قبل «كورونا»... 7 أوبئة أفزعت العالم السنوات الأخيرة

قبل «كورونا»... 7 أوبئة أفزعت العالم السنوات الأخيرة
TT

قبل «كورونا»... 7 أوبئة أفزعت العالم السنوات الأخيرة

قبل «كورونا»... 7 أوبئة أفزعت العالم السنوات الأخيرة

بعد ما نشرت أنباءه القلق عالمياً خلال الشهر الحالي، أعلنت «منظمة الصحة العالمية» رسمياً أن «كورونا» يشكل «حالة طوارئ صحة عامة ذات بعد دولي».
الأوبئة قديماً كانت تودي بحياة الملايين منها الكوليرا والطاعون والحصبة، لكن مع تقدُّم الطب في التاريخ الحديث، باتت العلاجات أكثر توفراً لأمراض فتاكة، إلا أن القرن الحادي والعشرين شهد تفشي كثير من الأمراض المعدية التي أثارت الفزع حول العالم، ومن أرشيف «الشرق الأوسط» نوثق سبعة أوبئة عرفها العالم في العقدين الماضيين.
1 - سارس
ظهر الالتهاب الرئوي الحاد (السارس) في أواخر عام 2002 في الصين، وانطلق من البيئة ذاتها التي انطلق منها فيروس «كورونا»، الذي نعاني منه اليوم وحينها، وأصاب أكثر من 8 آلاف شخص على مدار 8 أشهر، وأدى إلى نحو 800. ووصف الخبراء «السارس» بأنه «أول وباء في القرن الحادي والعشرين»، إذ انتشر في 29 دولة. وفي 8 سبتمبر (أيلول) 2003، نشرت «الشرق الأوسط» خبراً عن السلطات الصحية السعودية تؤكد فيه أن الخلو من «سارس» شرط للحج والعمرة في ذلك العام.

2 - حمى الضنك
وفقاً لتقارير «منظمة الصحة العالمية»، فإن حمى الضنك مرض فيروسي ينقله البعوض، وقد انتشر بسرعة في السنوات الأخيرة، تم التعرف على الوباء في الخمسينات من القرن الماضي في الفلبين وتايلاند. أما اليوم، فإن حمى الضنك الوخيمة تنتشر في معظم بلدان آسيا أميركا اللاتينية، وتجاوز عدد الحالات على امتداد الأميركتين، وجنوب شرقي آسيا، وغرب المحيط الهادي 1.2 مليون حالة عام 2008، الأمر الذي استبقته «الشرق الأوسط» في خبر تحت عنوان «مخاوف في آسيا من انتشار حمى الضنك... المرض يهدد 2.5 مليار إنسان»، وذلك في العدد الصادر في سبتمبر (أيلول) 2005.

3 - الملاريا
تُعتبر الملاريا من الأمراض الحموية الحادة، وتظهر الأعراض بعد أيام من التعرّض للدغة البعوض الحامل له. وإذا لم تُعالج في غضون 24 ساعة، فإنها تؤدي إلى مرض وخيم قد يتسبب في الوفاة بكثير من الأحيان. القارة السمراء تعاني الأكثر من هذا الوباء، ورغم الجهود لا تزال تعاني نحو 90 دولة حول العالم من استمرار التهديد بالإصابات. وبلغت حالات الوفاة لعام 2016 أكثر من 200 مليون شخص. وفي عام 2006، أعلنت مؤسسة بيل وميليندا غيتس تخصيص 765 مليون دولار لحملة عالمية لمكافحة الوباء، ونشرت «الشرق الأوسط» الخبر في عددها الصادر في 13 ديسمبر (كانون الأول) من ذلك العام.

4 - إنفلونزا الطيور
يشير مصطلح «إنفلونزا الطيور» إلى مرض تسببه سلالة من فيروسات الإنفلونزا تطورت وتكيفت في جسم الطيور، خصوصاً المهاجرة، ويستطيع الفيروس أن يتطور داخل جسم الإنسان وينتقل من إنسان إلى آخر. وفي 5 فبراير (شباط) 2007، أعلنت أوروبا حالة الاستنفار، لمنع تفشي الوباء، ومنع انتقاله للبشر، الأمر الذي وثقته «الشرق الأوسط». وقال الخبر: «يُذكر أن سلالة الفيروس تنتقل فقط عبر الاتصال المباشر والطويل، وليس عبر الطعام، إلا أنها أودت بحياة 163 شخصاً في مختلف أنحاء العالم».

5 - إنفلونزا الخنازير
في عام 2009، انتشر وباء إنفلونزا الخنازير الذي ظهر أولاً في المكسيك قبل أن يتفشى حول العالم. الفيروس الخطير أدى إلى وفاة أكثر من 1000 شخص في المنطقة العربية، وفقاً لتقرير «منظمة الصحة العالمية». ووثقت «الشرق الأوسط» خبر أول ضحايا إنفلونزا الخنازير في السعودية (30 عاماً) في صفحتها الأولى من العدد الصادر في 28 يوليو (تموز) 2009.

6 - إيبولا
انتشر الفيروس إيبولا الفتاك بسرعة فائقة في غرب أفريقيا، وأودى بحياة نحو 6 آلاف شخص حينذاك، كما هدد اقتصاد الدول المنكوبة. وبدورها، نقلت «الشرق الأوسط» إعلان الولايات المتحدة عن نجاح تجربة أول لقاح مضاد للفيروس بعد اختباره على 20 متطوعاً، وذلك في عددها الصادر في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، الذي وصل إلى الدول الموبوءة في 2015.

7 - زيكا
على الرغم من أن زيكا ليس مرضاً فتاكاً، فإن منظمة الصحة العالمية صنفته وأعراضه كمرض وبائي، بالنظر إلى علاقته بالتشوه الخلقي عند الأطفال حديثي الولادة، وهي الحالة التي صارت تعرف باسم «صغر الرأس». تفشى الفيروس مرتين في العقد الماضي؛ الأولى في بولينيزيا الفرنسية في عام 2013، والثانية في البرازيل عام 2015. وفي عام 2016، تم الإعلان أنه لا يوجد علاج أو تطعيم وقائي ضد فيروس زيكا، الذي ينتشر بواسطة بعوضة الحمى الصفراء. وفي 1 فبراير 2016، أعلنت «منظمة الصحة العالمية» حالة الطوارئ على المستوى العالمي بسبب هذا الفيروس، الأمر الذي نقلته «الشرق الأوسط» على صفحتها الأولى الصادرة في اليوم التالي.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».