تعرف هذه الحالة، علمياً، باسم بطء القلب bradycardia أو اضطراب النظم البطني أو النبذ، وتشير إلى اضطراب في إيقاع نبضات القلب الذي يمكن أن يسبب شعوراً بالإرهاق والدوار والإغماء.
- إيقاعات القلب
يعتمد النبض المستقر لقلبك على مجموعة من الخلايا تتخذ شكل هلال في الجزء العلوي ناحية اليمين من القلب. ويطلق على هذه الخلايا العقدة الجيبية الأذينية sinoatrial or sinus node، وتطلق دفقة صغيرة للغاية من تيار كهربائي يحفز القلب على التقلص وضخ الدم إلى مختلف أرجاء الجسم. ونظراً لأن العقدة الجيبية الأذينية تحدد وتيرة وإيقاع نبض القلب، فإنه يطلق عليها بعض الأحيان اسم «ناظمة قلبية طبيعية» natural pacemaker.
ومثلما أن البشرة والمفاصل وأجزاء أخرى من الجسم تكشف بمرور الوقت عن مؤشرات على التقدم في العمر، فإن الأمر ذاته قد يحدث مع الهياكل القائمة داخل القلب. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور بيتر زيميتبوم، مدير شؤون أمراض القلب السريرية بمركز شماسة بيت إسرائيل الطبي التابع لجامعة هارفارد أن «من الممكن أن يؤثر هذا التردي العام المرتبط بالتقدم في السن على العقدة الجيبية الأذينية، وكذلك أجزاء أخرى من نظام التوصيل الكهربائي للجسم».
وعليه، نجد أن الإيقاع الطبيعي لنبضات القلب (الذي يتراوح عادة ما بين 60 و100 نبضة في الدقيقة) ربما يتراجع لما دون الـ60.
تقع هذه الحالة المعروفة باسم بطء القلب في البالغين الأكبر سناً، عادة بعد سن الـ70. لذا، إذا كنت تعاين بطئاً في نبضات القلب وليس لديك أي أعراض أخرى مصاحبة، ليس هناك إذن ما يستدعي الشعور بالقلق. أما إذا كنت تعاني أعراضا ـ مثل الشعور بدوار أو إرهاق أو صعوبة في التنفس أو بالتوتر أو إذا فقدت الوعي، ـ فإن عليك استشارة الطبيب فوراً.
- الحفاظ على الإيقاع
يمكن أن يحدث بطء القلب عندما تتداعى العقدة الجيبية الأذينية. ومع هذا، فإنها إذا توقفت فجأة عن العمل، فيملك القلب «مولدات داعمة» تعمل محلها، وذلك حسبما شرح الدكتور زيميتبوم تتمثل واحدة من هذه المولدات الاحتياطية في العقدة الأذينية البطينية atrioventricular node التي يمكنها الحفاظ على إيقاع نبض يتراوح بين 50 و60 نبضة في الدقيقة. وحال تعرض الإشارات الكهربائية المارة عبر هذه المنطقة للتباطؤ أو الإعاقة، فإن هذه الحالة تعرف باسم «الإحصار الأذيني البطيني» AV block or heart block وهو السبب الرئيسي الآخر وراء بطء القلب. تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الإعاقات لا علاقة لها بالانسدادات في الأوعية الدموية الناجمة عن وجود لويحات على جدرانها، ذلك أن هذه كهربائية تماماً، حسبما أوضح الدكتور زيميتبوم.
تتمثل النقطة التالية في ممر التوصيل في حزم الفروع في اليمين واليسار، التي تعتبر بمثابة الإشارات النهائية التي تخطر البطينين بالانكماش. عن هذا، قال الدكتور زيميتبوم: «من العادي أن يحدث تباطؤ أو حتى انسداد كامل في واحدة من هذه الممرات، لكن عندما يحدث ذلك، غالباً ما يعوضه الجانب الآخر». وحال إخفاق جميع هذه العناصر الاحتياطية، ربما تستمر عضلة القلب في الانقباض، لكن فقط بمعدل يتراوح تقريباً بين 30 و40 نبضة بالدقيقة أي بمعدل بطيء للغاية لا يكفي لإمداد المخ بالدم الكافي.
-- الظروف المهيئة للمرض
بجانب السن، ثمة ظروف أخرى على صلة بالقلب ربما تزيد مخاطر التعرض لبطء القلب، منها:
- ضغط الدم المرتفع الخارج عن السيطرة.
- عدوى بكتيرية في الدم تؤثر على صمامات القلب.
- تاريخ من الجراحات في القلب، منها جراحة المجازة، أو استبدال صمام.
- هناك عقاقير معينة توصف لعلاج ارتفاع ضغط الدم، منها حاصرات البيتا وحاصرات قناة الكالسيوم، من الممكن أن تتسبب كذلك في خفض وتيرة نبضات القلب.
- وكذلك الحال بالنسبة لحالات قصور الدرقية، وتوقف التنفس أثناء النوم.
- رغم ندرة حدوث الإصابة بداء «لايم»، يمكن أيضاً حال عدم كشف الإصابة وتركها دون علاج، أن يتسبب ذلك في انسداد القلب، لكن العلاج بالمضادات الحيوية يمكن أن يحل هذه المشكلة.
- من بين الأسباب الأخرى غير الشائعة لبطء القلب المرض الالتهابي المسمى «ساركويد» sarcoidosis أو الغرناوية، وهو مرض مناعي مجهول السبب يظهر على هيئة مجموعات غير طبيعية من الخلايا الالتهابية «الحبيبية» التي يمكن أن تشكل عقيدات في أعضاء عدة.
-- التشخيص والعلاج
نظراً لأن المرء يمكن أن يتعرض لنوبات من بطء القلب تظهر وتختفي، فإن قياس النشاط الكهربائي للقلب خلال فترة قصيرة (بإجراء تخطيط كهربائي للقلب) قد لا يرصد المشكلة. بدلاً عن ذلك، غالباً ما يتعين على الأفراد ارتداء جهاز نقال لمراقبة القلب يسجل إيقاع نبضات القلب على مدار ما بين 24 و72 ساعة.
أما علاج بطء القلب، فيعتمد على السبب ومدى حدة الحالة. في بعض الأحيان، يساعد علاج السبب الكامن وراء هذا البطء أو تعديل جرعات العقاقير. في حالات أخرى، يحتاج الناس إلى جهاز لتنظيم ضربات القلب، جهاز صغير يعمل ببطارية يرسل نبضات من الكهرباء عبر أسلاك إلى القلب. ويحتاج بعض الأفراد إلى جهاز تنظيم القلب على نحو مؤقت فحسب لا يتجاوز عدة أيام (مثلاً، في أعقاب التعرض لعدوى أو الخضوع لجراحة لاستبدال الصمام الأبهري). وتبقى أجهزة تنظيم نبضات القلب تلك خارج الجسم، وإما يجري ربطها في الملابس أو توضع بجوار الفراش.
في المقابل، فإن الأضرار الدائمة لنظام التوصيل الكهربي في القلب يستلزم الاستعانة بجهاز تنظيم نبضات القلب على نحو دائم، والذي تجري زراعته تحت الجلد في الجزء الأعلى من الصدر خلال عملية جراحية بسيطة. وتجري برمجة هذه الأجهزة لتحفيز أو تنظيم وتيرة نبضات القلب على النحو الذي يحتاج إليه كي يظل قادراً على النبض بصورة طبيعية. وتوحي الأبحاث بأن الأشخاص الذين يستعينون بأجهزة تنظيم نبضات القلب ممن لا يعانون مشكلات صحية خطيرة أخرى يعيشون تقريباً نفس الفترة التي يعيشها آخرون ممن لا يستعينون بأجهزة تنظيم النبضات.
-- العقد الجيبية الأذينية والبطينية
> تصدر العقد الجيبية الأذينية دفقات كهربائية صغيرة تدفع الأذينين للانقباض وملء البطينين بالدماء. أما العقد الجيبية البطينية، الواقعة بين الأذينين والبطينين، فتصدر إشارة كهربائية من الأذينين إلى البطينين. بعد ذلك، ينقبض البطينان ويضخان الدماء إلى داخل الدورة الدموية.
- رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».
8:18 دقيقة
بطء القلب... حالة طبية تستوجب الاهتمام
https://aawsat.com/home/article/2105901/%D8%A8%D8%B7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%A8-%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%AC%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%87%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%85
بطء القلب... حالة طبية تستوجب الاهتمام
اضطراب إيقاع النبضات يمكن أن يسبب الشعور بالإرهاق والدوار
بطء القلب... حالة طبية تستوجب الاهتمام
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة