بسمة: فيلم «رأس السنة» يكشف ازدواجيتنا في الحكم على الناس

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن العام الحالي يشهد انطلاقتها الجديدة

الفنانة المصرية بسمة
الفنانة المصرية بسمة
TT

بسمة: فيلم «رأس السنة» يكشف ازدواجيتنا في الحكم على الناس

الفنانة المصرية بسمة
الفنانة المصرية بسمة

بكثير من التفاؤل، تنتظر الفنانة بسمة عرض ثلاثة أفلام لها خلال عام 2020. «رأس السنة» في 5 فبراير (شباط) المقبل، و«بعلم الوصول» في مارس (آذار)، ثم «ماكو» الذي لم يتبق على الانتهاء منه سوى يوم تصوير واحد فقط.
وفي حديثها مع «الشرق الأوسط»، توقعت بسمة أن تنجح هذه التجارب الثلاث في إعادة تقديمها للجمهور بشكل مختلف، وأن تكون بداية وانطلاقة جديدة لها في مشوارها الفني، الذي كان قد تأثر بهجرتها المؤقتة لأميركا، والتي تسببت في عدم استقرارها فنياً حتى بعد عودتها إلى القاهرة قبل عامين ونصف تقريباً.
في «رأس السنة» تقدم بسمة شخصية «رانيا بهجت»، وهو فيلم تدور أحداثه بالكامل في ليلة رأس السنة عام 2009. بمدينة ساحلية مصرية، حول مجموعة من الشخصيات يعيشون حالة من الازدواجية، فبينما يفعلون بعض الأشياء ينتقدون غيرهم عندما يفعلونها، ويصدرون عليهم أحكاماً مطلقة.
ورغم تأكيد بسمة على أنها لا تعرف سبب تأخير الرقابة في منح الفيلم تصريحاً بالعرض لأكثر من عام، فإنها نفت أن يكون السبب له أي علاقة بمشاهدها مع إياد نصار كما تردد، موضحة أنها لم تلتق بـنصار طوال الفيلم سوى في نصف دقيقة بالضبط، ولا تحتوي على أي مشاهد خادشة، كما روج البعض، كما أن دورها في الفيلم بشكل عام خالٍ من المشاهد الجريئة.
أما فيما يتعلق بالحديث عن أن شخصيات الفيلم لا تشبه المجتمع المصري، قالت بسمة، إن «الفنان عندما يقدم فيلماً ليس بالضرورة أن تكون الشخصيات تنطبق على عموم المجتمع، ولكن يتم اختيار نماذج محددة يتم الحديث عنها، والنماذج التي تظهر في (رأس السنة) بعضها موجود في مجتمعنا حتى إذا كان البعض يرفضها، وحتى إذا لم تكن موجودة في المجتمع المصري، فمن حق الفن أن يتناول شخصيات من الخيال ليست موجودة في الواقع من الأساس، فالسينما هي فن صنع الخيال، وليس بالضرورة أن يكون لكل شخصية درامية نظير في الواقع».
وعن توقعها لمدى قدرة الفيلم على المنافسة في شباك التذاكر، ترى بسمة أن «رأس السنة»، سيحظى بإقبال جماهيري، لتميزه بالجمع بين القيمة الفنية والنكهة التجارية الجاذبة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها «كانت تتمنى أن يعرض في مناسبة رأس السنة لأن أحداثه تدور في هذه الليلة، ولكن تأجيله إلى فبراير من العام الجاري، لا ينفي أنه يعد فيلماً صالحاً للمشاهدة في كل الأوقات.
في تجربتها الثانية «بعلم الوصول» التي تنتمي لسينما «السيكودراما»، تقدم بسمة شخصية «هالة»، وهي امرأة تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، ولديها ميول انتحارية، تعاني منذ فقد والدها، ويحدث تحول في شخصيتها بعد دخول زوجها السجن، حيث تتخلص من التبعية، لترى الحياة بعينها وليس من خلال شخص آخر.
توضح بسمة، أن الحالة التي يتناولها الفيلم رغم أنها معروفة في الطب، فإن الكثير في المجتمع يتجاهلها، مما يعرض المرأة لكثير من الظلم بعد الولادة، لتجاهل من حولها أنها مصابة باكتئاب، يلزمه علاج وتعاطف، ودعم، وليس تجاهل، متمنية أن يحظى الفيلم بنسب مشاهدة رغم إيقاعه وطبيعته المختلفة، حتى يساعد البعض في التوعية من هذه المشكلة التي لا يتوقف عندها الكثير، ولأن الفيلم مرتبط بالمرأة كان اختيار شهر مارس لطرحه لأنه شهر المرأة، فيه عيد الأم، ويوم المرأة المصرية، والعالمي أيضاً، أما عرضه الأول في مصر سيكون في افتتاح مهرجان أسوان لسينما المرأة في شهر فبراير المقبل، وذلك بعد جولة في عدد من المهرجانات العالمية، منها تورونتو، وقرطاج وساو باولو، ومونبيليه وغيرها.
أما التجربة الثالثة لبسمة التي تطرح من خلالها نفسها بشكل مختلف عبر فيلم «ماكو»، وهو فيلم يتم تصوير 50 في المائة من أحداثه تحت الماء، وتقدم فيه شخصية «رنا بهجت»، مخرجة أفلام وثائقية، وهي امرأة طموحة ونشيطة وناجحة جداً، وترى بسمة، أن هذا الفيلم إذا اكتمل كما يُخطط له سيفتح أبواب خيال مختلفة، وسيثبت قدرة السينما المصرية على منافسة العالمية في أعمال الغرافيك، وهي التقنية التي ربما تظهر الفرق بين النظيرتين.
وتؤكد بسمة أنها بشكل عام تحب أفلام الفانتازيا، والقصة التي تدور حولها «ماكو» خيالية بالكامل وكذلك شخصياته وتعتمد في معظمها على الغرافيك، وفكرته ليست مأخوذة من حادث غرق عبارة مصرية في بداية تسعينيات القرن الماضي، في البحر الأحمر، بعد اصطدامها بحقل للشعاب المرجانية مما أسفر عن مصرع 476 شخصاً، كما يردد البعض، موضحة أن هناك فرقاً كبيراً بين أن يتناول الفيلم حقائق حول حادث، وبين أن يكون هناك ذكر لهذا الحادث بشكل أو بآخر ضمن فكرة وشخصيات خيالية بالكامل.
وعن التمثيل تحت الماء، كشفت بسمة، أنها بطبيعتها تخاف من كل شيء لا تراه، والبحر بالنسبة لها كان مكاناً مخيفاً جداً، وكان صعب عليها أن تتجاوز هذه المخاوف لتتعلم الغطس من أجل تصوير «ماكو»، وأن تعتمد على أنبوبة أكسجين لتستطيع التصوير تحت الماء، مشيرة إلى أن التمثيل تحت الماء صعب جداً، لأن الممثل يكون منعزلاً تماماً عن العالم الخارجي، وأثناء العمل أحياناً تكون قادراً على سماع زملائك الممثلين وأحياناً لا تسمع شيئاً، فتضطر للاعتماد على لغة الجسد وحركة الشفاه، حتى تفهم ماذا يقول، وهل كلامه انتهى أم لا، لتبدأ الجزء الخاص بك.
واختتمت بسمة حديثها لـ«الشرق الأوسط»، بتوضيح سبب عدم سعيها للمشاركة في أي أعمال عالمية منذ تجربة «Tyrant»، قائلة: «هذه التجربة وضعتني في اختيار قاس جداً، بين فكرة أن أقبل بعدم الاستقرار والتصوير كل يوم في بلد مختلف، وبين الاستقرار في بلدي بجانب ابنتي، فميزة العمل في مصر أنه شديد المركزية، غالباً التصوير يكون في القاهرة والاستثناء يكون في السفر، يضاف إلى ما سبق أنني بالفعل متحققة ومعروفة في مصر، لكن في الخارج كنت أبدأ من جديد، وبالتالي إذا جاءت لي فرصة شغل جيدة في الخارج لن أرفضها وسأكون سعيدة جداً بها، لكن إذا لم يحدث فأنا راضية جداً بما أحققه في مصر».


