دول الخليج تؤكد اتخاذ إجراءات «مشددة» لمنع وصول «كورونا»

السفير السعودي في بكين لـ «الشرق الأوسط» : إجراءات دخول الصينيين تتم وفق أنظمة الصحة العالمية

مدينة ووهان
مدينة ووهان
TT

دول الخليج تؤكد اتخاذ إجراءات «مشددة» لمنع وصول «كورونا»

مدينة ووهان
مدينة ووهان

أكدت دول خليجية خلوها من أي إصابات بفيروس «كورونا»، فيما أعلنت وزارات الصحة فيها اتخاذ إجراءات وقائية «مشددة» مع رصد ومراقبة للقادمين إليها من الصين التي يسجل فيها الفيروس إصابات بالآلاف وعشرات الوفيات.
السعودية
وفي إطار الإجراءات الوقائية التي تتبعها السعودية، قال تركي الماضي، السفير السعودي لدى الصين، إنه تم تجهيز طائرات إخلاء جوي للطلاب السعوديين الموجودين في مدينة ووهان، وهي المنطقة التي عزلتها الحكومة الصينية بشكل تام، على أثر انتشار وباء الالتهاب الرئوي الفيروسي «كورونا» بها.
وأوضح الماضي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أمس، من العاصمة الصينية بكين، أن السفارة وفرت تسهيلات السفر لكل الطلاب السعوديين الراغبين في مغادرة الصين في ظل تأجيل الدراسة في الصين إلى أجل غير مسمى حتى احتواء الوضع.
وأشار إلى أن السفارة في الصين أعدت كل الترتيبات لإجلاء 10 سعوديين من مدينة ووهان في وسط البلاد، المعزولة من قبل الحكومة الصينية. وأضاف الماضي أن خطة السفارة كخطوة أولى إجلاء السعوديين من طلاب وغيرهم في مدينة ووهان، ومن ثم ترحيل الأسر السعودية لا سيما الأطفال والمسنين إلى السعودية في الصين عامة كخطوة ثانية، وذلك كإجراءات احترازية لهم.
وفيما يتعلق بإجراءات إصدار تأشيرات دخول للمواطنين الصينيين الراغبين في زيارة السعودية، شدد الماضي على أن «إجراءات الرحلات الصينية إلى السعودية وكذلك منح التأشيرات للصينيين القادمين إلى المملكة تسير كالمعتاد، على أن يتم دخولهم عبر المطارات السعودية وفق الأنظمة والإجراءات المتخذة من طرف وزارة الصحة والجهات الطبية المعنية في مقرات الوصول».
وأضاف أنه تم إبلاغ كل المواطنين السعوديين عن الحالة الصحية العامة في الصين، مطالباً الراغبين في القدوم إلى الصين للعمل أو السياحة بالتريث وتأجيل ذلك إلى وقت لاحق حفاظاً على أوضاعهم الصحية.
وأكد وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة: «لم يتم حتى الآن تسجيل أي حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد (2019 – nCoV) في المملكة»، موضحاً أن انتقال الفيروس بين البشر يتم عن طريق الرذاذ التنفسي، حيث لم يتم رصد أي حالة عدوى ناتجة عن التعامل مع البضائع سواءً لهذا الفيروس أو أي فيروس آخر».
فيما أكدت وزارة الصحة السعودية أنها نفذت كثيراً من الإجراءات الاحترازية المشدّدة للتصدي لفيروس كورونا الجديد، وقامت بتعزيز إجراءات الرصد والمراقبة لهذا المرض في منافذ الدخول للمملكة، حيث يتم حصر الرحلات المقبلة مباشرة من جمهورية الصين، وأيضاً المسافرين القادمين من الصين عبر رحلات غير مباشرة.
وأكد الربيعة أن المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها قام بإعداد دليل صحي للتعامل مع الحالات المشتبه بها، وتجهيز الفحوصات المخبرية اللازمة وآلية جمع ونقل العينات إلى المختبر الوطني بالمركز، إضافة إلى ذلك فقد تم إصدار نصائح للمسافرين المتجهين لمناطق ظهر فيها المرض.
وأشار إلى مراقبة الوضع الوبائي عن كثب بالتواصل مع منظمة الصحة العالمية والمصادر الأخرى المتاحة والتنسيق مع هيئة الطيران المدني بتقييم حركة السفر المباشر وغير المباشر من وإلى الصين، بهدف توفير المعلومات للأشخاص الذين قد يسافرون إلى المناطق المسجّل فيها إصابات، ولرصد القادمين منها وتطبيق التقييم الصحي لهم في المنافذ ومن ثم متابعتهم للتأكد من سلامتهم.
الإمارات
وفي الإمارات، أكد عبد الرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع الإماراتي خلو البلاد من أي حالات مصابة بفيروس كورونا الجديد، وأن كل الجهات اتخذت الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع وصول الفيروس إلى الإمارات.
وجاء حديث العويس خلال ترؤسه اجتماع فريق إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الوطني أمس، بحضور عدد من الجهات المعنية المختصة، لمناقشة كل الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع وصول فيروس الالتهاب الرئوي الجديد كورونا إلى الدولة، حيث تم خلال الاجتماع التأكيد على ضرورة جاهزية كل الأجهزة المعنية للتعامل مع المرض في حال الاشتباه أو التبليغ عن أي حالة ترد للدولة.
وبناء على مراقبة الوضع العام داخل الدولة وخارجها، وعقب رفع الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الصين الشعبية وظهور حالات جديدة في عدة دول أخرى، وفقاً لتقارير صدرت من منظمة الصحة العالمية، تم رفع حالة الاستعداد للتعامل مع الحالات بشكل احترازي واستباقي عبر منافذ الإمارات وتعميم آليات التعامل الطبي مع المرض من خلال تثقيف الكادر الصحي العامل بالمنشآت الطبية الحكومية والخاصة، لمنع وصول المرض وانتشاره بالدولة وفقاً للمعلومات الصادرة.
من جهته، قال مركز أبوظبي للصحة العامة إنه لا وجود لأي مريض مصاب بفيروس «كورونا الجديد» حتى الآن داخل البلاد، في الوقت الذي تداولت فيه معلومات عن وجود مريض في أحد مستشفيات إمارة أبوظبي، مشيراً إلى أن تلك المعلومات «غير صحيحة»، وأن الحالة المتداولة هي لأحد فيروسات كورونا الأخرى المعروفة سابقاً والتي تتلقى العلاج الطبي الاعتيادي.
البحرين
وزارة الصحة البحرينية أكدت أنها لم ترصد أي حالات لفيروس كورونا الجديد في مملكة البحرين، مطمئنة الجميع بعدم تسجيل أي حالة من هذا الفيروس. وقالت الوزارة في بيان: «تنفي وزارة الصحة ما يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي حول رصد حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد وتطمئن الجميع بعدم تسجيل أي حالة من هذا الفيروس بمملكة البحرين».
وبدأت شركة مطار البحرين إجراءات فحص كل المسافرين القادمين إلى المملكة عبر مطار البحرين الدولي كإجراء احترازي للكشف عن الفيروس التاجي «كورونا» المستجد في الصين، وسيتم إخضاع كل المسافرين القادمين لعمليات المسح الضوئي للكشف عن الفيروس في حال وجوده، وذلك بإشراف فريق طبي متخصص من وزارة الصحة.
الكويت
وتتابع الأجهزة المعنية في الكويت تطورات «كورونا»، حيث ترأس وزير الصحة الكويتي الشيخ الدكتور باسل الصباح اجتماعاً موسعاً أمس، مع أعضاء اللجنة العليا الدائمة لتطبيق اللوائح الصحية الدولية لبحث آخر تطورات فيروس كورونا ومتابعة توصيات رفع مستوى القدرات لمواجهة الحدث مع الوزارات والمؤسسات الرسمية ذات الصلة في الدولة.
وقالت الوزارة في بيان لها إن وزير الصحة عقد اجتماعاً آخر مع قيادات القطاعات المعنية والإدارات والأقسام المختصة في الوزارة، وذلك للتأكد من جاهزية القطاعات وخطط الطوارئ لأي مستجدات فيما يخص انتشار فيروس كورونا المستجد.


