«العلا» تتيح للسياح العيش بين الأنباط وملوكهم

معايشة مباشرة في ملكوت الحضارات

مسرح تفاعلي شهد عروضاً يومية تتناول حياة ورموز لحضارة الأنباط (الشرق الأوسط)
مسرح تفاعلي شهد عروضاً يومية تتناول حياة ورموز لحضارة الأنباط (الشرق الأوسط)
TT

«العلا» تتيح للسياح العيش بين الأنباط وملوكهم

مسرح تفاعلي شهد عروضاً يومية تتناول حياة ورموز لحضارة الأنباط (الشرق الأوسط)
مسرح تفاعلي شهد عروضاً يومية تتناول حياة ورموز لحضارة الأنباط (الشرق الأوسط)

إذا أردت التعرف على حضارة الأنباط وكيف كان يعيش ملوكها وسكانها (لباسهم، طعامهم، أسواقهم)، فما عليك سوى زيارة دار الحجر (مدائن صالح) بمحافظة العلا شمالي السعودية، لتعيش على أرض الواقع مع ملوك وسكان الأنباط والتفاعل معهم مباشرة من خلال المسرحية التفاعلية «أسرار الحجر» التي تُعرض ثلاث مرات في اليوم بمدائن صالح ويستطيع الزائر أو السائح المشاركة فيها ومخاطبة والتفاعل مع الشخصيات النبطية من الملك إلى الحراس والسكان العاديين في الأسواق.
تقول الدكتورة لينا الصمادي، صاحبة القصة والفكرة والسيناريو، لـ«الشرق الأوسط» إن المسرحية تتحدث عن مملكة وحضارة الأنباط وأهميتها للعالم.
عند دخولك مملكة الأنباط يؤدي بك الطريق إلى السوق مباشرة حيث تجد السكان المحليين بلباسهم القديم وهم يقومون بالبيع والشراء ومحاولة إقناع الزبائن، حيث يعرضون أصنافاً من الفواكه التي تُزرع في مملكتهم وأشهرها البرتقال، كما يُعرض التمر وغيره من الحبوب التي كانت تشكل السلع الأساسية في ذلك الزمان.
يتفاعل الممثلون في المسرحية بشكل مباشر مع السياح والزوار عبر توجيه أسئلة مباشرة إليهم، ومن أي زمن هم قادمون! كما تعرض المسرحية أحد ملوك الأنباط وزوجتيه اللتين تتقاتلان بسبب أحقية ابن كل منهما في الملك بعد أبيه.
كما تعرض المسرحية بشكل تفاعلي كيفية تكفين الجثة عند الأنباط القدماء، بعد أن يقوم أحد الأخوين بقتل أخيه طمعاً في الاستئثار بالملك. وحسب الرواي عبد الرحمن البلوي، وهو من أبناء العلا، فإن عملية تكفين الجثة لدى الأنباط تتم بوضع عدة طبقات على الجثة.
وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن علماء الآثار اكتشفوا في مجموعة الجبل الأحمر بمدائن صالح بالقبر 117 تحديداً، عظام ثمانين جثة نبطية، وتابع: «كان القبر مغطى بالرمال ومع التنقيب انكشف جزء من بابه ثم بدأوا التنقيب ووجدوا العظام وتم تحليلها واكتشف العلماء طريقة تكفين الجثة لدى الأنباط».
ويشير تحليل العظام -حسب عبد الرحمن– إلى أن «الجثة النبطية كانت تغطّى بأربع طبقات: الأولى عبارة لفافة من القماش الأبيض العادي، والثانية مثلها ولكن بدرجة أكثر خشونة، ثم الثالثة قطعة قماش تضاف إليه صبغة حمراء من نبات الفوه، فيما الرابعة تتكون من الجلد المدبوغ».
وأضاف البلوي: «كان يوضع على الجثة أيضاً في أثناء التكفين عقد من التمر ليكون غذاءً للميت عندما يُبعث، حسب اعتقادهم».
وحسب الدكتورة لينا الصمادي، فقد استغرق التحضير للعمل قرابة ستة أشهر من التدريبات والتأكد من المعلومات التاريخية بالتنسيق مع الهيئة الملكية لتطوير العلا. وتُعرض المسرحية ثلاث مرات يومياً.
يُذكر أن المسرح التفاعلي أحد الفنون المسرحية الحديثة ويُعرض في أماكن محدودة جداً في العالم ومن ضمنها السعودية، وهو مسرح مفتوح غير تقليدي يستطيع خلال الزائر التفاعل مع الشخصيات المختلفة، ويشعر فيه المشاهد بمتعة كبيرة جداً وأنه جزء من العمل المسرحي، يتفاعل مع الممثل، يتكلم معه، وتمكنه صناعة شخصية خيالية لتكون وسيطاً مع الممثلين.


مقالات ذات صلة

داكار السعودية: الراجحي ينتزع صدارة «الرابعة»

رياضة عالمية مواطن سعودي يوثق بعدسة جواله مرور أحد المتسابقين (الشرق الأوسط)

داكار السعودية: الراجحي ينتزع صدارة «الرابعة»

قصّ متسابقو رالي داكار السعودية، الأربعاء، منافسات المرحلة الرابعة التي انطلقت من محافظة الحناكية بالمدينة المنورة وصولاً إلى محافظة العلا.

فيصل المفضلي (بيشة)
يوميات الشرق شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين.

«الشرق الأوسط» (العلا)
رياضة سعودية تنظم لحظات العُلا مجموعة من المهرجانات الجديدة والفعاليات التي تحتفي بتاريخ العُلا

سباق درب العُلا... فرصة رياضية لاكتشاف الطبيعة في المدينة التاريخية

يشهد عالم الرياضة والمغامرة حدثاً استثنائياً مع قرب انطلاق فعاليات سباق درب العُلا 2025. يجمع هذا السباق بين تحديات الجري الممتعة واكتشاف كنوز الطبيعة والتاريخ.

«الشرق الأوسط» (العُلا)
رياضة سعودية تستضيف العُلا مجدداً بطولة ريتشارد ميل العُلا أول بطولة بولو تُقام على رمال الصحراء (الهيئة الملكية لمحافظة العُلا)

العُلا تستضيف بطولة ريتشارد ميل لبولو الصحراء الشهر المقبل

تستضيف العُلا مجدداً بطولة ريتشارد ميل العُلا لبولو الصحراء، أول بطولة بولو تُقام على رمال الصحراء، وذلك يومي 17 و18 يناير 2025.

«الشرق الأوسط» (العلا)
الخليج محمد بن سلمان يزور مشروع منتجع «شرعان» في العلا

محمد بن سلمان يزور مشروع منتجع «شرعان» في العلا

زار الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الثلاثاء، مشروع منتجع «شرعان» في محافظة العلا (شمال غربي السعودية)، والتقى بالعاملين فيه.

«الشرق الأوسط» (العلا)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.