الجمهور السوداني يستمتع بسينما العالم في مهرجان السينما المستقلة

9 أفلام قصيرة تتنافس على جائزة «الفيل الأسود»

يشاهد عشاق السينما 81 فيلماً خلال المهرجان
يشاهد عشاق السينما 81 فيلماً خلال المهرجان
TT

الجمهور السوداني يستمتع بسينما العالم في مهرجان السينما المستقلة

يشاهد عشاق السينما 81 فيلماً خلال المهرجان
يشاهد عشاق السينما 81 فيلماً خلال المهرجان

استمتع الجمهور السوداني بسينما تحتفي بالتغيير في بالبلاد، وذلك بتدشين أعمال الدورة السادسة لـ«مهرجان السودان للسينما المستقلة» بغابة «السنط» وسط الخرطوم، وينتظر أن يشاهد عشاق السينما خلالها 81 فيلماً، بحضور سينمائيين سودانيين وأجانب.
واستُهلّ المهرجان بفيلم «أوفسايد خرطوم» من إخراج مروة الزين، الفائز بعدد من الجوائز العالمية، وإشادات خبراء السينما، وتدور أحداثه بين مجموعة سودانيات شغوفات بلعب كرة القدم النسوية، فيصطدمن بالسلطة الإسلاموية الحاكمة وقتها، التي تضيّق عليهن الخناق المجتمعي والرسمي.
وعطلت حكومة الإخوان المسلمين السينما بحل «مؤسسة الدولة للسينما»، وحوّلت دور سينما عريقة إلى محطات مواصلات «سينما الوطنية غرب»، وحولت «سينما كلوزيوم» أشهر سينمات البلاد إلى بنوك، وبسقوط النظام وعزلة سدنته من الإسلاميين، يُنتظر أن تعود السينما لكامل أبهتها، وفي هذا استعاد شباب الثورة «سينما الحلفايا» في بحري، وقاموا بإعادة ترميمها بانتظار عودتها لإمتاع الجمهور المتعطش لمشاهدة آخر الأفلام.
وقال مؤسس «سودان فيلم فاكتوري» ومدير المهرجان طلال عفيفي، في افتتاح المهرجان: «نسخة هذا العام تحتفي ببشائر سودان جديد، بالتوازي مع كفاح ممتد، وعودة الندى علي زهرة السينما السودانية، وهي مقدَّمة لأرواح الشهداء ولكل الفنانين السودانيين الذين واجهوا الصعاب في أثناء ممارستهم لفنهم، توثيقاً للحياة في أصعب وأحلك لحظات تاريخنا المعاصر».
وأبدى عفيفي ترحيبه بالأفلام السودانية التي نالت جوائز عالمية خلال عام 2019، وأسهمت في التنوير بالإمكانيات المتاحة اعتماداً على «كادر بشري مبدع»، مكّن السودانيين من إنجاز أعمال مرموقة، يمكن أن تعود بمردود لافت على الاقتصاد السوداني، وتابع: «نحن ما زلنا نأمل أن يكون للعاملين في مجال الفنون حصة في رفد الاقتصاد الوطني».
ورأى عفيفي أن أفلام مثل «ستموت في العشرين – كشة - على وقع الأنتنوف»، تعد إضافة وبصمة خالصة في مشوار الإبداع السوداني. فيما قالت المديرة التنفيذية للمهرجان إيلاف الكنزي، إن الأفلام المعروضة في المهرجان تُعرض لأول مرة في السودان وأفريقيا، وتتنوع بين الأفلام القصيرة والوثائقية والأفلام الروائية الطويلة، وسيتم عرضها في 9 مراكز عرض بالعاصمة الخرطوم.
وحسب الكنزي، يستمر المهرجان خلال الفترة من 21 – 27 يناير (كانون الثاني) الجاري، وتتخلله ورش عمل عن تنسيق الأزياء في الأفلام، وخلق بيئة مونتاج مثالية، إضافة إلى عدد من المحاضرات، ومن بينها محاضرة «السرد القصصي في الفيلم الوثائقي»، ويقدمها المخرج العراقي قاسم عبد، و«إنتاج الوثائقيات الأنثرويولوجية» يقدمها المخرج الإيطالي ريكادوبريفية.
وتتنافس 9 أفلام سودانية قصيرة على جائزة «حسين شريف» للسينما المعروفة بـ«الفيل الأسود». وجائزة «الفيل الأسود» مخصصة للأفلام السودانية وتحمل اسم التشكيلي وأحد رواد السينما السودانية حسين شريف.
وتُعرض الأفلام المشاركة في المهرجان في كلٍّ من «معهد جوته الألماني، والمركز الثقافي الفرنسي، وبيت التراث، والمركز الدولي للمؤتمرات»، وتُعرض خلاله أفلام من مصر ولبنان وسوريا والعراق والسعودية والإمارات وتونس والمغرب والجزائر وتركيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وفنلندا وصربيا والأرجنتين وجنوب أفريقيا وأميركا وأستراليا.
وعُرض الفيلم الذي افتُتح به المهرجان «أوفسايد خرطوم» في الهواء الطلق، في «غابة السنط»، وهي محمية طبيعية تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل الأبيض عند الخرطوم.
ورغم برودة أجواء الخرطوم، شهد العرض الأول حضوراً شبابياً كبيراً، وقالت الأستاذة الجامعية وصانعة الأفلام حرم شيخ الدين، لـ«الشرق الأوسط»، إن المهرجان يمثل حلماً، ويفتح باب عافية للسينما السودانية، وتابعت: «لدينا شباب مبدع وموهوب ومتنوع، ما يفتح الأبواب لمنتج سينمائي سوداني مختلف»، وأضافت: «مناخ الحريات الذي أتاحته الثورة، سيشجع المستثمرين لدخول مجال الإنتاج السينمائي»، واستطردت: «صحيح أن كلفة الإنتاج عالية، لكن عائدها مجزٍ جداً».
ويرى ممثل «مجموعة دال» إحدى رعاة المهرجان عمر عشاري، أن «رسالة السينما السودانية يجب أن تتجه إلى إرساء دولة المواطنة والمدنية، وأن تعمل على نشر مبادئ الديمقراطية ومحاربة الأمراض المجتمعية، مثل العنصرية والتحرش وغيرها».
وغاب المهرجان عن الجمهور العام الماضي، بسبب الاضطرابات والظروف الأمنية والسياسية التي كانت تشهدها البلاد في أثناء الثورة، السبب الذي ضاعف عدد الأفلام المشاركة في دورة عام 2020.


مقالات ذات صلة

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».