انطلاقة «أونلاين» تسيطر على سوق الإعلام والترفيه الأميركية في 2020

حجم سوق عملاق وتوقعات نمو ضخمة

سوق الألعاب الإلكترونية من المتوقع أن تنمو بنسبة 9 % في العام الجديد
سوق الألعاب الإلكترونية من المتوقع أن تنمو بنسبة 9 % في العام الجديد
TT

انطلاقة «أونلاين» تسيطر على سوق الإعلام والترفيه الأميركية في 2020

سوق الألعاب الإلكترونية من المتوقع أن تنمو بنسبة 9 % في العام الجديد
سوق الألعاب الإلكترونية من المتوقع أن تنمو بنسبة 9 % في العام الجديد

مع بداية عام 2020، ما زال التدفق قوياً في أسواق الإعلام والترفيه، وصارت وسائل التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي تحمل كل يوم أدوات وأشكالاً جديدة على منصات بثّ المحتوى بفئات متنوعة، وهي تنفق مليارات الدولارات في معارك تستهدف ضمان حصة سوقية في منافسة شرسة على سوق ضخمة للمستخدمين.
ويُعدّ التفاعل بين شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية الموضوع الرئيسي في زخم الجدال حول مستقبل الإعلام والترفيه في العام الجديد.
وترى ناتاشا لوماس الكاتبة المتخصصة في الإعلام في موقع «تيك كرانش» أن هناك تحولاً كبيراً حادثاً في وسائل الإعلام باختلاف منصاته، خصوصاً ما يتصل بمحتوى الفيديو الرقمي أو الألعاب الإلكترونية.
وفيما يخص مجال محتوى الأفلام والتلفزيون، فإن المعركة مستمرة للمنافسة مع منصة «نتفليكس» في العام الجديد بصورة أكبر مما كانت عليه في العام المنقضي (2019). ففي الولايات المتحدة أطلقت شركة «ديزني» شرارة بداية العام بشبكة «ديزني بلاس» التي صار لها 10 ملايين مشترك مع انطلاقها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
ويتوقع البعض أن يصل عدد مشتركيها إلى 25 مليون مشترك بحلول مارس (آذار)، ومن بينهم المشتركون جزئياً لفترة مجانية، ومَن يحصلون على اشتراك هدية من خلال الشراكة مع شركة «فيريزون» لشبكات الهاتف الجوال.
ومن خلال ملكيتها لشبكتي «هولو» و«إي إس بي إن بلاس» فقد جعلت «ديزني بلاس» مؤسسة «ديزني» العملاقة ومعها «أمازون» و«نتفليكس» يمثلون الثلاثة الكبار في السوق الأميركية.
ومن جانبها، أطلقت شركة «إيه تي آند تي» في مايو (أيار) الماضي اشتراكا بنحو 15 دولارا أميركيا شهريا، ورغم أنه من غير المحتمل أن يجعلها ذلك ضمن الثلاثة الكبار، لكنها بالتأكيد جعلها تنافس على المركز الثاني.
وفي هذه المنافسة هناك خدمة «آبل تي بلاس» باشتراك بلغ 5 دولارات شهرياً، ولكن هذه الخدمة تتضمن عدداً قليلاً من المنتجات الإعلامية.
على أن أكثر التطورات الإعلامية في هذا القطاع لعام 2020 سيكون هو انطلاق خدمات منصة «كويبي» للفيديو عبر الهاتف الجوال، في أبريل (نيسان) من هذا العام، التي يبلغ اشتراكها نحو 5 دولارات شهرياً، وتقدّم عروضاً مهمة لمستخدمي الهاتف، كأول مشاهدين، بما يضمن الحصول على نحو مليار دولار، إلى جانب 150 مليون دولار من عائدات الإعلانات.
ومن المقرر أن تكون عروض «كويبي» مقتضبة في زمنها «أقل من 15 دقيقة»، وقد استثمرت الشركة مئات الملايين من الدولارات لاستقطاب الكثير من النجوم للتعاون معها وتقديم عروضها، مثل ستيفن سبيلبيرغ وجويليرمو ديل تورو، في الوقت الذي تقدم فيه شبكات «إن بي سي» و«سي بي إس» عروضاً جديدة معها.
وتخطط «كويبي» لتقديم 125 برنامج محتوى، بعضها في حلقات، بصورة أسبوعية، كما أنها تنفق 470 مليون دولار في التسويق هذا العام.
وفي هذه الأثناء، فما زالت عروض المباريات الرياضية على الهواء هو الأمل المتبقي لشبكات البث التلفزيونية التقليدية، حيث يظل المشاهدون يفضلون مشاهدة المباريات على الهواء، وهو ما دفع شبكات البث الرقمي إلى تقديم خدماتها على الهواء أيضاً، وتسعى إلى تأكيد تقدمها في هذا التنافس في عام 2020.
