دعت منظمة الصحة العالمية «العالم بأسره للتحرك» لمواجهة فيروس كورونا، وقد تتخذ قراراً حول ما إذا كان هذا المرض «يشكل حالة طوارئ صحة عامة ذات بعد دولي»، بعد أن وصل عدد ضحايا الفيروس المستجد في الصين إلى 170 شخصاً الخميس، بعد ارتفاع غير مسبوق لعدد الوفيات خلال يوم واحد. ومدينة ووهان الصينية، حيث ظهر المرض وتفشى، منقطعة عن العالم منذ أسبوع، كما مقاطعة هوباي بأكملها تقريباً. في حين يعزل هذا الحجر الصحي القاسي الذي فرض في 23 يناير (كانون الثاني) 56 مليون شخص يقطنون المنطقة عن العالم، نظمت الولايات المتحدة واليابان عمليات إجلاء لعدد من مواطنيهما. وأرسلت فرنسا بدورها طائرة إلى ووهان فجر الخميس. ويفترض أن تعود الجمعة وعلى متنها 250 شخصاً. من المقرر وصول طائرة ثانية «في وقت لاحق هذا الأسبوع»، بحسب المفوضية الأوروبية، لإجلاء فرنسيين وأوروبيين. ويفترض أن يجري ترحيل نحو 350 أوروبياً وفرنسياً أيضاً على متن طائرة. ويرفض بعض الفرنسيين المغادرة. يقول الطبيب فيليب كلاين لوكالة الصحافة الفرنسية «هذه خطوة مدروسة... عملي هنا هو مساعدة الأجانب»، واصفاً نفسه بـ«مروض الفيروس». وتخطط دول أخرى لإجلاء مواطنيها أيضاً: أعلنت إيطاليا إرسال طائرة الخميس، وتستعد برلين لترحيل 90 ألمانياً في «الأيام المقبلة»، وكذلك ستفعل كندا. وأعلنت نيوزلندا الخميس أنها سترسل طائرة إلى ووهان تتسع لـ300 شخص. كما أعلنت لندن أيضاً أن طائرة بريطانية كان مقرراً أن تعود الخميس، أعطيت الإذن بالإقلاع الجمعة صباحاً من ووهان وعلى متنها 200 بريطاني. لكن آلاف الأجانب الآخرين لا يعرفون مصيرهم.
وأعلنت السلطات الصينية الخميس تسجيل 38 حالة وفاة إضافية بالفيروس في مقاطعة هوباي في وسط الصين خلال 24 ساعة، وهو أعلى ارتفاع يومي في الوفيات منذ بدء تفشي المرض في ديسمبر (كانون الأول).
وارتفع عدد المصابين إلى نحو 7700 شخص في البر الصيني، وهذا الرقم تخطّى عدد الإصابات عند انتشار فيروس سارس (متلازمة الالتهاب التنفّسي الحاد) الذي أصاب 5327 شخصاً في 2002 و2003 وأدّى إلى وفاة 774 شخصاً في العالم بينهم 349 في البرّ الصيني.
وبدت ووهان، حيث منعت الحركة غير الضرورية للسيارات، الخميس كمدينة أشباح. وبقيت المتاجر والمطاعم مقفلة بأغلبها، في حين كان عدد المشاة في شوارعها أعلى بقليل من الأيام الماضية، بحسب صحافيين في الصحافة الفرنسية.
ووصل نحو 195 أميركيّاً صباح الأربعاء إلى قاعدة عسكرية في كاليفورنيا وخضعوا لفحوص. ولم تظهر عوارض على أي منهم، لكن سيبقون في الحجر الصحي لمدة 72 ساعة. في المقابل، ومن بين 206 يابانيين رحّلوا إلى طوكيو الأربعاء، ثلاثة مصابين بالفيروس. ويضافون إلى 8 حالات مسجلة أصلاً في الأرخبيل. ولم تفرض طوكيو حجراً صحياً على مواطنيها. وعلى الرغم من أن معظم الإصابات سجلت في البر الصيني، تأكد وجود أكثر من 80 حالة في 16 دولة أخرى أيضاً. وفي مؤشر مقلق، سجل انتقال للعدوى بين شخص وآخر في ثلاث دول خارج الصين هي ألمانيا، واليابان، وفيتنام.
في هذا السياق، اتخذت تدابير احتياطية قاسية على المستوى الدولي، فقد أعلنت شركات طيران على غرار الخطوط الجوية البريطانية، و«لوفتهانزا»، والخطوط الإندونيسية، «ليون آير»، و«آير فرانس»، وقف رحلاتها إلى الصين الأربعاء. جاء ذلك بعد أن نصحت دول عدة، منها المملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة، مواطنيها بعدم السفر إلى الصين. كما قررت روسيا إغلاق حدودها مع الصين التي تمتدّ على طول 4250 كلم. وفي إيطاليا، أفادت السلطات بأن 7 آلاف شخص عالقون منذ صباح الخميس قبالة تشيفيتافيكيا قرب روما على سفينة سياحية، للاشتباه بوجود إصابتين من فيروس كورونا المستجد بينهم. وفي باقي أنحاء الصين، حيث تم تمديد عطلة السنة الجديدة إلى الثاني من فبراير (شباط)، هجر معظم السكان الخائفين المتاجر ودور السينما والمطاعم. وتحاول القرى النائية الاحتماء خلف حواجز عشوائية لتفادي وصول المرض إليها، في حين يثير الأشخاص القادمون من ووهان ومحيطها الشبهات حولهم. وأمرت بكين الخميس المزارعين والمسالخ برفع إنتاجها، في ظل اضطراب في شبكات التوزيع وارتفاع أسعار الخضراوات.
تسجيل أكبر عدد وفيات في الصين في يوم واحد
انتقال للعدوى بين شخص وآخر في ألمانيا واليابان وفيتنام
تسجيل أكبر عدد وفيات في الصين في يوم واحد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة