويقول الصغير لـ«الشرق الأوسط»، «اخترت حرفة (طالع النخل) موضوعاً لأعمالي لأنها من بين أحدث المهن التراثية التي اعتمدتها اليونيسكو ضمن التراث غير المادي، إضافة إلى قدمها وصعوبتها، وأرصد خلال أعمالي حالة التوحد بين الحرفي والنخلة حيث يصبحان دائماً وحيدين في الهواء على ارتفاع كبير، وكذلك تأثيرات الحرفة على ملامح صاحبها التي تبرز فيها الجدية، وتظهر في تفاصيلها صرامة ناتجة من صعوبة المهنة».
تنوع الحرف التراثية يتماهى مع تنوع الرؤية الفنية لكل فنان، لتتحول الأعمال المشاركة إلى بانوراما فوتوغرافية تغوص في أعماق كل منها لتحول رصد ثنايا الأسرار التي تختبئ في تفاصيل مساحات من التأثيرات المتبادلة بين الحرفي وحرفته.
وداخل المعرض تلفت لوحات صناعة الفخار وتلميع النحاس ونقش الأسماء على الرخام الأنظار؛ إذ تعمد ملتقطو هذه الصور الاقتراب بعدساتهم من وجوه الحرفيين لإبراز تفاصيل وملامح هذه الوجوه التي ورثت تلك الحرف عن آبائهم وأجدادهم، وباتوا ينامون ويستيقظون على ممارستها، فهي كل شغلهم الشاغل في هذه الحياة، فبينما التقط المصور عامر عبد ربه لقطات لحرفي تلميع القطع النحاسية، ركز خالد بسيوني على أدق تفاصيل حرفة صناعة الفخار عبر لقطة ضيقة من الأسفل ليد ووجه صانع الفخار بجنوب مصر، ووضعه في إطار تكويني مميز كأنه يريد أن يحصره داخل الإناء الفخاري تحت التجهيز.
الفنانة هدير فايد تقول لـ«الشرق الأوسط»: «اخترت ملاحقة فن المولوية خلال العروض المسرحية، لرصد مساحات مختلفة من جماليات فن صوفي يذهب بعضنا لمشاهدة عروضه، غير أنه يختلف عندما يقدم داخل عرض مسرحي ضمن نص وقصة ومفردات فنية أخرى».
وتتابع فايد «التقطت مجموعة من الصور لعرض مسرحي قدمته فرقة رضا للفنون الشعبية الشهيرة، وتمكنت من اقتناص اللقطات التي ترصد مفردات جديدة لانفعالات الفنانين وصوفية العلاقة مع عرضهم».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.