مقالات ذات صلة

اجتماع خليجي - مغربي لتعزيز الشراكة مارس المقبل

الخليج ناصر بوريطة مستقبلاً جاسم البديوي في الرباط (مجلس التعاون)

اجتماع خليجي - مغربي لتعزيز الشراكة مارس المقبل

وجّهت أمانة «مجلس التعاون» دعوة إلى وزير الخارجية المغربي لحضور اجتماع مع نظرائه الخليجيين يوم 6 مارس (آذار) 2025 في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الخليج وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي بعد اجتماعهم في الكويت (كونا)

وزراء الخارجية لتوحيد الموقف الخليجي من القضايا الإقليمية والدولية في «قمة الكويت»

بحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم (الخميس)، التطورات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية.

ميرزا الخويلدي (الرياض)
رياضة سعودية إيكامبي نجم الاتفاق الكاميروني يحتفل بأحد هدفيه في مرمى العربي (الشرق الأوسط)

«أبطال الخليج»: الاتفاق يضرب العربي بثنائية ويواصل انطلاقته المثالية

واصل الاتفاق السعودي انطلاقته المثالية في المجموعة الثانية من مرحلة المجموعات ببطولة دوري أبطال الخليج لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
العالم العربي وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

تأكيدات مصرية خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج في أكبر عملية سحب للجنسية في يوم... اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية قررت اليوم سحب وفقد الجنسية الكويتية من 1535 حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء (كونا)

رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة

قررت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، اليوم، سحب وفقد الجنسية من 1535 حالة، تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.