«أهلاً سمسم» برنامج جديد للأطفال المتضررين من النزاع

الممثل الأردني رامي دلشاد الذي يؤدي دور «هادي» (أ.ف.ب)
الممثل الأردني رامي دلشاد الذي يؤدي دور «هادي» (أ.ف.ب)
TT

«أهلاً سمسم» برنامج جديد للأطفال المتضررين من النزاع

الممثل الأردني رامي دلشاد الذي يؤدي دور «هادي» (أ.ف.ب)
الممثل الأردني رامي دلشاد الذي يؤدي دور «هادي» (أ.ف.ب)

في إطار سعيه لمساعدة الأطفال خاصة اللاجئين منهم على التعامل مع مشاعرهم، ينطلق برنامج «أهلاً سمسم» الجديد في العالم العربي مع دماه التي طالما أحبها الصغار وأخرى جديدة. وتنضم ثلاث دمى عربية جديدة إلى البرنامج، هي «جاد» الوحش الأصفر اللون الذي وصل حديثاً إلى الحي تاركاً منزله، وصديقته «بسمة» البنفسجية اللون، بالإضافة إلى الماعز «معزوزة». وستنضم هذه الدمى إلى شخصيات معروفة مثل «غرغور» و«المو» و«كعكي» وحش الكعك في مغامرات مختلفة.
ويصل «جاد» إلى الحي مؤخراً وينطلق في مغامرات مع صديقته الجديدة «بسمة» وغيرها. وستكون مدة الحلقة 26 دقيقة تقسم إلى جزأين، أحدهما جزء منوعات يستضيف مشاهير من الوطن العربي وأطفالاً من كل الجنسيات العربية.
وتقول «بسمة» لوكالة الصحافة الفرنسية خلال جولة ترويجية في دبي: «نلعب دائماً ونغني ونجرب أموراً جديدة ونقوم بمغامرات». وتؤكد الدمية البنفسجية: «لدينا الكثير من الأصدقاء في الحي. لكن جاد هو صديقي المفضل». ويأتي البرنامج في إطار مشروع إنساني أوسع مشترك بين «ورشة سمسم» ولجنة الإنقاذ الدولية «لتوفير التعليم المبكر والرعاية للأطفال ومقدمي الرعاية للمتضررين من النزاع في سوريا»، بحسب بيان صادر عن المنظمين. وسيعرض البرنامج على قناة «إم بي سي 3» الفضائية العربية اعتباراً من الثاني من فبراير (شباط)، وعبر قناة «يوتيوب» وغيرها.
وأدى النزاع في سوريا إلى تهجير 5.1 مليون طفل سوري، منهم 2.5 مليون لجأوا إلى دول أخرى مثل لبنان وتركيا والأردن. وتقول بسمة «أنا وجاد لا نشبه بعضنا كثيراً. هو فنان ورسّام وأنا أحب الغناء والرقص. هو يحب ترتيب الأشياء ويفكر ويخطط وأنا أشعر بالملل». ومن جانبه يقوم غرغور، الذي زار عدداً من الدول العربية، بمقابلة الأطفال ليسألهم عن أمور مثل الغيرة والاهتمام بأحبائهم. ويعد غرغور، الأزرق اللون واحداً من الشخصيات المحببة لدى الأطفال حول العالم بسبب شخصيته الهزلية.
ويؤكد المسؤولون عن البرنامج الذي تم إنتاجه في الأردن أنّ الحلقات التي ستعرض ستة أيام في الأسبوع ستركز على المشاعر وكيفية التعامل معها. والبرنامج ثمرة عامين من العمل مع اخصائيين في مجال الطفولة في العالم العربي.
ويقول المُنتج التنفيذي للبرنامج، خالد حدّاد: «محتوى (أهلاً سمسم) بجزئه الأول يتناول موضوع المشاعر»، مؤكداً أنّ البرنامج سيكون ترفيهياً وتعليمياً في الوقت ذاته.
وبحسب حداد: «للأسف، أطفالنا لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم. لا يعرفون ما هو الشعور بالضبط (...) لا يعرف الطفل أنه خائف أو غاضب أو حتى الشعور بالغيرة. في حلقاتنا نطرح هذه المشاعر واستراتيجية للتعامل معها».
وفي أحد الحلقات، تتعلم بسمة مع جاد من شخصية «هادي» وهو بمثابة أخ أكبر لهما في البرنامج كيفية التعامل مع الخوف. وتعرض بسمة طريقة التغلب على الخوف وتقول: «تضع يدك على بطنك ثم تأخذ نفساً من الأنف، شهيق زفير. هذا يساعد على الهدوء».
ولم يتمكن «جاد» من الانضمام إلى الجولة الترويجية في دبي. ووصل جاد مؤخراً إلى الحي بعد أن ترك منزله. ولكن حداد يصر على عدم تعريفه ك «لاجئ». ويؤكد حداد: «لم نعط جاد صفة لاجئ. هو طفل جديد قدم إلى الحي ويتعرف عليه كافة الأطفال ويصبحون أصدقاء». ويصر حداد على أن البرنامج سيكون مخصصاً لكافة الأطفال في العالم العربي. منذ بداياته في نوفمبر (تشرين الثاني) 1969 عبر التلفزيون الأميركي العام، أخذ البرنامج الشهير عناوين مختلفة في أكثر من 150 بلداً.
وكان «سيسامي ستريت» في العالم العربي يحمل عنوان «افتح يا سمسم» وكان يتمتع بشعبية كبيرة. وبدأ عرضه بإنتاج خليجي في عام 1979 واستمر حتى عام 1990. وحظي بشعبية واسعة في العالم العربي. وسيبدأ تصوير الموسم الثاني من «أهلاً سمسم» في مارس (آذار) المقبل. ويؤكد حداد: «نأمل أن يصبح الأطفال بعد مشاهدة هذا البرنامج أذكى وألطف وأقوى بتعبيرهم عن مشاعرهم».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».