«التنمية المتوازنة»... متطلب للهجرة العكسية خارج المدن السعودية

17 مليار دولار حجم دعم حساب المواطن

«التنمية المتوازنة»... متطلب للهجرة العكسية خارج المدن السعودية
TT

«التنمية المتوازنة»... متطلب للهجرة العكسية خارج المدن السعودية

«التنمية المتوازنة»... متطلب للهجرة العكسية خارج المدن السعودية

في وقت أكدت فيه الهيئة العامة للاستثمار السعودية دعم المستثمر المحلي في المملكة عبر جميع التسهيلات الممكنة، أكدت دراسة منتظر طرحها قريبا في تجمع رسمي الشهر الحالي أن دور التنمية المتوازنة في تشجيع الهجرة العكسية ضروري للدفع بالنمو الاقتصادي في مناطق البلاد.
وتقرر أن يناقش منتدى الرياض الاقتصادي في دورته التاسعة، والتي ستنعقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين خلال الفترة من 21 وحتى 23 من الشهر الحالي دراسة معمقة تحت عنوان: «دور التنمية المتوازنة في تشجيع الهجرة العكسية وتحقيق التنمية المستدامة والشاملة في مناطق المملكة في ضوء (رؤية المملكة 2030)».
وتطالب الدراسة باتخاذ إجراءات وتنفيذ خطط وبرامج، لتشجيع الهجرة العكسية، وتخفيف الضغط السكاني على المدن الرئيسية والمراكز التابعة لها، مشيرة إلى أهمية استقرار السكان في مناطقهم الأصلية.
وسيسلط المنتدى الضوء من خلال الدراسة، على تيارات الهجرة التي تتجه عادة إلى المناطق التي تتوافر فيها فرص العمل وتنطلق الاهتمامات الحديثة بدراسة الهجرة من أن عناصر الإنتاج الأساسية تتحرك باستمرار نحو الأماكن التي تتوافر فيها الاحتياجات التنموية، وتتكامل فيها الخدمات، وتزداد فيها الإنتاجية وفرص العمل، وترتفع فيها الأجور في الوقت ذاته.
وتهدف الدراسة بشكل عام إلى تحقيق التنمية المتوازنة في مناطق المملكة، للحد من الهجرة إلى المدن وتشجيع الهجرة العكسية، والارتقاء بكل مجالات الخدمات المختلفة في مناطق المملكة، وتحسين جودة الحياة للمواطن والمقيم، تحقيقا لأهداف «رؤية المملكة 2030».
وتتطرق الدراسة إلى حجم الهجرة الداخلية ومحدداتها وآثارها، والتعرف على الميزات النسبية لكل منطقة من خلال دراسة مسحية، لتحديد مسارات الاستثمار في مواردها الزراعية والصناعية والخدمية وثرواتها المعدنية ومناطقها السياحية وغيرها من الميزات.
واعتمدت الدراسة على بيانات ومرئيات تمت من خلال الاجتماعات وحلقات النقاش وورشات العمل واستطلاعات الرأي، تضم 1340 من المسؤولين والخبراء والمستثمرين ورجال الأعمال والمواطنين، في وقت ستعلن الدراسة عن 13 مبادرة وعدد من التوصيات والآليات التي ستعلن خلال مناقشة الدراسة.
وفي شأن آخر، كشف المدير التنفيذي لعلاقات واستشارات المستثمرين في الهيئة العامة للاستثمار خالد الشدي أن الهيئة تتيح خدمات نوعية لدعم المستثمر المحلي في جميع مناطق البلاد، مشيراً إلى أن لدى الهيئة برامج متعددة تستهدف تعزيز بيئة الاستثمار وإزاحة العوائق بالتعاون والتنسيق مع كل الجهات ذات العلاقة.
ولفت الشدي إلى أن بيئة الاستثمار في المملكة حققت تقدماً كبيراً خلال الأعوام القليلة الماضية، وذلك وفقاً لعدد من التقارير والمؤشرات الدولية من أهمها تقرير سهولة الأعمال الصادر عن البنك في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والذي وضع المملكة في المرتبة الأولى عالمياً في سرعة تنفيذ الإصلاحات.
جاء ذلك خلال اللقاء التعريفي بالخدمات المقدمة من الهيئة العامة للاستثمار للمستثمر المحلي، والذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ممثلة بقطاع دعم الأعمال بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار الأربعاء الماضي، بحضور عدد من المستثمرين والمهتمين بالاستثمار المحلي والأجنبي.
ولفت الشدي إلى أبرز الخدمات التي تقدمها الهيئة للمستثمر المحلي، مبينا أن الخدمات تشمل الدراسات الاقتصادية للسوق والتي توفر تقارير معيارية عن السوق ومشاركة قواعد البيانات، وبناء الشراكة والربط مع الجهات التجارية والصناعية في المملكة وخارجها. وفي شأن تنموي مقارب، كشف برنامج حساب المواطن أن إجمالي التعويضات المدفوعة للمستفيدين من البرنامج الذي انطلق في فبراير (شباط) من عام 2017 بلغ 63.5 مليار ريال (16.9 مليار دولار)، في وقت تم فيه إيداع دعم الشهر الحالي بقيمة 2.6 مليار ريال.
وبلغت نسبة المستفيدين المستوفين لمعايير الاستحقاق في هذه الدفعة 83 في المائة ليتجاوز عددهم 12.7 مليون مستفيد وتابع، كما بلغ إجمالي التعويضات المدفوعة بأثر رجعي عن الدفعة السابقة 13.1 مليون ريال، بينما تم سداد 429 مليون ريال تعويضات عن دفعات سابقة.
وذكر المتحدث الرسمي لبرنامج حساب المواطن سلطان القحطاني أن نسبة أعداد المستفيدين الرئيسيين ارتفعت بما يقارب 0.2 في المائة عن الدفعة السابقة، مشيراً إلى أن 51 في المائة من إجمالي المستفيدين تحصلوا على الاستحقاق الكامل، لافتا إلى أن متوسط دعم الأسرة الواحدة بلغ 959 ريالا لقرابة 2.3 مليون رب أسرة بينما بلغ عدد التابعين أكثر من 8.8 مليون مستفيد. وأشار القحطاني إلى أن نسبة أرباب الأسر بلغ 93 في المائة، أما ربات الأسر فقد بلغت نسبتهن 7 في المائة، بينما بلغت نسبة الإناث المستقلات 51 في المائة، متجاوزا عددهن 806 آلاف مستفيدة.


مقالات ذات صلة

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر ارتفاع أعداد المسافرين 15 في المائة عام 2024 لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات الكبرى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026.

الاقتصاد أحد المصانع التابعة لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) (الشرق الأوسط)

الإنتاج الصناعي في السعودية يرتفع 3.4 % في نوفمبر مدفوعاً بنمو نشاط التعدين

واصل الإنتاج الصناعي في السعودية ارتفاعه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدعوماً بنمو أنشطة التعدين والصناعات التحويلية، وفي ظل زيادة للإنتاج النفطي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).