في حين عدّها مراقبون أنها «خطوة مهمة لمجابهة جماعات العنف والتطرف في ليبيا»، واصلت الرابطة العالمية لخريجي الأزهر في القاهرة، أمس، «تدريب وعاظ وداعيات من ليبيا، للمساهمة في مواجهة خطاب التطرف، وتفنيد المفاهيم المغلوطة».
وقال مصدر في الرابطة، التي يرأس مجلس إدارتها الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «التدريب يأتي في إطار اهتمام مصر بأئمة وواعظات ليبيا، لتنمية الجوانب العلمية والدعوية، والعمل على رفع كفاءتهم، والتركيز على أهم القضايا المثارة حالياً، ووضع الحلول الفكرية لهذه القضايا».
وأكدت الرابطة، أن «الدورة التدريبية لـ62 من أئمة وعلماء وواعظات ليبيا، تأتي ضمن خطة المنظمة لصقل خبرات الأئمة والعلماء الدعوية والعلمية لمواجهة المشكلات التي يعاني منها الجوار الليبي، وتفنيد هذه المشكلات والرد على كل ما يثار من أفكار مغلوطة عن الإسلام والمسلمين، من خلال أساتذة وعلماء الأزهر، ووفق المنهج الأزهري الذي يمثل منهج الوسطية والاعتدال».
وأكد الدكتور حمد الله الصفتي، عضو المنظمة مدير الشؤون العلمية والثقافية، في محاضرة للوعاظ، بعنوان «منطلقات الإرهاب وركائزه»، على «ضرورة الالتزام بالوسطية التي جاء بها الإسلام لمواجهة الأفكار المتطرفة والهدامة، والجماعات الإرهابية التي تسعى لنشر الفوضى، من خلال التطبيق والفهم المغلوط لتعاليم الإسلام السمحة، والتي رسخت للتطرف والإرهاب والاعتداء على الآمنين»، موضحاً أن «الإرهاب هو الخروج عن الشرعية، واستخدام القوة في مواجهتها»، لافتاً إلى أنه «لا حجر على أفهام الناس؛ فالمشكلة ليست في الاختلاف؛ لكن في كيفية الاختلاف، فالإسلام جاء ليجمع وليس ليفرق»، مشيراً إلى أن «الجماعات الإرهابية تسعى لتشويه المؤسسات الدينية، لتنشر أفكارها المسمومة وآراءها المتطرفة».
من جهتها، دعت الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات، «واعظات ليبيا إلى تحصيل العلم من أهل التخصص، ومقاومة أفكار التطرف والعنف كافة»، في محاضرة بعنوان «العلاقة بين العقيدة الإسلامية والسلوك القويم».
وتضمن التدريب «تفنيد الأفكار المتطرفة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة بأسلوب عصري يناسب كل الفئات، والتعريف بسماحة الإسلام ووسطيته». وأكد الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة، أن «الدورات التدريبية فرصة عظيمة للتركيز على الإشكاليات التي تطرح في هذا العصر، وكيفية الرد عليها وتفنيدها، وغرس قيم الإسلام الوسطي السمح، وبيان صورته الحقيقية النقية، بعيداً عن أي غلو أو تطرف»، مضيفاً أن «تدريب أئمة ليبيا يأتي في إطار خطة الاهتمام بالقارة السمراء، ومحاربة فكر التنظيمات المتطرفة»، موضحاً أن «وعاظ وواعظات ليبيا أكدوا خلال التدريب، حرصهم على نشر فكر المعتدل عقب العودة لبلادهم».
في حين قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، خلال التدريب، إن «الجماعات المتطرفة تريد إسلاماً تفصيلاً، يخدم أغراضهم وأهواءهم لتحقيق مطامعهم الدنيوية».
تدريب داعيات من ليبيا في مصر لمجابهة «الأفكار الإرهابية»
تدريب داعيات من ليبيا في مصر لمجابهة «الأفكار الإرهابية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة