حث القطاع الخاص السعودي على إدراج فرص التأهيل الوظيفي في منصة حكومية

الدعوة للتركيز على العمل النوعي والقطاع الصناعي

مجلس الغرف السعودية يطالب القطاع الخاص بتوفير فرص التدريب على رأس العمل (تصوير: أحمد فتحي)
مجلس الغرف السعودية يطالب القطاع الخاص بتوفير فرص التدريب على رأس العمل (تصوير: أحمد فتحي)
TT

حث القطاع الخاص السعودي على إدراج فرص التأهيل الوظيفي في منصة حكومية

مجلس الغرف السعودية يطالب القطاع الخاص بتوفير فرص التدريب على رأس العمل (تصوير: أحمد فتحي)
مجلس الغرف السعودية يطالب القطاع الخاص بتوفير فرص التدريب على رأس العمل (تصوير: أحمد فتحي)

حث مجلس الغرف السعودية مؤخراً القطاع الخاص في المملكة، على إدراج فرص التدريب المتاحة لدى الشركات والمؤسسات والمصانع، في منصة إلكترونية حكومية، لتكون بمثابة الجامع لكل المتاح من فرص التأهيل الوظيفي لتدريب العاملين السعوديين.
وأشارت الغرف السعودية إلى توصية اللجنة التوجيهية لبرنامج «تمهير» لتأهيل خريجي الجامعات السعودية والمبتعثين، التي يترأسها وزير العمل والتنمية الاجتماعية، بتولي المجلس المتابعة والتسويق والنشر لبرنامج «تمهير»، بالإضافة إلى التنسيق مع المنشآت، وحثها على طرح فرص نوعية، والتركيـز على القطاع الصناعي.
ومعلوم أن «تمهير» برنامج صدر بأمر ملكي في عام 2016، بهدف إكساب خريجي الجامعات الخبرات والمهارات اللازمة المطلوبة لسوق العمل، من خلال التدريب العملي في مواقع العمل الفعلية، وفقاً لتخصصات الخريجين.
وتتراوح مدة البرنامج من ثلاثة إلى ستة أشهر، وذلك لتدريب الخريجين من الجامعات بشهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، لدى المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية والمنشآت المتميزة، لكي يتمكنوا من اكتساب الخبرات العملية والمهارات اللازمة لإعدادهم للعمل بدوام كامل.
وكان صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) قد كشف في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن انتهاء دراسته المتعلقة ببرنامج التدريب على رأس العمل (تمهير)، لإدراج شهادات أدنى من خلال برنامج «تمهير دبلوم»، الذي يستهدف الحاصلين على درجة الدبلوم، وبرنامج «تمهير إحلال» الذي يقتضي إحلال الموظفين السعوديين بدلاً من الوافدين، وفق مدة زمنية محددة.
وقال مدير عام الصندوق، الدكتور محمد بن أحمد السديري حينها، إن برنامج «تمهير دبلوم» يستهدف السعوديين والسعوديات خريجي تخصصات الدبلومات من المعاهد والكليات الفنية والصحية والإدارية، في حين يعنى «تمهير إحلال» بتصميم وتنفيذ خطة إحلال الموظف السعودي بدلاً من الوافد، وفق مدة زمنية محددة لنقل المهارات والمعارف والخبرات.
وأشار السديري إلى أن التوسع بإدراج برامج جديدة ضمن برنامج «تمهير»، يأتي لتغطية احتياجات القطاعات والأنشطة الاقتصادية من القوى الوطنية، وضخ مزيد من الفرص التدريبية أمام الكوادر البشرية.
وجاءت التحديثات الجديدة في البرنامج نتيجة النجاحات التي حققها في الفترة الماضية، بالإضافة إلى إسهام البرنامج في دعم توظيف المتدربين والمتدربات في منشآت القطاع الخاص، وإكسابهم المهارات والخبرات اللازمة التي يطلبها سوق العمل.
ويحصل المتدرب على شهادة معتمدة بعد إتمامه البرنامج التدريبي، تزيد من قابلية توظيفه في القطاع الخاص؛ حيث تتراوح مدة التدريب من 3 إلى 6 أشهر، كما يقدم الصندوق مكافأة مالية دعماً للمتدرب، مقدارها 3 آلاف ريال شهرياً، يقدمها «هدف» خلال فترة التدريب، مع تأمين ضد المخاطر للمتدربين.
وفي آخر يوم من العام الميلادي المنصرم 2019، أبرم صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» وبرنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية «يسر» في الرياض، مذكرة تعاون لتدريب ألف باحث عن عمل من حملة البكالوريوس فأعلى، على رأس العمل في عدد من الوزارات والجهات الحكومية، ضمن برنامج التدريب على رأس العمل (تمهير).


مقالات ذات صلة

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال المائدة المستديرة في الرياض (تصوير: مشعل القدير)

مائدة مستديرة في الرياض تشدد على ضرورة «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة»

شدد مختصون بالطاقة النظيفة على ضرورة تنويع مصادر الإمداد وتعزيز قدرات التصنيع المحلية لضمان أمن الطاقة على المدى الطويل وتقليل نقاط الضعف.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)

الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
TT

الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)

تعهدت الصين، يوم الخميس، بزيادة العجز في الموازنة، وإصدار مزيد من الديون، وتخفيف السياسة النقدية، للحفاظ على استقرار معدل النمو الاقتصادي، وذلك في ظل استعدادها لمزيد من التوترات التجارية مع الولايات المتحدة مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

جاءت هذه التصريحات في بيان إعلامي رسمي صادر عن اجتماع سنوي لتحديد جدول أعمال كبار قادة البلاد، المعروف بمؤتمر العمل الاقتصادي المركزي (CEWC)، الذي عُقد في 11 و12 ديسمبر (كانون الثاني)، وفق «رويترز».

