نعى السعوديون أمس أحد أبرز رواد العمل التطوعي والخيري في بلادهم والخليج، نجيب الزامل، عضو مجلس الشورى السابق ورئيس مجلس إدارة جمعية العمل التطوعي، الذي توفي في ماليزيا بعد معاناة طويلة مع المرض، مخلفاً وراءه سيرة عطرة، وقدراً وفيراً من المحبة والتقدير لأبناء وطنه الذين تسابقوا على نعيه في شبكات التواصل الاجتماعي.
ودوّن الراحل آخر وصاياه في تغريدة كتبها عبر حسابه في «تويتر» قال فيها: «يجب أن تملك المعرفة كي تعرف متى تتحدث، وأن تملك الحكمة كي تدرك متى تصمت».
إلى ذلك، قال سليمان أبا حسين وهو إعلامي سعودي ورفيق رحلة الزامل في عالم الصحافة والكتابة: «فقدنا اليوم قامة فكرية كبيرة وشخصية مثقفة على درجة عالية من الوعي، فلقد امتاز الراحل بأهم تجارة وهي تجارة الفكر والمعرفة». ويرى أبا حسين أن نجيب الزامل لم يكن كاتباً وإعلامياً فقط، بل مجموعة في واحد، بحسب وصفه. وتابع: «تجلت لديه كل الصفات الإنسانية الجميلة».
وأضاف أبا حسين لـ«الشرق الأوسط أن الزامل كان سخياً في منح المعرفة للآخرين، مشيراً إلى أنه منذ بدايات حياته كان محباً للاطلاع والمعرفة، فهو منذ سن مبكرة بدأ ينهل من جميع العلوم.
ولا تقتصر قراءات نجيب الزامل على المؤلفات الفكرية والأدبية العربية فقط، إذ أكد أبا حسين أن الزامل كان مطلعاً جداً على الثقافات الأجنبية، بحكم تمكنه من اللغة، ومن غزارة الاطلاع تشكل الجانب الفكري والثقافي لديه.
وللراحل بصمة قوية أخرى في مجال العمل الخيري والتطوعي، وهنا يقول أبا حسين: «هناك أمور كثيرة لا أحد يعرفها ولم يبح بها نجيب الزامل تتعلق بعمل الخير، لكنه كان نشطاً بها بشكل غير عادي، وهو دوره في مد أواصر العلاقة ما بين الناس الفاقدين لأسرهم، حيث كان ضليعاً في متابعة هذه الأمور داخل وخارج المملكة».
واللافت ما تحدث عنه الراحل نجيب الزامل في مقطع فيديو ظهر فيه شهر مايو (أيار) الماضي، أنتجه المركز الجامعي للاتصال والإعلام في جامعة الملك فيصل بالأحساء، بأنه صادق في شبابه كبار المؤلفين في كتبه المبعثرة بين مكتبيه في الدمام والرياض وداخل سيارته وتابع: «اكتشفت أن أصدقائي هم الناس الذين في هذه الكتب، وأبطالها، ومؤلفيها».
وعن الرمز في حياته، قال الزامل: «أعتبر أن العقاد هو من أكبر رموز القرن العشرين، ولعلي أصل إلى ما وصل إليه». وأردف: «الذين غيروا الناس هم من قرأوا كثيراً». وكثيراً ما تحضر أقوال الزامل حول القراءة والمعرفة في أوساط الشبان الذين اعتبروه قدوة لهم، وكذلك زملاؤه وأصدقاؤه الذين شهدوا للزامل بحب العلم والاطلاع والمعرفة.
الزامل الذي تلقى تعليمه المبكر في مدارس شركة أرامكو، وتعلم منها وفيها الاعتماد على النفس، عُرِف بوقوفه إلى جانب الشباب، حيث أسهم بنشر ثقافة التطوع، وحاز على جائزة «شخصية العمل التطوعي في العالم العربي» في نسختها الأولى عام 2010. وهو مؤسس فرق «أبناء وبنات المدن»، التي عمت معظم مدن السعودية مع بداية العقد الماضي، وانتقلت فكرتها إلى دول الخليج العربي. كما أسّس الزامل ورأس مجلس إدارة جمعية العمل التطوعية، التي تعد من أكبر جمعيات العمل التطوعي الميداني المدني.
السعوديون ينعون «عراب التطوع» نجيب الزامل
حاز جائزة «شخصية العمل التطوعي في العالم العربي» في نسختها الأولى عام 2010
السعوديون ينعون «عراب التطوع» نجيب الزامل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة