هل يعزز «مؤتمر برلين» احتمالية انتشار قوة دولية في ليبيا؟

زعماء العالم المشاركون في «مؤتمر برلين» (رويترز)
زعماء العالم المشاركون في «مؤتمر برلين» (رويترز)
TT

هل يعزز «مؤتمر برلين» احتمالية انتشار قوة دولية في ليبيا؟

زعماء العالم المشاركون في «مؤتمر برلين» (رويترز)
زعماء العالم المشاركون في «مؤتمر برلين» (رويترز)

تشق فرضية انتشار قوة دولية في ليبيا، لضمان تطبيق وقف إطلاق النار خصوصاً، طريقها لدى القادة الأجانب المجتمعين اليوم (الأحد)، في برلين، لبحث الأزمة الليبية.
وعشية المؤتمر الدولي، دعا رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، إلى إرسال قوة دولية إلى بلاده، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال السراج في مقابلة مع صحيفة «دي فيلت» الألمانيّة، «إذا لم يُنه خليفة حفتر هجومه، سيتعيَّن على المجتمع الدولي التدخّل عبر قوّة دوليّة لحماية السكّان المدنيين الليبيين». وأضاف: «سنرحّب بقوّة حماية ليس لأنّه يجب أن نكون محميين بصفتنا حكومة، بل من أجل حماية السكّان المدنيين الليبيين الذين يتعرّضون باستمرار للقصف منذ تسعة أشهر».
وكان وزير خارجيّة الاتّحاد الأوروبي جوزيف بوريل، دعا الأوروبيين إلى «تجاوز انقساماتهم»، والمشاركة على نحو أكبر في إيجاد حلّ لإنهاء النزاع. وقال في مقابلة مع مجلّة «دير شبيغل»: «إذا تمّ (الأحد) التوصّل إلى وقف لإطلاق النّار (...) يجب على الاتحاد الأوروبي أن يكون مستعداً للمساعدة في تنفيذ وقف إطلاق النّار هذا ومراقبته، ربّما من خلال جنود في إطار مهمّة للاتحاد الأوروبي».
ويشعر الاتحاد الأوروبي؛ خصوصاً ألمانيا، بقلق من احتمال تدفّق مهاجرين إذا تدهور الوضع في ليبيا.
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأحد، «إذا تم التوصل لوقف إطلاق نار، فنعم بالتأكيد يمكننا أن نقوم بدور نجيده جيداً، هو إرسال أشخاص وخبراء لمراقبة وقف إطلاق النار».
بدوره، كان رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي، أكثر تأكيداً لدى وصوله إلى برلين قائلاً: «دعونا نأمل أن تكون النتيجة هي ما عملنا عليه، وبعدها هناك مشكلة تتعلق بالقوة التي يمكن أن تقوم بعمليات السلام والمراقبة». وتابع: «لقد تحدثت عن ذلك مع (أنطونيو) غوتيريش (الأمين العام للأمم المتحدة)، إيطاليا مستعدة للمساهمة».
كما أن روسيا، إحدى القوى الأساسية التي لا يمكن إهمالها في تسوية الوضع الليبي، أصبحت قريبة من هذا الاحتمال.
وقال ميخائيل بوغدانوف، الممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط وأفريقيا، حسب وكالة «ريا نوفوستي»: «أعتقد أننا بحاجة إلى مناقشة هذه القضية على أساس الإجماع».
وشدد بوغدانوف على أن القرار المحتمل بشأن إرسال قوة دولية إلى ليبيا ليس وقفاً على السراج فقط.
وتابع المسؤول الروسي: «ننطلق من مبدأ أنه حتى نتائج المؤتمر في برلين ستتم مناقشتها في مجلس الأمن الدولي، وهو الوحيد القادر على اتخاذ قرارات ملزمة».
ويشارك في المؤتمر الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيّب إردوغان ووزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو.
ويتضمّن مشروع البيان الختامي، الذي اطّلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية، التزاماً بتنفيذ حظر الأسلحة المفروض على ليبيا. ويتضمّن أيضاً دعوة إلى وقف «كلّي» ودائم للأعمال القتاليّة.
وهدف المؤتمر الذي ترعاه الأمم المتحدة، وبدأ أعماله في وقت مبكر بعد الظهر، ومن المقرر أن تنتهي في وقت متأخر مساء، هو إنهاء التدخلات الأجنبية المتعددة في ليبيا، حيث الاحتياطات النفطية الكبيرة والمنافسة السياسية الإقليمية وصراعات النفوذ.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.