بين جبال طويق وسط نجد، تقع محافظة الحريق، جنوب غربي العاصمة السعودية الرياض، وتشكل أرضها واحة لأشجار الحمضيات، وخصوصاً فاكهة البرتقال.
ونظراً للإنتاج الجيد، تنظم محافظة الحريق مهرجاناً سنوياً يعرض منتجات وفيرة ومتنوعة من ثمار الحمضيات، يتم توزيعها في الداخل السعودي ودول الخليج.
ويشهد المهرجان حضور آلاف من داخل السعودية وخارجها، منهم عدد من الوفود الأجنبية من الصين وفرنسا وإسبانيا، كما حرص السفير الصيني على زيارة المحافظة واكتشاف منتجاتها.
وتتميز محافظة الحريق بكثرة مزارع الحمضيات، خصوصاً البرتقال، وتتفاوت أعداد الشتلات التي تضمها كل مزرعة ما بين 2000 شتلة و3 آلاف شتلة، وتصل في أحد المزارع إلى 70 ألف شتلة، بحسب عدد من المزارعين الذين التقت بهم «الشرق الأوسط» في جولتها، أمس، بالمحافظة. وذكر المزارع المهندس التقني عبد العزيز البجيّر أن فاكهة الترنج جذبت كثيراً من الزوار الغربيين والعرب لمذاقها اللذيذ.
وعزا البجيّر، الذي يعد أحد أكبر المنتجين في محافظة الحريق، تأقلم زراعة الحمضيات في الحريق لخصوبة الأرض واحتوائها على مخزون جيد من مياه الآبار السطحية المناسبة لمثل هذا النوع من الفواكه، إضافة إلى الطقس المناسب أيضاً. وتابع: «المحافظة مشهود لها منذ القدم بمزارع الحمضيات، وزرع الأهالي كثيراً من بذور فواكه بلدان أخرى، مثل برتقال أبو صرة من مصر والشام، وبرتقال الشمّوطي، وكذلك اليوسفي بأنواعه الباكستاني، والكمندينا، والمغربي، ومع ذلك تأقلمت مع أرض الحريق، وأنتجت أفضل الثمار بشهادة أهل تلك البلدان».
وتطرق إلى أن الحريق تشتهر بمنتجات الحمضيات والبرتقال من بلدان أخرى، منها ما يطلق عليه الكافيار، وهي بذور حمضيات من أستراليا، وشجيرات السدر الصيني والسدر الهندي، والجريب فروت، وكذلك التفاح التايلاندي.
إلى ذلك، ذكر الإماراتي سالم سيف النيادي، القادم من أبوظبي، أنه يحرص على الوجود في مهرجان الحريق، لمعرفته التامة بما حباها الله من بيئة مثالية لزراعة الحمضيات، والبذور التي تنمو في دول أخرى.
وقال: «أحضر إلى هنا كل عام منذ أول مهرجان، وأحرص كثيراً على إهداء أسرتي وأصدقائي في الإمارات من منتجات الحريق، ولا سيما البرتقال، والحقيقة أن الحريق باتت لها شعبية في أبوظبي، نظراً لمنتجاتها اللذيذة إضافة إلى كرم أهلها الذي يقابلوننا به كل موسم نزورهم فيه».
والحريق تاريخياً «منطقة المجازة، وبها وادٍ باليمامة لبني (هزان) في أعلى المجازة من أرض اليمامة، كثير النخل والزرع» وفقاً لما ذكر ياقوت الحموي في «معجم البلدان». ويعد الشاعر محسن الهزاني من أبرز أبناء «الحريق» الذي عاش قبل نحو 400 سنة، ولا يزال أحفاده في المنطقة.
«الحريق»... واحة الحمضيات في السعودية
تشهد مهرجاناً سنوياً يستقبل آلاف الزوار
«الحريق»... واحة الحمضيات في السعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة