لافروف: لا تهاون مع الإرهابيين في إدلب

TT

لافروف: لا تهاون مع الإرهابيين في إدلب

صعّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لهجته في تهديد الفصائل المسلحة في إدلب بالتزامن مع تقدم القوات الحكومية مدعومةً بالغطاء الجوي الروسي. وهدد الوزير بمواصلة الضغط على المسلحين الذين وصفهم بأنهم «إرهابيون». وقال: «سيكون عليهم أن يستسلموا»، مشيراً إلى أن خروج مقاتلين «معتدلين» من منطقة إدلب إلى ليبيا يُخلي الساحة لسيطرة مطلقة للمتشددين.
ودافع لافروف، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في موسكو، عن التصعيد العسكري حول إدلب، وقال إن «المسلحين الذي يسيطرون بشكل كامل تقريباً على إدلب وخصوصاً من جبهة النصرة واصلوا بانتظام انتهاك نظام وقف إطلاق النار، الذي تم إعلانه في أوائل يناير (كانون الثاني) الجاري، بناءً على اقتراح روسيا وتركيا». وزاد: «منذ ذلك الحين، وقعت عشرات من الانتهاكات من المتطرفين في إدلب الذين يهاجمون ويطلقون القذائف من مختلف أنواع الأسلحة على مواقع الجيش السوري والأهداف المدنية. ولا تتوقف محاولات إرسال طائرات مفخخة من دون طيار لشن هجمات ضد القاعدة الجوية الروسية في حميميم، وبطبيعة الحال، فإن مثل هذه الاستفزازات المسلحة، التي أودت بالفعل هذا الشهر بحياة العشرات وجرح مئات المدنيين وأفراد الجيش السوري، لا يمكن أن تظل بلا إجابة». وشدد الوزير الروسي على أن موسكو «تؤيد الإجراءات التي اتخذها الجيش السوري لتقويض مصادر هذه الاستفزازات في منطقة إدلب».
وفي إشارة إلى استمرار المعارك وتوقع ارتفاع وتيرتها، تطرق لافروف إلى مصير المقاتلين الموجودين هناك. مشدداً على أنه «إذا كانوا مستعدين للانفصال عن الإرهابيين، كما هو مطلوب بموجب المذكرة الروسية التركية المؤرخة 17 سبتمبر (أيلول) 2018، فعليهم فعل ذلك فوراً، لكننا نرى أن مقاتلي جبهة النصرة يعززون مواقفهم، بما في ذلك بسبب أن العديد من المقاتلين الذين لا ينتمون للهياكل الإرهابية يغادرون في الفترة الأخيرة للقتال في ليبيا، عندما يغادر المسلحون (المعتدلون) منطقة إدلب، تزداد قوة تأثير المتطرفين هناك».
وقال لافروف إنه بحث هذه المشكلة مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو «بالتفصيل عبر الهاتف». وزاد أن الطرفين اتفقا «على أنه سيتم إنشاء عمل أكثر دقة لتنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بفصل المعارضة المسلحة، الوطنية، والمستعدة للمشاركة في العملية السياسية عن الإرهابيين المصنفين بشكل واضح لدى مجلس الأمن (جبهة النصرة وحلفائها في هيئة تحرير الشام)». وزاد الوزير الروسي أنه «بالطبع يجب تنفيذ هذه الترتيبات وفقاً لاتفاقنا مع الجانب التركي».
ولفت لافروف إلى أن موسكو «تعمل بكل الطرق الممكنة مع القيادة السورية حتى تتم الاستجابة لهذه الاستفزازات بشكل نسبي، ومع مراعاة متطلبات القانون الإنساني الدولي واحتياجات السكان المدنيين مراعاة كاملة»، محذراً من أنه «على المسلحين التوقف عن أي اتصال بالإرهابيين بأي شكل من الأشكال، ويجب على الإرهابيين الاستسلام، ولن يكون هناك تهاون معهم أبداً».
وزاد أنه «تم إنشاء ممرات إنسانية خاصة للمدنيين حتى يتمكنوا من مغادرة هذه المنطقة. مع ذلك يواصل الإرهابيون ضربهم، ويمنعون خروج المدنيين، ويحاولون إبقائهم كدروع بشرية. لذلك، مرة أخرى - من الضروري تنفيذ الاتفاقات بين روسيا وتركيا تنفيذاً كاملاً ودقيقاً وعدم محاولة كسب الوقت حتى يعزز الإرهابيون مواقفهم وتجديد احتياطياتهم». وحملت عبارات لافروف إشارة واضحة إلى الداخل السوري، لكنها شكّلت في الوقت ذاته رداً على دعوة الولايات المتحدة لوقف النار في إدلب فوراً.
كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قد قال إن بلاده تتابع بقلق شديد الوضع في شمال غربي سوريا.
وأشار إلى «أنباء عن قيام قوات مشتركة روسية سورية إيرانية، وقوات من (حزب الله) بشن هجوم واسع على إدلب ومحافظات حلب الغربية... نتابع الوضع في تلك المناطق بقلق شديد»، لافتاً إلى أن العمليات العسكرية في شمال غربي سوريا تزعزع الاستقرار، وتقوض اتفاق وقف إطلاق النار بموجب قرار الأمم المتحدة 2254.
ودعا إلى وقف فوري لهذه العمليات العسكرية، وفتح الطرق أمام المنظمات الإنسانية لرفع معاناة أهالي شمال غربي سوريا.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».