حزبا «القوات» و«الاشتراكي» يتجهان لحجب الثقة عن الحكومة

TT

حزبا «القوات» و«الاشتراكي» يتجهان لحجب الثقة عن الحكومة

أعلن كل من «حزب القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» نيتهما حضور جلسة البرلمان اللبناني المخصصة للتصويت على الثقة بالحكومة الجديدة، على أن يحجب نوابهما الثقة عنها.
وأكد رئيس «القوات»، سمير جعجع، أمس، أن «تكتل الجمهوريّة القوية» سيحضر جلسات الثقة من باب حرصه على استمرارية عمل المؤسسات الدستورية، إلا إنه «لن يعطي الثقة للحكومة»، مشيراً إلى «أن حزب (القوات اللبنانية) لن يهاجم الحكومة على غير هدى، لأننا، كما دائماً، علميون ومنطقيون جداً في مقاربتنا السياسية، لذا سننتظر لنرى ماذا ستقوم به». وأضاف: «صحيح أن الخطوة الأولى بما خصّ إقرار الموازنة لا تبشر بالخير، إلا إن تعاطينا سيكون معها خطوة بخطوة، فعندما تقوم بعمل جيّد فسنؤيده، وعندما تخطئ فسنقوم بانتقادها».
ولفت إلى أن «هناك عدداً من الوزراء في هذه الحكومة من أصحاب السمعة والسيرة الجيدتين، إلا إننا سننتظر لنرى إن كانوا سيتصرفون بناءً على ما تمليه عليهم خلفيتهم الاختصاصية والأخلاقيّة، أم إنهم سينصاعون للإملاءات السياسيّة لمن سموّهم في الحكومة».
وجاء كلام جعجع في ختام الخلوة التنظيميّة التي عقدتها منسقية منطقة عالية في «القوات اللبنانيّة»، حيث شدد جعجع على «ضرورة صون وحماية مصالحة الجبل بشكل تام، وإبقاء أي حادث فردي بين أي شخص وآخر على مستواه الفردي، فنحن والإخوة الدروز أبناء وطن واحد وأهل وجيران في هذا الجبل، ونلتقي معهم بالرؤية والنظرة للبنان، لذا يجب ألا ندع أي اختلاف بالرأي يفسد الود بيننا».
وأضاف: «لقد أصبحت الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني بعد 17 تشرين (أكتوبر؛ تاريخ بدء الحراك الشعبي) متحرّرة من التبعية السياسية العمياء وتنشد التغيير... وهنا علينا أن نساعد الرأي العام على أن يكون واعياً ليس فقط لمكامن الهدر والفساد في الدولة؛ وإنما للجهات التي ارتكبته، وهذه مسؤوليتنا أيضاً تجاه من أعطونا وكالة تمثيلهم في مجلس النواب، كما أن من حق الشعب اللبناني أن يعرف من ارتكب هذا».
وبخصوص موقف نواب «الحزب التقدمي الاشتراكي» من جلسة الثقة، أعلن النائب بلال عبد الله عن اجتماع لكتلة «اللقاء الديمقراطي» يعقد اليوم «من أجل اتخاذ الموقف المناسب من جلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة الجديدة»، كاشفاً عن أن «الاتجاه هو للمشاركة في الجلسة وحجب الثقة عن الحكومة».
ولفت في حديث إذاعي إلى أنه «لا حلول جذرية وردت في البيان المسرب (للحكومة) سوى عبر اللجوء إلى عبارات منمقة توحي بفرض ضرائب جديدة وإجراءات قاسية على اللبنانيين، إضافة إلى جنوح واضح للخصخصة من دون أي معايير عملية».
وأكد عبد الله أن «(اللقاء الديمقراطي) سيكون في المعارضة البنّاءة والمسؤولة»، عادّاً أن «الأهم من البيان الوزاري هو التطبيق والأداء المباشر للحكومة ضد المتهربين من الضرائب وناهبي الأموال العامة».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.