الحريري: الحل بتشكيل حكومة وليس تعويم «تصريف الأعمال»

عاد إلى بيروت وترأس اجتماعاً لكتلة تيار «المستقبل»

الحريري مترئساً اجتماع كتلة المستقبل أمس وإلى جانبه النائبة بهية الحريري (دالاتي ونهرا)
الحريري مترئساً اجتماع كتلة المستقبل أمس وإلى جانبه النائبة بهية الحريري (دالاتي ونهرا)
TT

الحريري: الحل بتشكيل حكومة وليس تعويم «تصريف الأعمال»

الحريري مترئساً اجتماع كتلة المستقبل أمس وإلى جانبه النائبة بهية الحريري (دالاتي ونهرا)
الحريري مترئساً اجتماع كتلة المستقبل أمس وإلى جانبه النائبة بهية الحريري (دالاتي ونهرا)

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أن «أساس الحل هو تشكيل حكومة جديدة، وليس تعويم حكومة استقالت بطلب من الشارع»، لافتا إلى أنه «يقوم بتصريف الأعمال بشكل كامل بحسب الدستور، أما إذا كان المطلوب أكثر فلا مشكلة».
وقال في دردشة مع الصحافيين عقب ترؤسه اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية بعد عودته من الخارج: «منذ أن قدمت استقالتي وأنا أصرف أعمالا، وأستغرب حقيقة الكلام عن تصريف الأعمال لأني لا أرى شيئا متوقفا على هذا الصعيد. أما إذا كان المطلوب أكثر فلا مشكلة، ولكن الأساس هو تشكيل حكومة جديدة. كفانا لفا ودورانا حول أساس الحل. أساس الحل هو تشكيل حكومة جديدة. هناك الرئيس المكلف حسان دياب الذي لديه مهمة تشكيل حكومة مع من سموه لهذه المهمة، فليشكل الحكومة مع فخامة الرئيس ونقطة على السطر. إذا كان هناك مكان قصرت فيه بتصريف الأعمال فليخبروني أين هو».
وفي رد على سؤال حول مطالبة رئيس البرلمان نبيه بري باجتماع الحكومة أوضح الحريري «حكومة تصريف الأعمال لديها عدة صلاحيات ونحن نستخدم هذه الصلاحيات في حدودها. لكن إذا فرضنا أني تحدثت مع البنك الدولي واتفقنا على أمر ما، فهل بإمكاني أن أنفذ هذا الاتفاق ضمن حكومة تصريف أعمال؟ كلا، لا يمكن. فمن يستطيع أن ينفذ مثل هذه الأمور هي حكومة تحوز على الثقة من مجلس النواب وتعمل بشكل طبيعي. الأساس اليوم إذا هو تشكيل حكومة». وسأل «هل المطلوب ضرب الدستور؟ علينا حل الأمور كما يجب أن تحل. الدستور واضح جدا، يستقيل رئيس الحكومة، ثم تحصل استشارات ملزمة وتتم تسمية رئيس حكومة مكلف يشكل حكومة جديدة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية. هل المطلوب أن نتذاكى على الشعب اللبناني؟ أنا أقوم بعملي كاملا».
وأضاف «كلنا نعرف أن أي أمر نريد أن نقوم به في الملف الاقتصادي بحاجة لأن نتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية الأخرى. فهل يمكن لحكومة تصريف أعمال أن تتعاون مع هذه المؤسسات أم يجب أن تكون هناك حكومة عادية لديها ثقة برلمانية؟ وإلا فلنلغ الدستور».
وعما إذا كان سيشارك في جلسة برلمانية لمناقشة الموازنة أو لتشريع الضرورة في هذه الفترة وإذا كان يعتبر أن مواقف الرئيس بري تجاهه مقدمة لإعادته إلى رئاسة الحكومة؟ أجاب: «حين أرى الرئيس بري أتحدث معه مطولا ونتفق».
وعن رأيه في تعويم حكومة تصريف الأعمال، أكد «أنا مع تشكيل حكومة جديدة ولست مع تعويم حكومة استقالت بطلب من الشارع»، رافضا اتهامه بعرقلة تشكيل الحكومة، موضحا «هناك من يقول إني أقيم سدا سنيا طويلا عريضا. فمن يعرقلون يتهمونني أنني أعرقل التأليف».
وفي رد على سؤال عما إذا كان هناك ضوء ما في نهاية النفق الأسود الذي يعيش داخله اللبنانيون اليوم؟ أجاب «هناك دولة اسمها لبنان فيها شعب عانى الكثير. يمكننا أن نخرج من هذا النفق، لكن شرط أن نضع خلافاتنا جانبا ونعطي الحقائب الوزارية لمن يعرف فعليا أن يديرها ضمن اختصاصه. هل هناك دولة في العالم غير لبنان تعين غير اختصاصيين في الوزارات؟».
وكان الحريري قد ترأس اجتماعاً لكتلة المستقبل حضره عدد من الوزراء والنواب السابقين في الكتلة، وأكدت كتلة المستقبل في بيان بعد الاجتماع أن الحاجة ملحة لتأليف الحكومة، رافضة العودة لتصريف الأعمال إلى ما لا نهاية مع تأكيدها على أن رئيس الحكومة المستقيل لم ولن يتخّلف عن تحمل مسؤولياته الدستورية والوطنية بهذا الشأن. واعتبرت الكتلة أن التخبط القائم حول ولادة الحكومة يضع المسؤولية كاملة على عاتق رئيس الجمهورية والرئيس المكلف المعنيين دستوريا بالاتفاق على التشكيلة وإصدار المراسيم، داعية إلى «كف الأيادي المشبوهة التي تتولى مهمات التوزير».
وشددت كتلة المستقبل على «أهمية التزام لبنان، الرسمي والحزبي، موجبات النأي بالنفس والكف عن سياسات التورط في الصراعات الخارجية والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية»، ونبهت إلى «ضرورة التزام الدولة اللبنانية والوزارات المختصة قبل سواها بهذه الموجبات، واعتماد التوازن المطلوب في مقاربة التطورات، فلا يتم استنكار اعتداء على العراق والعزوف عن اعتداء آخر».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.