رئيس «التكتل الديمقراطي»: نتوقع مصادقة الأغلبية على الحكومة التونسية الجديدة

الزاوية نفى وجود «فيتو» ضد حزب «قلب تونس»

TT

رئيس «التكتل الديمقراطي»: نتوقع مصادقة الأغلبية على الحكومة التونسية الجديدة

قال خليل الزاوية، الوزير السابق، ورئيس حزب «التكتل الديمقراطي»، الذي ينتمي إليه إلياس الفخفاخ، رئيس الحكومة التونسية المكلف من قبل الرئيس قيس سعيد بتشكيل الحكومة الجديدة، إن إعلان الفخفاخ استقالته من كل المسؤوليات القيادية في الحزب «كانت مقررة»، منذ أن بدأت المشاورات معه حول ترشيحه لهذا المنصب.
ونفى رئيس حزب «التكتل» أن يكون الفخفاخ قد اتخذ قراره تحت ضغط وسائل الإعلام والمواقع الاجتماعية، أو بعض الأطراف السياسية؛ موضحاً أن قيادة الحزب هي التي اتفقت معه على إعلان هذا القرار، قبل ترشيحه رسمياً للمنصب من قبل عدة كتل برلمانية، ثم من قبل رئيس الدولة قيس سعيد.
وأضاف الزاوية أن رئيس الحكومة المكلف كان رئيساً للمجلس الوطني للحزب، وهو هيئة تجتمع أربع مرات في العام، نافياً أن يكون عضواً في أي قيادة تنفيذية. كما أبرز رئيس حزب «التكتل» أن اختيار الرئيس سعيد وقع على الفخفاخ بصفته الشخصية وليس بصفته الحزبية، على اعتبار أن الدستور يطالبه بترشيح «الشخصية الأقدر» على تشكيل الحكومة الجديدة، في حال فشل الحكومة التي شكلها الحزب الفائز بالمرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية في نيل مصادقة البرلمان، وهو ما حدث فعلاً مع حكومة الحبيب الجملي، الذي اختارته قيادة حزب «النهضة»، صاحب المرتبة الأولى في البرلمان من حيث عدد النواب. لكن نحو ثلثي أعضاء البرلمان اعترضوا عليها.
وتوقع الزاوية أن تصادق الأغلبية المطلقة من النواب على تشكيلة الحكومة التي سوف يشكلها إلياس الفخفاخ، بعد مشاورات مع رؤساء الأحزاب والكتل البرلمانية، بما فيها حركة «النهضة»، وحزب «قلب تونس» الذي يرأسه رجل الأعمال نبيل القروي.
في سياق ذلك، نفى الزاوية أن يكون الفخفاخ أو أي قيادي في حزب «التكتل الديمقراطي» قد صرح بأن هناك توجهاً لإقصاء أي طرف سياسي من مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، بما في ذلك حزب «قلب تونس»، والأحزاب التي خرجت من رحم حزب الرئيس السابق الباجي قائد السبسي.
ونوه رئيس حزب «التكتل» بترحيب غالبية السياسيين باختيار الفخفاخ، رغم بعض الملاحظات التي لن تشكل – بحسبهم - سبباً لوضع «فيتو» ضده، أو ضد الفريق الحكومي الذي سوف يختاره.
واعترف الفخفاخ بأن حزبه لم يفز في الانتخابات البرلمانية والرئاسية الماضية بنتائج تؤهله لتشكيل الحكومة؛ لكنه سجل أن رئيس الدولة مؤهل دستورياً وقانونياً لتكليف شخصية مستقلة، أو من أي حزب لرئاسة الحكومة، باعتبارها «الشخصية الأقدر» دون اعتبار صفتها الحزبية.
يذكر أن إلياس الفخفاخ ترشح للانتخابات الرئاسية التي نظمت في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي في دورتها الأولى، وأعلن في بلاغ رسمي دعماً لقيس سعيد في الدور الثاني الذي نُظم يوم 13 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ضد منافسه نبيل القروي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.