مياه الشرب في خطر بسبب حرائق الغابات

جانب من حرائق الغابات بأستراليا (أ.ب)
جانب من حرائق الغابات بأستراليا (أ.ب)
TT

مياه الشرب في خطر بسبب حرائق الغابات

جانب من حرائق الغابات بأستراليا (أ.ب)
جانب من حرائق الغابات بأستراليا (أ.ب)

أعلن مسؤولون في أستراليا حالة الطوارئ في العاصمة كانبرا والمناطق المحيطة بها، اليوم (الجمعة)، تحسباً لخروج حريق غابات كبير عن السيطرة، في ظل ارتفاع درجة الحرارة وهبوب رياح قوية.
وبحسب وكالة أنباء «أسوشييتد برس»، فقد عبر المسؤولون الأستراليون عن مخاوفهم من المخاطر التي قد تتعرض لها مياه الشرب بسبب حرائق الغابات والأراضي العشبية، قائلين إن هذه الأزمة سبق أن حدثت قبل 17 عاماً، بعد حرائق الغابات الفتاكة التي وقعت بالبلاد، وأحدثت مشكلات في جودة مياه الشرب.
ورغم أن الحرائق الشديدة، التي أودت بحياة 33 شخصاً، وأدت أيضاً إلى نفوق ما يقدر بنحو مليار حيوان منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، لم تترك بعد آثار كبيرة على شبكات مياه الشرب في أستراليا، إلا أن المسؤولين قالوا إنه «وفقاً للتجربة السابقة التي حدثت في 2003، فإن أكبر المخاطر ستأتي مع هطول أمطار متكررة على مدار عدة أشهر أو سنوات وسط محاولة أماكن تجمعات المياه التعافي من آثار الحرائق».
وتكون أماكن تجمع المياه عادة عند مخرج حوض التصريف، حيث تندمج المياه المتجمعة مع كتلة مائية أخرى، مثل نهر، أو بحيرة، أو خزان مائي، أو بحر، أو محيط.
وعندما تكون الأمطار غزيرة، يتسبب ذلك في تآكل منحدرات أماكن تجمع المياه مما ينتج عن امتلائها بكميات كبيرة من الرماد والرواسب والطمي، وصب هذه الرواسب بعد ذلك في الأنهار والخزانات الحيوية التي تنقل مياه الشرب إلى مختلف أنحاء العالم.
وبالإضافة إلى أستراليا، تضررت عدة دول ومناطق من حرائق الغابات في الفترة الأخيرة، من بينها غابات الأمازون واليونان وإسبانيا وشمال كندا وألاسكا وغيرها من المناطق.
وقد تسبب ذلك في قلق عالمي متزايد من المخاطر الكبيرة التي قد تتسبب فيها هذه الحرائق على مياه الشرب.
ويقول الباحثون إن أكثر من 60 في المائة من إمدادات المياه لأكبر 100 مدينة في العالم تنبع من «مستجمعات المياه» المعرضة للحرائق.
وأوضح الباحثون أن الحرائق تتسبب في أضرار كبيرة للمواد العضوية والتربة السطحية، ما يؤثر على امتصاص المياه، أو يؤدي إلى تسرب مياه غير نظيفة، وقد يتسبب ذلك في قتل النباتات والأسماك والكائنات المائية الأخرى التي تستخدم في تنقية المياه.
وعبر الباحثون أيضاً عن مخاوفهم بسبب اتساع رقعة المناطق المتضررة من حرائق الغابات في العقود الأخيرة، مشيرين إلى أن هذا الاتساع من المحتمل أن يستمر لفترة طويلة بسبب المناخ العالمي الذي أصبح أكثر دفئاً.
وقال ستيفان دوير، من جامعة سوانسي البريطانية إن مساحة الغابات المحترقة سنوياً قد زادت إلى أكثر من الضعف خلال العشرين إلى الثلاثين عاماً الماضية.
يُذكر أن شركة مياه دنفر بولاية كولورادو كانت قد أكدت أنها اكتشفت عقب حريقين كبيرين، في عامي 1996 و2002، أن الرواسب الناجمة عن الحرائق تسببت في انسداد خزان ينقل المياه إلى 1.4 مليون عميل تابعين لها. وقد أنفقت الشركة نحو 28 مليون دولار لمعالجة الخزان.


مقالات ذات صلة

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته في الأمازون (أ.ف.ب)

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

يزور جو بايدن الأمازون ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، في وقت تلوح فيه مخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة البيئية مع عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أمازوناس)
الولايات المتحدة​ امرأة وزوجها وسط أنقاض منزلهما الذي أتى عليه الحريق في كاماريللو (أ.ب)

حرائق كالفورنيا «تلتهم» أكثر من 130 منزلاً

أكد عناصر الإطفاء الذين يعملون على إخماد حريق دمّر 130 منزلا على الأقل في كالفورنيا أنهم حققوا تقدما في هذا الصدد الجمعة بفضل تحسن أحوال الطقس.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
الولايات المتحدة​ رجل إطفاء يوجه خرطوم مياه نحو النار في منزل دمّره حريق «ماونتن فاير» قرب لوس أنجليس (أ.ف.ب)

السيطرة على حرائق غابات مدمّرة قرب لوس انجليس

بدأ رجال الإطفاء السيطرة على حريق غابات استعر قرب مدينة لوس انجليس الأميركية وأدى إلى تدمير ما لا يقل عن 132 مبنى.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
المشرق العربي زراعة 3 آلاف غرسة في غرب حمص أواخر العام الماضي قام بها طلبة متطوعون (مواقع)

موجة حرائق تلتهم مساحات واسعة من قلب سوريا الأخضر

صور الحرائق في سوريا هذه الأيام لا علاقة لها بقصف حربي من أي نوع تشهده البلاد وجوارها، بعيدة عن الاهتمام الإعلامي وقريبة من ساحات الحرب.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ رجال الإطفاء يخمدون حريقاً  ألحق أضراراً بالعديد من المباني في أوكلاند بكاليفورنيا (رويترز)

كاليفورنيا: المئات يخلون منازلهم بسبب حريق غابات

أعلن مسؤول في إدارة الإطفاء الأميركية إنه تم إصدار أوامر للمئات من سكان شمال ولاية كاليفورنيا بإخلاء منازلهم في أحد أحياء مدينة أوكلاند بسبب حريق ينتشر سريعاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.