مقالات ذات صلة

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)
سينما دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)

شاشة الناقد: فيلمان من لبنان

أرزة هي دياماند بو عبّود. امرأة تصنع الفطائر في بيتها حيث تعيش مع ابنها كينان (بلال الحموي) وشقيقتها (بَيتي توتَل). تعمل أرزة بجهد لتأمين نفقات الحياة.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد زكي قدم أدواراً متنوعة (أرشيفية)

مصر تقترب من عرض مقتنيات أحمد زكي

أعلن وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو عن عرض مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، ضمن سيناريو العرض الخاص بمركز ثروت ‏عكاشة لتوثيق التراث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق وصيفات العروس يبتهجن في حفل زفافها بالفيلم (القاهرة السينمائي)

«دخل الربيع يضحك»... 4 قصص ممتلئة بالحزن لبطلات مغمورات

أثار فيلم «دخل الربيع يضحك» الذي يُمثل مصر في المسابقة الدولية بمهرجان «القاهرة السينمائي» في دورته الـ45 ردوداً واسعة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من مهرجان «القاهرة السينمائي» (رويترز)

أفلام فلسطينية ولبنانية عن الأحداث وخارجها

حسناً فعل «مهرجان القاهرة» بإلقاء الضوء على الموضوع الفلسطيني في هذه الدورة وعلى خلفية ما يدور.

محمد رُضا (القاهرة)

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».