«مسام»: نزع 123 ألف لغم حوثي

منذ انطلاق المشروع حتى 9 يناير الحالي

TT

«مسام»: نزع 123 ألف لغم حوثي

أعلنت الفرق الهندسية الاختصاصية العاملة ضمن مشروع نزع الألغام «مسام»، الذي ينفذه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في اليمن، نزع 2855 لغماً وذخيرة خلال شهر يناير (كانون الثاني) الحالي.
وقال مدير عام مشروع «مسام»، أسامة القصيبي، إن «الفرق الهندسية التابعة للمشروع نزعت خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2855 لغماً وذخيرة غير متفجرة وعبوة ناسفة».
وأضاف، وفقاً لما نقله عنه الموقع الإلكتروني للمشروع، أن «الفرق الهندسية التابعة للمشروع نزعت خلال الأسبوع الثاني من شهر يناير 1187 لغماً وذخيرة غير متفجرة، ونزعت خلال الأسبوع الماضي 786 ذخيرة غير متفجرة و 17 عبوة ناسفة». وذكر أن «الفرق الهندسية نزعت في الأسبوع ذاته 367 لغماً مضاداً للدبابات، و17 لغماً مضاداً للأفراد»، وأن «مجموع ما نزعته فرق (مسام) منذ انطلاق المشروع حتى يوم 9 يناير (كانون الثاني) من الشهر الحالي بلغ 123 ألف لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير متفجرة».
وميدانياً، قتل وأصيب 44 انقلابياً في معارك مع القوات المشتركة من الجيش الوطني خلال اليومين الماضيين، بمناطق متفرقة جنوب محافظة الحديدة الساحلية، غرباً.
وأعلن الجيش الوطني، مساء السبت، تحرير قوات الجيش الوطني مناطق جديدة في مديرية قعطبة من سيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية. وذكر عبر موقعه الإلكتروني الرسمي «سبتمبر.نت» أن «قوات الجيش تمكنت من تحرير منطقة حبيل العبدي، وعدد من المواقع المحيطة، شمال مدينة الفاخر بمديرية قعطبة، عقب مواجهات مع ميليشيات الحوثي التي لاذت بالفرار»، مؤكداً أن «المواجهات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات المتمردة، بينهم قيادات ميدانية».
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أفاد مصدر بـ«اشتداد المعارك بين الجيش الوطني والانقلابين في الفاخر، التي استخدم فيها الطرفان مختلف الأسلحة، حيث امتدت المواجهات إلى أكثر من جبهة بالقرب من منطقة حمك، غرب قعطبة، وسط تقدم القوات المشتركة من الجيش الوطني، واقترابها من المناطق المتاخمة لمحافظتي إب وتعز، في ظل تكبيد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية الكبيرة، واستماتة الانقلابيين في التقدم إلى مواقع القوات، واستعادة مواقع تم دحرهم منها». وبالعودة إلى الحديدة، قال المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، إن «ميليشيات الحوثي الانقلابية تكبدت خسائر فادحة خلال عملية تصدي القوات المشتركة لهجمات شنتها الميليشيات على مناطق متفرقة جنوب الحديدة في اليومين الماضيين».
وأكد المركز «سقوط ما يقارب 44 مسلحاً حوثياً بين قتيل وجريح، خلال تصدي القوات المشتركة للهجمات التي شنتها الميليشيات على مديرية حيس، ومناطق أخرى بالحديدة»، موضحة أن «القوات المشتركة تصدت خلال اليومين الماضيين لهجمات واسعة شنتها الميليشيات على مناطق متفرقة جنوب محافظة الحديدة، وكبدت الحوثيين الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد».
وأعلنت الفرق الهندسية من القوات المشتركة تفكيك حقل ألغام وعبوات ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي في حي منظر، شرق مطار الحديدة. وقال مصدر في الفرق الهندسية، وفقاً لما نقلت عنه «العمالقة»، إن «الفرق عثرت على حقل ألغام زرعته الميليشيات، شرق المطار، بعد أن جرفته الرياح والأمطار التي غطت الحقل».
وأكد أن «ميليشيات الحوثي زرعت الألغام والعبوات الناسفة من مختلف الأشكال والأحجام في حقول منتظمة، وأخرى عشوائية بمناطق متفرقة من الحديدة».
وتواصل الفرق الهندسية نزع وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي في الحديدة، والتي تسببت في سقوط آلاف الضحايا من المدنيين الأبرياء بين قتيل وجريح.
وفكك فريق نزع الألغام التابع للقوات اليمنية المشتركة «قنبلة تزن 80 كيلوغراماً، زرعتها ميليشيا الحوثي شرق مدينة الحديدة».
وكشف مصدر، وفقاً لما أورده الموقع الإلكتروني لمشروع «مسام» عن «عثور الفريق الهندسي لنزع الألغام التابع للقوات المشتركة على القنبلة، خلال عملية مسح ميداني شرق الحديدة. وقد نجح الفريق في تفكيك القنبلة بنجاح ونقلها إلى مكان آمن».
إلى ذلك، جدد وزير الدفاع الفريق الركن محمد المقدشي «التزام المؤسسة العسكرية بواجباتها الدستورية والقانونية في استكمال تحرير ما تبقى من تراب الوطن، ودحر الميليشيا الحوثية المتمردة، ومواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة». وحث على ضرورة «مضاعفة الجهود التدريبية والتأهيلية، وتكثيف البرامج والأنشطة للمُنضمين الجدد، استعداداً لالتحاقهم لأداء مهامهم وواجباتهم في مختلف المواقع والميادين، والاستفادة من المعارف والخبرات التي يتلقونها»، في الوقت الذي ثمن فيه «جهود ومواقف الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وما يقدمونه من دعم ومساندة للشعب اليمني وقواته المسلحة». وأشاد وزير الدفاع بـ«الروح المعنوية العالية، والمستوى التدريبي المتطور الذي وصلت إليه القوات المسلحة التي تخوض معركة استعادة الوطن، ومعركة إعادة بناء الجيش ومؤسساته، وتشارك في حفظ الأمن والاستقرار في المناطق المحررة».
جاء ذلك خلال زيارته، السبت، معسكر الاستقبال ومعسكر النصر التدريبي بمحافظة مأرب، حيث شدد خلال الزيارة على «أهمية تجسيد التقاليد العسكرية والضبط والربط، باعتبارها المقياس الحقيقي لبناء الجيوش، خصوصاً في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها الوطن، والتي تفرض على الجميع أن يكون أكثر صلابة وعزيمة في مواجهة التحديات».
ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، أكد المقدشي أن «العام التدريبي 2020 سيشهد قفزة نوعية في مجال التدريب والتأهيل، والإعداد القتالي والمعنوي، والتركيز على الجوانب النوعية في المناهج والبرامج المختلفة».
وقال إن «القوات المسلحة في مختلف الهيئات والدوائر والمناطق والمحاور والوحدات دشنت العام التدريبي الجديد بهمة ونشاط عاليين، وفق الخطط المرسومة التي تهدف إلى رفع الكفاءة القتالية، وإكساب منتسبي المؤسسة العسكرية مزيداً من المهارات والخبرات العلمية والعملية في مختلف التخصصات».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».