وتواصل «أمازون» و«يوتيوب» استكشاف مجالات الحقل الرياضي وحقوق بث المباريات، بينما تتراجع «فيسبوك» و«تويتر» في هذا المجال، لتصبح المنافسة بين خدمة «يوتيوب تي في» و«هولو لايف تي في»، لاجتذاب المزيد من المشتركين، بما يؤدي لإلغاء كثير من اشتراكات خدمة الكابل التلفزيونية في عام 2020، والاكتفاء بخدمات «الأونلاين».
ويرى الخبراء أن الفائزين الآن في قطاع الأفلام والتلفزيون كبرى الشركات المنتجة لهذا النوع من المحتوى، وتؤدي الحرب من أجل بسط السيادة في مجال بث الفيديو الرقمي إلى دفع عدد من أغنى شركات العالم في هذا المجال، وحتى بعض الأثرياء الأفراد، إلى تقديم عشرات المليارات من الدولارات في شراء المحتوى.
وتدخل في هذه المنافسة كبرى شركات التوزيع، ولا تدخل أي شركات لخوض غمار هذه المعركة إلا بتقديم بضعة مليارات، والاهتمام ينصب على ابتكار المحتوى وبرامج حية وعروض مشاهدة وليس على منصات برامج تصميم.
أما سوق الألعاب الإلكترونية؛ فمن المتوقع أن ينمو بنسبة 9 في المائة في العام الجديد، وأن يحقق 165 مليار دولار في 2020 بالمقارنة بـ152 ملياراً في 2019 على مستوى العالم، وفقاً لبحث أجرته مؤسسة «نيوزو».
ويصل حجم سوق مستخدمي الألعاب إلى 2.5 مليار مستخدم كل عام، وانتشرت الألعاب على نطاق واسع على مستوى ديموغرافي كبير، ويمثل مستخدمو الألعاب بصورة عارضة على الجوال أكبر شريحة من المستخدمين، ويحققون نسبة 45 في المائة من الصناعة.
ويتواصل النمو في حجم استخدام الألعاب على أجهزة الكومبيوتر المكتبية، حيث مثلت أكثر من 4 في المائة من السوق، العام الماضي، لكن أسرع شريحة للنمو في هذا المجال كانت على أجهزة «كونسول» للألعاب، حيث حققت نمواً بنسبة 13 في المائة في العام الماضي.
وكان أكثر مجال في قطاع الألعاب في العام الماضي هو اللعب المتفاعل عبر منصات مختلفة، مع التركيز على التشابك الافتراضي والتوسع في حجم اشتراكات الألعاب الافتراضية.
وجذبت لعبة «فورتنايت» كثيراً من المستخدمين من خلال مميزات اللعب عبر عدة منصات، حيث تسمح للاعبين بالانتقال بين الكومبيوتر المكتبي، والجوال، و«كونسول»، بما يحمل توقعات بمزيد من التوسع في العام الجديد.
كذلك كانت لعبة «كول أوف ديوتي فرانشيايز» التي انتقلت إلى الجوال وسجلت رقماً قياسياً في حجم تنزيل اللعبة، وهو 100 مليون مرة في الأسبوع الأول من انطلاقها، ومن المتوقع استمرار هذا التوجه الذي يحمل معه نموذج «حرية اللعب».
ويرى الخبراء أن من بين المنصات المتوقع نموها «تيك توك» لمقاطع الفيديو الموسيقية، التي نمت في عام 2019، وتم تنزيل هذا التطبيق الصيني 5.‏1 مليار مرة في ذلك العام، بسبب تزايد الشعبية بين فئات المراهقين وقوة حملاتها التسويقية واستثمارات الشركة في التوسع الجغرافي لتنتشر في نحو 150 دولة.
كما أنه من المتوقّع نمو حجم تسويق المنتجات عبر فيديوهات مقدمي برامج «اليوتيوب» أو من يسمون بالـ«إنفلوينسرز»، رغم أن البعض كان يرى إمكانية تراجع هذا المجال، لكن قوة أداء الشخصيات وتأثيرها في نفوس المستهلكين لشراء المنتجات جعل تلك البرامج منصة تسويقية قوية ومتواصلة النمو في العام الجديد.
كما يرى الخبراء أن منصات التواصل الاجتماعي ستزداد قوة في عام 2020، لا سيما في مجال التجارة الإلكترونية ورغبة المزيد من المستهلكين للشراء المباشر عبر تلك المنصات، بدلاً من التوجه إلى تطبيقات التسوق عبر المتاجر الإلكترونية.
وبالنظر إلى ما قدمته شبكات مثل «إنستغرام» و«فيسبوك» وغيرهما، فإن محتوى التسوق الإلكتروني سيكون أسرع انتشاراً على شبكات التواصل الاجتماعي خصوصاً أن الاستجابة تكون أسرع حتى من خلال تقديم المزيد من المميزات التي تسهل عملية التفاعل بين المستخدمين.


مقالات ذات صلة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

العالم العربي تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

أظهر التقرير السنوي لحرية الصحافة لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، اليوم الأربعاء، أن تونس والسنغال كانتا من بين الدول التي تراجعت في الترتيب، في حين بقيت النرويج في الصدارة، وحلّت كوريا الشمالية في المركز الأخير. وتقدّمت فرنسا من المركز 26 إلى المركز 24.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم (الثلاثاء)، باستهداف الصحافيين، مشيراً إلى أنّ «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم». وقال في رسالة عبر الفيديو بُثّت عشية الذكرى الثلاثين لـ«اليوم العالمي لحرية الصحافة»، إن «كلّ حرياتنا تعتمد على حرية الصحافة... حرية الصحافة هي شريان الحياة لحقوق الإنسان»، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم»، مشيراً إلى أنّه «يتمّ استهداف الصحافيين والعاملين في الإعلام بشكل مباشر عبر الإنترنت وخارجه، خلال قيامهم بعملهم الحيوي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

ذكرت جمعية تعنى بالدفاع عن وسائل الإعلام أن تهمة التجسس وجهت رسمياً لصحافي صيني ليبرالي معتقل منذ عام 2022، في أحدث مثال على تراجع حرية الصحافة في الصين في السنوات الأخيرة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». كان دونغ يويو، البالغ 61 عاماً والمعروف بصراحته، يكتب افتتاحيات في صحيفة «كلارتي» المحافظة (غوانغمينغ ريباو) التي يملكها الحزب الشيوعي الحاكم. وقد أوقف في فبراير (شباط) 2022 أثناء تناوله الغداء في بكين مع دبلوماسي ياباني، وفق بيان نشرته عائلته الاثنين، اطلعت عليه لجنة حماية الصحافيين ومقرها في الولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية اليابانية العام الماضي إنه أفرج عن الدبلوماسي بعد استجو

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم العربي المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

