لاصقة إلكترونية ترصد حركة الكائنات البحرية على عمق كيلومترين

علماء «كاوست» يطورون نسخاً متقدمة منها

جرى تعزيز حساسية أجهزة الرصد الإلكترونية في الرقاقة المحدثة بمعدل يصل إلى 15 ضعفاً
جرى تعزيز حساسية أجهزة الرصد الإلكترونية في الرقاقة المحدثة بمعدل يصل إلى 15 ضعفاً
TT

لاصقة إلكترونية ترصد حركة الكائنات البحرية على عمق كيلومترين

جرى تعزيز حساسية أجهزة الرصد الإلكترونية في الرقاقة المحدثة بمعدل يصل إلى 15 ضعفاً
جرى تعزيز حساسية أجهزة الرصد الإلكترونية في الرقاقة المحدثة بمعدل يصل إلى 15 ضعفاً

نشرت «الشرق الأوسط» في 19 أغسطس (آب) العام الماضي خبر تطوير باحثين بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) رقاقة ذكية تُسهل دراسة سلوك الحيوانات البحرية. وتقوم هذه المنظومة الخاصة، بوسم الكائنات البحرية إلكترونيّاً على مطاط صناعي قابل للتمدد مصنوع من السيليكون، يمكنه تحمُّل الالتواء والتمزق والتمدد، حتى عند التعرض لضغوط عالية في المياه العميقة.
واليوم خطا باحثو «كاوست» خطوة متقدمة بتطوير تلك الرقاقة الإلكترونية اللاصقة بحيث أصبحت تتمتّع بقدرات رصد شديدة الدقة والحساسية يتوقع لها العلماء أن تُحدث تغيراً جذرياً في مراقبة الكائنات البحرية وبيئتها، على عمق يصل إلى كيلومترين، في سابقة هي الأولى من نوعها.
وتندرج أهمية مراقبة تلك الكائنات وبيئاتها من اهتمام البشرية منذ القدم باستخراج الأحياء البحرية لاستخدامها في الغذاء والكساء والمأوى، بل وحتى في علاج الأمراض المستعصية وتحسين الوضع الصحي لسكان العالم.
في مختبرات «كاوست» صُممت الرقاقة البحرية المطورة هذه المرة بواسطة مادة قائمة على البوليمر، تتميّز بالمرونة وخفّة الوزن، وتحتوي على إلكترونيات مدمجة تستطيع تعقب حركة الحيوان البحري وأسلوب غوصه، وكذلك سلامة البيئة البحرية المحيطة به. و«البوليمر» مادة مصنوعة من سلاسل طويلة ومتكرّرة من الجزيئات، بعضها لديه القدرة على الانثناء والتمدد، وبعضها الآخر يتمتع بالصلابة والقوة.
ولهذه النسخة الأحدث والأكثر متانة من المستشعرات قدرة على العمل على أعماق غير مسبوقة، ويمكن إلحاقها بالكائن محلّ الدراسة باستخدام سوار أو غلاف لا يخترق جسده، دون الحاجة لأي من أنواع الغراء التي قد تؤذي جلدَ الكائن البحري المعروف بحساسيته.
ويوضح سُهَيْل شيخ، أحد باحثي الدكتوراه في فريق «كاوست» البحثي: «يستطيع أن هذا النظام العمل في أعماق تصل إلى كيلومترين، وهو ما لم يحققه أحدٌ من قبل».
كما جرى تعزيز حساسية أجهزة الرصد الإلكترونية في الرقاقة المحدثة بمعدل يصل إلى 15 ضعفاً، بحيث تُظهر البيانات المجمعة عُمق الكائن الذي يضع اللاصقة، ودرجة حرارة وملوحة المياه الموجود بها.
ويخطط الباحثون لإجراء مزيد من التطوير على الرقاقة، يتيح قدرات استشعار بيئية إضافية، مثل قياس مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، والتتبع الدقيق للموقع الجغرافي. ويشير شيخ إلى أن تعزيز الرقاقة بنظام قوي يتحمل العمل في أعماق أكبر، كان تحدّياً حقيقياً للباحثين الذين تمكّنوا كذلك من تصغير حجم اللاصقة إلى نصف حجم النُسَخ السابقة.
وأُجريت اختبارات بلصق الرقاقة على أسماك مختلفة شملت القاروس، والمرجان، والسمك الذهبي الصغير، ظهر من خلالها تحسنٌ في أداء النسخة الجديدة ومرونتها وقدرتها على التحمل. كما أظهرت الاختبارات المعملية سلامة الرقاقة، رغم غمرها شهراً كاملاً في مياه البحر الأحمر عالية الملوحة، وبعد 10 آلاف دورة انحناء قصوى.
يُذكر أن نسخاً أوّلية من الرقاقة كانت قد أثبتت جدواها عندما لُصقت على سرطان البحر السابح Portunus pelagicus.
من جانبه، يقول البروفسور محمد مصطفى حسين، أستاذ الهندسة الكهربائية الذي طوَّرت مجموعته البحثية نظام الرقاقة اللاصقة بالتعاون مع مجموعة أستاذ علوم البحار، البروفسور كارلوس دوارتي، وكلاهما في كاوست: «تُمثّل الرقاقة البحرية ابتكاراً فريداً وغير مسبوق في التكنولوجيا القابلة للارتداء الخاصة بالحيوانات البحرية».
ويضيف حسين أن الرقاقة البحرية تتفوق في أدائها على كل البدائل الموجودة، مؤكداً استمرار العمل على تطويرها لتحسين قدراتها على الاستشعار، والأداء الكلّي، والاعتماد عليها في سياق تكلفة مقبولة.


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.