استعادة الأحداث التاريخية في معرض «تراكم» بالقاهرة

25 لوحة تجريدية للفنان أحمد فريد

عدد كبير من الفنانين التشكيليين المصريين حرصوا على مشاهدة لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
عدد كبير من الفنانين التشكيليين المصريين حرصوا على مشاهدة لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

استعادة الأحداث التاريخية في معرض «تراكم» بالقاهرة

عدد كبير من الفنانين التشكيليين المصريين حرصوا على مشاهدة لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
عدد كبير من الفنانين التشكيليين المصريين حرصوا على مشاهدة لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

ما الذي يمكن أن نراه من الماضي حين نحاول استعادة أحداثه من الذاكرة... وكيف يمكننا استخلاص لحظة بعينها من بين عشرات السنوات المتعاقبة في حياتنا... وهل يمكن وصف ما تحمله الحياة من تجاعيد زمنية؟، أسئلة حاول الفنان التشكيلي المصري السبعيني أحمد فريد الإجابة عنها عبر لوحاته المعروضة حالياً بغاليري «سفر خان»، تحت عنوان «تراكم»، والذي يعد المعرض السابع له في مصر، بعد تنظيمه عدداً من المعارض السابقة في أميركا وإيطاليا.
تعتمد فلسفة المعرض الذي يستمر حتى 14 فبراير (شباط) المقبل، على التراكم الزمني والثقافي وكيف يتسنى للإنسان إعادة وصف الأحداث، كل ذلك بأسلوب تجريدي بألوان متنوعة وحادة في مجملها. يظهر باللوحات تفاصيل خاصة بالمدن والبحار والحروب دون وضع توصيف أو أسماء لها، إذ تعمد فريد ذلك، قائلاً في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «أردت أن يرى كل مشاهد ما يعكس جزءاً من عالمه دون توجيه مني».
يعتمد فريد على مزج كثيف للطبقات اللونية، لتبدو اللوحة بارزة وموحية ومبهجة في آن واحد، لذلك كان تهامس الحضور المستمر حول ماهية كل لوحة، يضفي حيوية على مشهد افتتاح المعرض، فاللوحات تعكس زخماً إيجابياً ولكل لوحة عالمها الخاص.
أمام لوحة تشبه فوضى الميادين في المدن الكبرى، يكثر بها كتل لونية سوداء وزرقاء، وقف فريد، مؤكداً أنه استغرق العمل عليها ثلاث سنوات كاملة، وهي أقدم لوحه بمعرضه.
أما اللوحة التي يبرز فيها اللون الأحمر الصارخ لتبدو كانفجار كبير، كانت سبباً في توقف عدد من الزائرين أمامها بسبب المزج اللوني والطبقات المتقنة، عن ذلك تقول الفنانة التشكيلية المصرية نهى دياب لـ«الشرق الأوسط»: «لفريد إحساس عالٍ باللون، وقدرة كبيرة على مزج الألوان». وأضافت: «لوحات فريد تنبض بالحياة دائماً، وتقبل التأويل في كل مرة تتم مشاهدتها».
في كل لوحات المعرض، يلحظ الزائر عناصر للهدم والبناء بفعل التراكمات الثقافية وعوامل الزمن ربما يعكس ذلك خلاصة تجربة فريد في الحياة، الذي يهوى إثارة الدهشة لدى مشاهدي لوحاته.
ما يثير الإعجاب أيضاً أن فريد يعد حديث العهد نسبياً بمجال الفن التشكيلي، إذ قرر احتراف الفن في الثانية والخمسين من عمره، قبلها لم يسبق له الرسم في حياته، وإن ظل متابعاً جيداً للحركة الفنية بحكم سفره وإقامته في إيطاليا سنوات عدة.
يؤكد فريد أنه لم يتردد في عرض أولى محاولاته في الرسم أمام جمهور، وكان يمارس الفن في البداية بشكل تلقائي، قبل أن يتجه إلى الدراسة المتخصصة بأكاديمية فلورنسا للفنون، مؤكداً أن ما شجعه على ذلك البيئة المرحبة بالتعلم في جميع المراحل العمرية، حيث توجد معاهد متخصصة لتعليم الكبار.
بعد ذلك استمرت محاولات فريد في الفن التشكيلي وبيعت أول لوحة له في مزاد عالمي بصالة كريستيز ببريطانيا بنحو 20 ألف دولار أميركي، ومع ذلك لا ينتظر فريد مقابلاً مادياً لأعماله، مؤكداً أنه عكس الفنانين الشباب، بعد تحقيقه اكتفاءً مادياً مناسباً، وبات يخضع للقيم الفنية فقط.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل بدأ فريد في تقديم دورة قصيرة متخصصة لطلاب الدراسات العليا بأكاديمية فلورنسا للفنون أيضاً، يتناول مسيرته الفنية وتجربته في مجال الفن التشكيلي، عن ذلك يقول فريد إن «تجربته تلهم الطلاب أن كل شيء ممكن، فلا موانع في وجه المبدع الحقيقي».
تأثر فريد في لوحاته بالمدرسة التجريدية التعبيرية، التي ظهرت في نيويورك خلال الخمسينات من القرن الماضي، لكن هذا لم يمنعه من وضع لمسته المميزة، وفق ما تؤكده الفنانة التشكيلية المصرية هويدا سليم قائلة: «أعرف لوحات فريد بمجرد رؤيتها بسبب أسلوبه المختلف في مزج الألوان والتعبير بها».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.