زيادة قضايا المغاربة ضد حكومتهم

17528 دعوى جديدة في 2018... ومطالب بـ737 مليون دولار

TT

زيادة قضايا المغاربة ضد حكومتهم

بلغ عدد القضايا، التي رفعت ضد الحكومة المغربية، 17528 قضية خلال سنة 2018، حسب التقرير السنوي لـ«الوكالة القضائية للمملكة»، الذي صدر أمس بالرباط، وهي وكالة تتولى الدفاع عن الحكومة أمام القضاء.
وأشار التقرير إلى أن عدد القضايا حافظ على وتيرته التصاعدية، مع «توسيع مجال الحقوق ومسؤوليات الحكومة، التي كرسها دستور 2011، وارتفاع الوعي القانوني لدى المواطن، الذي أصبح لا يتردد في مقاضاة الدولة».
وذكر التقرير أن تحليل إحصائيات السنوات الأخيرة يظهر أن عدد القضايا الجديدة ضد الحكومة عرف زيادة بنحو 63 في المائة ما بين سنتي 2014 و2016، قبل أن يعرف استقرارا نسبيا بعد ذلك.
وبخصوص سنة 2018، عرف عدد القضايا الجديدة ضد الحكومة زيادة بنسبة 2 في المائة. كما أشار التقرير إلى أن الوكالة القضائية للمملكة توصلت خلال 2018 بـ9673 حكما قضائيا صادرا عن مختلف المحاكم المغربية، تم تبليغها مباشرة عن طريق المحاكم، وذلك في إطار مسطرة تبليغ الأحكام والقرارات القضائية، أو بشكل غير مباشر عبر شركائها، وعبر مصالح رئاسة الحكومة.
وأوضح التقرير أن مجموع المبالغ المطالب بها من قبل المدعين أمام القضاء تجاوزت 7 مليار درهم (737 مليون دولار)، لكن تدخل الوكالة القضائية للمملكة وشركائها مكّن من خفض هذا المبلغ بنسبة 43 في المائة.
كما أشار التقرير إلى أن الأحكام الصادرة في مواجهة الحكومة خلال سنة 2018، توزعت حسب الاختصاص القضائي بين المحاكم الإدارية بنحو 7487 حكما، والمحاكم العادية بنحو 1833 حكما، والمحاكم التجارية 65 حكما، كما بلغ عدد الأحكام الصادرة في الملفات موضوع الطعن بالنقض 288 حكما قضائيا.
وبالرجوع إلى الفترة الممتدة بين 2014 و2018 يشير التقرير إلى أن مجموع المبالغ المطالب بها من الدولة ناهزت 23 مليار درهم (2.5 مليار دولار)، تمكنت الوكالة القضائية للمملكة من تخفيضها إلى 13 مليار درهم (1.4 مليار دولار)، موفرة بذلك مبلغ 10 مليارات درهم (1.05 مليار دولار) على الموازنة الحكومية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.