بدا لافتاً خروج أربعة وزراء اتصال (إعلام) مغاربة سابقين ينتمون إلى أحزاب سياسية مختلفة عن صمتهم، معبرين عن رفضهم مشروع قانون صادقت عليه الحكومة المغربية الأسبوع الماضي، لإنشاء لجنة مؤقتة لمدة سنتين لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» وممارسة اختصاصاته بعد انتهاء ولاية المجلس وتعذر إجراء انتخابات لاختيار أعضاء جدد فيه. الوزراء الأربعة الذين سبق لهم أن تولوا حقيبة الاتصال هم: محمد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» المعارض، ومصطفى الخلفي، عضو الأمانة العامة لحزب «العدالة والتنمية» المعارض أيضاً، والحسن عبيابة، المنتمي لحزب «الاتحاد الدستوري» (معارضة برلمانية)، ومحمد الأعرج، عضو

«الشرق الأوسط» (الرباط)
المشرق العربي «الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

«الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

انتقدت جامعة الدول العربية ما وصفته بـ«التضييق» على الإعلام الفلسطيني. وقالت في إفادة رسمية اليوم (الأربعاء)، احتفالاً بـ«يوم الإعلام العربي»، إن هذه الممارسات من شأنها أن «تشوّه وتحجب الحقائق». تأتي هذه التصريحات في ظل شكوى متكررة من «تقييد» المنشورات الخاصة بالأحداث في فلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما في فترات الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تميم فارس: «ديزني+» تعرض محتوى يلائم ثقافة المنطقة ويحترمها ويراعيها... ونعمل على توسيع شراكاتنا

شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
TT

تميم فارس: «ديزني+» تعرض محتوى يلائم ثقافة المنطقة ويحترمها ويراعيها... ونعمل على توسيع شراكاتنا

شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)

شدد تميم فارس، رئيس «ديزني+» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، على أن منصة «ديزني+» مهتمة بالعمل على «تقديم محتوى يلائم ويحترم ويراعي الثقافة المحلية للجمهور» في المنطقة. وأشار إلى أن «ديزني+» ماضية قدماً ليس فقط في تقديم أفلام ومسلسلات مشهورة مع ضمان ملاءمتها واحترامها للثقافة المحلية، بل إن «جميع المحتوى الموجه إلى الجمهور تجري مراجعته بدقة لتحقيق هذه الغاية».

تميم استهلّ اللقاء بقوله «أولاً وقبل كل شيء، يسعدني أننا أطلقنا منصة هنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهذه المنطقة غنية بالثقافة والتراث والتقاليد. ولقد كان بمثابة حلم يتحقق أن نقدّم هذا المحتوى المميز إلى الجمهور المحلي العاشق للسينما والترفيه».

وتابع، من ثم، ليتطرّق إلى مواجهة بعض التحديات خلال هذه الرحلة فيقول: «ونحن بعد سنتين تقريباً على إطلاق (ديزني+)، نواصل - مثلاً - التعلّم من جمهورنا، وتنقيح محتوى المنصة؛ كي يراعي الثقافة المحلية للمشاهدين في المملكة العربية السعودية. ويشمل هذا نهجنا المحلي للمحتوى، وهذه أولوية كبيرة بالنسبة لنا».

إطلاق «ديزني+»

تميم فارس شرح أن «ديزني+» منصة توفّر خدمة عرض المحتوى الترفيهي حول العالم، منذ إطلاقها في عام 2022 في 16 سوقاً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأنها «تعرض مجموعة واسعة من أشهر القصص من إنتاج شركة (والت ديزني)، بما في ذلك الأفلام والمسلسلات والأفلام الوثائقية والأعمال الأصلية الحصرية من إنتاج (ديزني) و(بيكسار) و(مارفل) و(ستار وورز) و(ناشيونال جيوغرافيك) وغيرها الكثير».

ثم ذكر أن كثيرين اعتادوا مشاهدة الأفلام الكلاسيكية من «ديزني» بدءاً بـ«الأسد الملك» و«علاء الدين»، ووصولاً إلى «موانا» و«إنكانتو». بالإضافة إلى عرض هذه الأفلام العائلية المفضلة على «ديزني+»، فهي متوافرة كذلك للمشاهدة بخياري الدبلجة باللهجة المصرية أو اللغة العربية الفصحى المعاصرة.

وبعدها علّق من واقع تجربته الشخصية: «أنا مثلاً، نشأت على مشاهدة الكثير منها مدبلجاً بصوت أشهر الممثلين والممثلات مثل محمد هنيدي ومنى زكي وعبلة كامل وخالد صالح، والآن أُتيحت لي فرصة مشاهدتها مرة أخرى مع ابني زين على المنصة».

ثم لفت إلى أن «ديزني+» تقدّم محتوى جديداً باستمرار، بما في ذلك الإصدارات السينمائية الحديثة والضخمة الصيفية، وكان آخرها فيلم «قلباً وقالباً 2» من إنتاج «ديزني» و«بيكسار» على «ديزني+» في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأفاد بأن «هذا الفيلم تصدّر قائمة أفلام الأنيميشن الأعلى تحقيقاً للإيرادات على الإطلاق، وجارٍ الآن عرضه حصرياً على (ديزني+)... وفي الواقع، يجري عرض أعمال (ديزني) السينمائية كافّة على منصة (ديزني+) في نهاية المطاف».

تميم فارس، رئيس "ديزني+" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (ديزني)

التكيّف مع المشهد التنظيمي الإقليمي

من جانب آخر، بالنسبة إلى الامتثال للقوانين المحلية للبث، أكد تميم فارس أن «فريقنا الإقليمي في (ديزني+) يقدّر الثقافة العربية تماماً، وأنا بصفتي أباً عربياً، أشارك تجربة شخصية مع ابني زين البالغ من العمر 7 سنوات؛ إذ نشاهد المحتوى معاً أو يشاهده بمفرده أحياناً. لذلك، أحرص على أن يكون ما يشاهده آمناً ومناسباً لثقافتنا العربية، ويتماشى مع قيمنا وتقاليدنا وأعرافنا».

وأردف: «وكما ذكرت سابقاً... المحتوى هو الركيزة الأساسية لكل ما نقدّمه. ومنذ إطلاق المنصة، أنشأنا فريق امتثال متخصصاً على المستوى المحلي، وهو الفريق المسؤول عن مشاهدة المحتوى المعروض ومراجعته وفحصه بدقة. ولا يُجاز شيء إلا بعد تأكد هذا الفريق من أن كل كلمة تُنطق أو تُترجم أو تُدبلج تتوافق أو يتوافق مع قيمنا العربية وتقاليدنا. ولا بد أن يتوافق المحتوى الموجه إلى الجمهور الأصغر سناً مع هذه الإرشادات ليصار إلى عرضه على (ديزني+)».

وفي الاتجاه نفسه ركّز تميم على أنه «بالإضافة إلى فريقنا، ونظراً إلى أنني أب عربي لابن صغير، أدرك أن ابني يستطيع مشاهدة مسلسلاته وأفلامه المفضلة ضمن بيئة آمنة ومناسبة لكل أفراد العائلة من دون استثناء، وذلك من خلال تمكين الوالدين من ضبط إعدادات المشاهدة بسهولة مطلقة لمراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال، بما في ذلك خيار إعداد حسابات خاصة بهم وحمايتها من خلال رمز سري».

وأضاف شارحاً: «وحقاً، نحن نولي أهمية قصوى للحفاظ على صدقنا وأصالتنا تجاه جمهورنا العربي، ونلتزم بتقديم محتوى عالي الجودة يتماشى مع قيمنا العربية الأصيلة. وبصفتي أباً، أشعر بالطمأنينة لمعرفة أن أطفالي يستمتعون بمحتوى آمن ومناسب لأعمارهم».

استراتيجيات «ديزني+» في المنطقة

وحول استراتيجيات «ديزني+» في منطقة الشرق الأوسط، أوضح أن المحتوى الذي تقدمه المنصة كفيلٌ بالتأكيد على مدى نجاحها، وقال: «منصة (ديزني+) تعرض ثمانية من أفضل عشرة أفلام تحقق أعلى مستوى مبيعات حول العالم التي تُعرض تقريباً معظمها بشكل حصري على (ديزني+)، ويمكن لمشاهدي المنصة مشاهدة آلاف المسلسلات والأفلام من إنتاج (ديزني) و(بيكسار) و(مارفل) و(ستار وورز) و(ناشيونال جيوغرافيك) والمحتوى الترفيهي للبالغين من (ستار). إننا نقدم حقاً المحتوى الذي يناسب تفضيلات الجميع من الفئات العمرية كافّة ومختلف شرائح المجتمع».

وزاد: «إننا نحرص دوماً على عرض الأعمال الجديدة على منصتنا، لكننا ندرك في الوقت نفسه أن خيارات مشاهدينا المفضلة تتغيّر وتتوسع لتشمل رغبتهم في مشاهدة المحتوى العالمي أيضاً». وتابع: «لقد بادرنا مثلاً إلى تنظيم مجموعات متخصصة في الكثير من المدن السعودية، للتفاعل مع المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي والوقوف على المحتوى الذي يشاهدونه عبر المنصة. وفي الوقت نفسه، نحرص دوماً على الاستفادة من عملائنا المحليين والارتقاء بإمكاناتنا والمحتوى الذي نقدمه إليهم؛ كي ننجح في توفير خدمات تلبي احتياجات المنطقة».

المحتوى المحلي

تميم فارس قال إن «ديزني+» تتطلع لمزيد من الأعمال والإنتاجات التي تعزّز مكانتها في المنطقة، وبالتحديد على المستوى المحلي، «على سبيل المثال، أعلنا شعارنا الجديد الذي يضم للمرة الأولى على الإطلاق كلمة (ديزني) باللغة العربية. وبادرنا إلى إطلاق أول حملة إعلانية ننتجها محلياً على الإطلاق، ويشارك فيها فريق عمل سعودي بامتياز يضم أشهر صناع المحتوى المحليين، لتعزيز شعور المشاهدين على مستوى المنطقة بالشمولية والانتماء».

ثم أضاف: «وثانياً هناك المحتوى الذي تقدّمه المنصة؛ حيث نؤكد مواصلة التزامنا بتقديم محتوى جديد ومتنوع والحفاظ على مكانتنا الحالية، من خلال إضافة أعمال جديدة إلى مكتبتنا الضخمة من المحتوى الذي نعرضه للمشاهدين كل يوم... ونحرص على تقديم المحتوى الترفيهي الذي يرتقي إلى مستوى تطلعات المشاهدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتفضيلاتهم، بدءاً من الأعمال العالمية التي تحقق نجاحاً كبيراً وصولاً إلى المحتوى المحلي المدبلج باللغة العربية».

ومع تشديده على أن جميع الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تُعرض على «ديزني+» تتوافق بالكامل مع المتطلبات التنظيمية المحلية السعودية، أوضح تميم أن المنصة تسعى باستمرار إلى عقد مزيد من الشراكات مع أبرز الشركات المزودة لخدمات الاتصالات، مثل شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، وشركة اتصالات «زين» في الكويت، لتوفير مجموعة من خيارات الاشتراك، وتتطلّع إلى مواصلة عقد مزيد من الشراكات خصوصاً في السعودية في المستقبل القريب.

واختتم بتسليط الضوء على عروض الأفلام الوثائقية المرتبطة بالمنطقة، فقال: «نعرض حالياً فيلم (كنوز الجزيرة العربية المنسية) على منصة (ناشيونال جيوغرافيك)، لتمكين المشاهدين من رؤية ثقافتهم الغنية وتراثهم العريق من زاوية مختلفة، وننظر أيضاً في فرص توسيع نطاق المحتوى الذي نقدمه إلى المشاهدين، من خلال بناء شراكات واتفاقيات تعاون مع مجموعة محلية من صناع المحتوى وشركات الإنتاج».