دول عربية تجلي رعاياها من ووهان الصينية

موظفو مطار القاهرة الدولي يقومون بفحص درجة حرارة الركاب (أ.ف.ب)
موظفو مطار القاهرة الدولي يقومون بفحص درجة حرارة الركاب (أ.ف.ب)
TT

دول عربية تجلي رعاياها من ووهان الصينية

موظفو مطار القاهرة الدولي يقومون بفحص درجة حرارة الركاب (أ.ف.ب)
موظفو مطار القاهرة الدولي يقومون بفحص درجة حرارة الركاب (أ.ف.ب)

توجهت طائرتان مصرية وجزائرية إلى مدينة ووهان الصينية اليوم (الأحد) لإجلاء رعايا البلدين المقيمين فيها، في ظل تفشي فيروس «كورونا» المستجد والمنتشر في المدينة الصينية والتي تعد بؤرة ظهور الفيروس.
وقالت مصادر مطّلعة بمطار القاهرة اليوم إن طائرة تابعة لوزارة الطيران المدني المصري وهي من طراز «إيرباص 330» تسع لأكثر من 350 راكباً غادرت القاهرة وعليها طاقم طبى متخصص في مواجهة العدوى الفيروسية يضم 7 من الأطباء.
وحسب المصادر، يقوم الفريق الطبي بمرافقة المصريين على الطائرة وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم طوال الرحلة التي تزيد على 11 ساعة وإعدادهم لإجراءات الحجر الصحي فور وصولهم إلى مصر حيث سيكون هناك فريق من الحجر الصحي بمطار القاهرة في انتظارهم لاتخاذ الإجراءات الاحترازية معهم لمنع تسلل فيروس كورونا المستجد إلى البلاد ووضعهم في فترة عزل صحى لمدة 14 يوماً وهي فترة وجود الفيروس في الناقلين له.
وفي سياق متصل، شرعت السلطات الجزائرية اليوم في إجلاء رعاياها من مدينة ووهان الصينية وقالت السلطات الجزائرية إنها أرسلت اليوم طائرة خاصة تضم طاقماً طبياً متخصصاً لإجلاء الجزائريين العالقين بمدينة ووهان الصينية، البالغ عددهم36 شخصاً ومعظمهم طلاب.
ووجه عدد من الجزائريين المقيمين في الصين ومدينة ووهان نداءً مستعجلاً للمطالبة بإعادتهم للجزائر بعد تأزم الوضع إثر انتشار فيروس «كورونا».
على الصعيد نفسه، أعلنت الرئاسة الجزائرية إرسال 500 ألف قناع ثلاثي الطبقات و20 ألف نظارة وقائية و300 ألف قفاز، كمساعدة لمواجهة فيروس «كورونا».
وحسب بيان صادر عن الرئاسة، تدخل الهبة المقدمة من الجزائر في إطار الاستنفار الذي يشهده العالم والصين بشكل خاص لمواجهة الفيروس القاتل، حيث تصل المساعدات لمقاطعة هوبي الصينية. 
إلى ذلك،  أعلنت وزارة الداخلية العراقية اليوم أنها قررت منع دخول جميع الزائرين الأجانب القادمين من الصين بسبب مخاوف من فيروس كورونا.
وتعد مؤسسة البترول الوطنية الصينية (سي.إن.بي.سي) من أكبر المستثمرين في النفط العراقي بينما تعمل المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري (سي.إن.أو.أو.سي) في حقل ميسان جنوب شرق العراق.
وفي المغرب، حطت طائرة تقل رعايا مغاربة تم إجلاؤهم من مدينة ووهان، على أن يتم وضعهم تحت مراقبة طبية لمدة 20 يوما، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وحطت طائرة الخطوط الجوية المغربية بمطار بنسليمان (نحو 58 كيلومتر جنوب الرباط) حيث استقبلهم طاقم من أطباء مدنيين وعسكريين. وسيرافقهم هذا الطاقم إلى مستشفى في مدينة مكناس (وسط) والمستشفى العسكري بالرباط، بحسب بيان لوزارة الصحة المغربية التي لم تحدد عدد القادمين على متن هذه الرحلة.
وكان المغرب الذي لم يسجل أي إصابة بالفيروس، أعلن الاثنين أنه سيجلي مائة من رعاياه من مدينة ووهان الصينية التي ظهر فيها الفيروس للمرة الأولى في ديسمبر (كانون الأول)، والذي أودى بأكثر من 300 شخص في الصين.
وأوضحت وزارة الصحة المغربية أن المعنيين «سيتم وضعهم تحت المراقبة الطبية الدقيقة لمدة 20 يوما من طرف فرق طبية وتمريضية مكونة ومدربة لهذا الغرض».
وجدد البيان التأكيد على عدم تسجيل أي إصابة حتى الآن بهذا الفيروس في المغرب.
وكانت شركة الخطوط الملكية المغربية أعلنت الخميس تعليق رحلاتها بين الدار البيضاء وبكين من نهاية يناير (كانون الأول) وحتى 29 فبراير (شباط) على خلفية فيروس كورونا المستجد.
وأعلنت الصين الأحد إغلاق مدينة رئيسية أخرى بعيدة عن مركز انتشار الفيروس.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.