إطلاق أكاديمية «نيوم» لتنمية القوى البشرية الوطنية

اتفاقيات مع جامعتي تبوك والأمير فهد بن سلطان لزيادة عدد المبتعثين

أبناء المجتمع المحلي في «نيوم» هم الشركاء الأوائل في المشروع
أبناء المجتمع المحلي في «نيوم» هم الشركاء الأوائل في المشروع
TT

إطلاق أكاديمية «نيوم» لتنمية القوى البشرية الوطنية

أبناء المجتمع المحلي في «نيوم» هم الشركاء الأوائل في المشروع
أبناء المجتمع المحلي في «نيوم» هم الشركاء الأوائل في المشروع

شهدت منطقة تبوك، أمس، إطلاق أكاديمية «نيوم» بالشراكة مع جامعة تبوك، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وتوقيع اتفاقيات شراكة بين شركة «نيوم» وجامعتي تبوك والأمير فهد بن سلطان، لزيادة عدد المبتعثين من أبناء وبنات المجتمع المحلي، وزيادة التخصصات.
وتهدف الأكاديمية إلى تنمية القوى البشرية الوطنية، وإيجاد آلاف الفرص الوظيفية لأبناء وبنات المجتمع المحلي، ليكونوا جزءاً فعالاً في تحقيق «رؤية 2030»، وجانباً من مدخلات بناء مشروع «نيوم».
وقال الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة تبوك، خلال حفل التدشين أمس: «مسؤوليتنا في إمارة منطقة تبوك تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين، لخدمة الإنسان في منطقة تبوك، وأن تكون حياته أفضل ومكانته أفضل، وهذا ما نعمل عليه ونسعى له»، لافتاً إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها أمس هي للاستثمار في شباب وشابات هذه البقعة، ليكونوا قادرين على بناء هذه المشروعات، عاداً هذه المناسبة تاريخية لمنطقة تبوك، وبالذات لأبناء المناطق الساحلية منها، الذين ستكون لهم الأولوية في هذه البرامج.
وحضر حفل تدشين أكاديمية «نيوم» ومراسم توقيع اتفاقيات الشراكة بين شركة «نيوم» وجامعتي تبوك والأمير فهد بن سلطان، الدكتور عبد الله الذيابي، مدير جامعة تبوك، والدكتور محمد اللحيدان، مدير جامعة فهد بن سلطان، والمهندس نظمي النصر، الرئيس التنفيذي لشركة «نيوم».
وذكر النصر في كلمته، أن أبناء منطقة تبوك وأبناء المجتمع المحلي في «نيوم»، هم الشركاء الأوائل في المشروع، ولهم الأفضلية في الفرص الوظيفية التي ستوفر لهم، إيماناً من «نيوم» بأهمية بناء الإنسان قبل المكان.
وأضاف أن الأكاديمية ستفتح أبوابها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لألف طالب من أبناء المنطقة في عامها الأول، ليتلقوا التدريب في مجالات تدعم قطاعات مهمة في «نيوم»، مثل الطاقة والسياحة والنقل، إضافة إلى استقطاب مزيد من الطلاب والطالبات حتى الوصول إلى العدد المستهدف، وهو 6 آلاف مستفيد من البرنامج التدريبي المنتهي بالتوظيف.
وقال: «إعلان اليوم ليس إلا جزءاً من برامج متعددة للمسؤولية الاجتماعية، تستهدف توفير فرص عمل مناسبة في (نيوم) تليق بمكانة وطموح وأحلام أبناء المنطقة والمجتمع المحلي».
وأعلن النصر توفير 500 منحة دراسية جديدة خلال السنوات الخمس القادمة، ضمن برنامج الابتعاث الداخلي، من خلال الشراكة الجديدة مع جامعة الأمير فهد بن سلطان، لإضافة مزيد من التخصصات إلى جميع البرامج، والتعاون في مجال البحث والتطوير مع جامعة تبوك، حتى تحقيق ما تصبو إليه «نيوم»، للإسهام في بناء اقتصاد سعودي متين قائم على المعرفة.
من جهته، قال الدكتور عبد الله الذيابي، مدير جامعة تبوك: «مع انطلاق (رؤية 2030)، واعتماد مشروعات عملاقة تنموية في منطقة تبوك، مثل مشروع (نيوم) ومشروع البحر الأحمر، راجعت الجامعة خطتها الاستراتيجية، وأعادت بناء برامجها الأكاديمية، بما يتوافق مع احتياجات هذه المشروعات».
وأكد الدكتور محمد اللحيدان، مدير جامعة فهد بن سلطان، أهمية الشراكة في مجال علمي وحيوي، هو مجال هندسة الطاقة المتجددة، وتكنولوجيا المعلومات، وما يستجد من برامج أخرى، التي ستحقق مردوداً إيجابياً على المجتمع وأبناء المنطقة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».