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية بعد الاجتماع المغلق للجنة الاقتصادية المركزية: «لقد تعمق الأثر السلبي الناجم عن التغيرات في البيئة الخارجية». ويُعقد هذا الاجتماع في وقت يعاني فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم من صعوبات شديدة، نتيجة أزمة سوق العقارات الحادة، وارتفاع ديون الحكومات المحلية، وضعف الطلب المحلي. وتواجه صادراتها، التي تعد من بين النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد، تهديداً متزايداً بزيادة الرسوم الجمركية الأميركية.

وتتوافق تعهدات اللجنة الاقتصادية المركزية مع اللهجة التي تبناها أكثر تصريحات قادة الحزب الشيوعي تشاؤماً منذ أكثر من عقد، التي صدرت يوم الاثنين بعد اجتماع للمكتب السياسي، الهيئة العليا لصنع القرار.

وقال تشيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين في «بين بوينت أسيت مانجمنت»: «كانت الرسالة بشأن رفع العجز المالي وخفض أسعار الفائدة متوقعة». وأضاف: «الاتجاه واضح، لكنَّ حجم التحفيز هو ما يهم، وربما لن نكتشف ذلك إلا بعد إعلان الولايات المتحدة عن الرسوم الجمركية».

وأشار المكتب السياسي إلى أن بكين مستعدة لتنفيذ التحفيز اللازم لمواجهة تأثير أي زيادات في الرسوم الجمركية، مع تبني سياسة نقدية «مرنة بشكل مناسب» واستخدام أدوات مالية «أكثر استباقية»، بالإضافة إلى تكثيف «التعديلات غير التقليدية المضادة للدورة الاقتصادية».

وجاء في ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري تنفيذ سياسة مالية أكثر نشاطاً، وزيادة نسبة العجز المالي»، مع رفع إصدار الديون على المستوى المركزي والمحلي.

كما تعهد القادة بخفض متطلبات الاحتياطي المصرفي وبتخفيض أسعار الفائدة «في الوقت المناسب».

وأشار المحللون إلى أن هذا التحول في الرسائل يعكس استعداد الصين للدخول في مزيد من الديون، مع إعطاء الأولوية للنمو على المخاطر المالية، على الأقل في الأمد القريب.

وفي مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، تحدد بكين أهداف النمو الاقتصادي، والعجز المالي، وإصدار الديون والمتغيرات الأخرى للعام المقبل. ورغم أن الأهداف يجري الاتفاق عليها في الاجتماع، فإنها لن تُنشر رسمياً إلا في الاجتماع السنوي للبرلمان في مارس (آذار).

وأفادت «رويترز» الشهر الماضي بأن المستشارين الحكوميين أوصوا بأن تحافظ بكين على هدف النمو عند نحو 5 في المائة دون تغيير في العام المقبل.

وقال تقرير اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري الحفاظ على نموٍّ اقتصادي مستقر»، لكنه لم يحدد رقماً معيناً.

التهديدات الجمركية

وأثارت تهديدات ترمب بزيادة الرسوم الجمركية حالة من القلق في المجمع الصناعي الصيني، الذي يبيع سلعاً تزيد قيمتها على 400 مليار دولار سنوياً للولايات المتحدة. وقد بدأ كثير من المصنِّعين في نقل إنتاجهم إلى الخارج للتهرب من الرسوم الجمركية.

ويقول المصدِّرون إن زيادة الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تآكل الأرباح بشكل أكبر، مما سيضر بالوظائف، والاستثمار، والنمو. وقال المحللون إنها ستفاقم أيضاً فائض القدرة الإنتاجية في الصين والضغوط الانكماشية التي تولدها.

وتوقع استطلاع أجرته «رويترز» الشهر الماضي أن الصين ستنمو بنسبة 4.5 في المائة في العام المقبل، لكنَّ الاستطلاع أشار أيضاً إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤثر في النمو بما يصل إلى نقطة مئوية واحدة.

وفي وقت لاحق من هذا العام، نفَّذت بكين دفعة تحفيزية محدودة، حيث كشف البنك المركزي الصيني في سبتمبر (أيلول) عن إجراءات تيسيرية نقدية غير مسبوقة منذ الجائحة. كما أعلنت بكين في نوفمبر (تشرين الثاني) حزمة ديون بقيمة 10 تريليونات يوان (1.4 تريليون دولار) لتخفيف ضغوط تمويل الحكومات المحلية.

وتواجه الصين ضغوطاً انكماشية قوية، حيث يشعر المستهلكون بتراجع ثرواتهم بسبب انخفاض أسعار العقارات وضعف الرعاية الاجتماعية. ويشكل ضعف الطلب الأسري تهديداً رئيسياً للنمو.

ورغم التصريحات القوية من بكين طوال العام بشأن تعزيز الاستهلاك، فقد اقتصرت السياسات المعتمدة على خطة دعم لشراء السيارات والأجهزة المنزلية وبعض السلع الأخرى.

وذكر ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية أن هذه الخطة سيتم توسيعها، مع بذل الجهود لزيادة دخول الأسر. وقال التقرير: «يجب تعزيز الاستهلاك بقوة».