20 حفلاً غنائياً في ليلة رأس السنة بمصر

دياب والحلاني والحكمي وهيفاء وهبي في المقدمة

عاصي الحلاني يقدم مع ابنه حفلاً بالقاهرة
عاصي الحلاني يقدم مع ابنه حفلاً بالقاهرة
TT

20 حفلاً غنائياً في ليلة رأس السنة بمصر

عاصي الحلاني يقدم مع ابنه حفلاً بالقاهرة
عاصي الحلاني يقدم مع ابنه حفلاً بالقاهرة

ليلة صاخبة عاشتها مدينة القاهرة، في ليلة رأس السنة الجديدة مساء أول من أمس، حيث شهدت نحو 20 حفلاً غنائياً لمطربين مصريين وعرب، استمرت حتى ساعات الصباح الأولى.
ففي أحد المولات التجارية بمنطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة)، أحيا الفنان هشام عباس حفل العام الجديد، وهو أول حفل غنائي له بعد إطلاقه ألبومه الجديد «عامل ضجة» بعد فترة غياب دامت 9 سنوات، وأطل على جمهوره بأغنية «ما تبطليش» ثم قدم مجموعة من أشهر أغنياته.
وعقب الحفل قال عباس في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إنّ «غيابه الطويل عن جمهوره خلال السنوات التسع الماضية لن يتكرر مرة أخرى»، مؤكداً أنه «حارب خلال الفترة الماضية لطرح ألبومه، لكن الأحداث السياسية والاجتماعية التي مرت بها مصر وبعض البلدان العربية وقفت حائلاً أمامه». وأضاف: «عام 2020 سيكون مليئاً بالمفاجآت والأحداث الفنية بالنسبة لي، حيث سأعمل على طرح أغنيات (سينغل) كل شهرين أو ثلاثة، بالإضافة إلى التركيز على إحياء الحفلات الغنائية».
وفي أحد الفنادق الكبرى بمنطقة التجمع الخامس أيضاً، شاركت الفنانة اللبنانية مايا دياب، الفنان المصري محمد حماقي حفله، وقدمت مايا خلال وصلتها الغنائية مجموعة من أشهر أغنياتها بالإضافة إلى أغنية الفنانة الراحلة وردة الجزائرية الشهيرة «حرمت أحبك»، فيما قدم حماقي خلال فقرته أغنيته الجديدة «تعرف بحبك ليه» التي من المقرر أن تُطلق ضمن حملته الإعلانية الجديدة لصالح إحدى شركات الهواتف الذكية.
وفي وسط العاصمة المصرية، أحيا الفنان السعودي إبراهيم الحكمي حفله الغنائي الأول بالقاهرة بعد غياب عام كامل، في ليلة طرب سعودية شاركه فيها عدد من الأصوات الواعدة، وبدأ الحكمي الحفل بتقديم عدد من أغنياته الخليجية بالإضافة إلى أغنيته الشهيرة المصرية «يا زين يا ولد الزين»، أغنية تتر مسلسل «نسر الصعيد» بطولة الفنان محمد رمضان، كما قدم عددا من الأغنيات الشهيرة لكبار المطربين والمطربات العرب من بينها أغنية «نسم علينا الهوى» للفنانة فيروز.
وقال الحكمي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «أحب الغناء في مصر بشكل دائم، لأنّها تجمع الأهل والأحباء من كل بلدان الوطن العربي وخصوصاً الخليج، فليلة رأس السنة في مصر لها رونق خاص». مشيراً إلى أنّه «يجهز مجموعة من الأغاني المصرية والخليجية استعداداً لإطلاق ألبومه الجديد خلال الفترة المقبلة».
وأحيا الفنان حكيم ثلاث حفلات غنائية متنوعة في القاهرة، من بينهم حفل حمل عنوان «الليلة الشعبية» وشاركه فيه كل من الفنانة أمينة، والراقصة دينا، وقدم حكيم خلال الحفلات الثلاث مجموعة واحدة من أغنياته الشهيرة منها «السلام عليكو»، و«حلاوة روح» بجانب عدد من أغنيات ألبومه الجديد «الراجل الصح» الذي من المقرر طرحه كاملاً خلال شهر يناير (كانون الثاني).
وفي حفل آخر للأغنية الشعبية المصرية، أحيا المطربان أحمد شيبة ومحمود الليثي حفلاً بوسط القاهرة، وقدم شيبة خلال وصلته الغنائية مجموعة من أغنياته الشهيرة.
وفى أول حفل لها منذ سنوات بالقاهرة، أحيت الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، حفلاً غنائياً كبيراً بإحدى فنادق حي الزمالك الراقي (وسط القاهرة)، وأطلت على جمهورها بفستان أخضر، وقدمت خلال الحفل مجموعة من أشهر أغانيها.
وعلى بعد خطوات من حفل هيفاء وهبي، أحيا الفنان اللبناني عاصي الحلاني حفلاً غنائياً، وصعد الحلاني على نغمات أغنيته الجديدة «اضحكي» التي أطلقها منذ عدة أشهر، وقدم مجموعة من أشهر أغنياته اللبنانية الشهيرة، كما قدم الأغنية العراقية الشهيرة «يا طير»، وقبيل اختتام الحفل صعد نجله الوليد وقدم معه أغنيته الشهيرة «مالي صبر».
كما أحيت الفنانة اللبنانية نيكول سابا والفنان رامي عياش، حفلاً غنائياً كبيراً بأحد فنادق مدينة 6 أكتوبر (غرب القاهرة)، وحضر الحفل عدد من الفنانين المصريين من بينهم مصطفى خاطر والفنان محمد أنور، والفنان كريم عفيفي، ولاعب كرة القدم السابق محمد زيدان.
وبعيداً عن القاهرة، أحيا الفنان المصري عمرو دياب حفل رأس السنة بأحد المنتجعات السياحية بمدينة الغردقة، وصعد دياب للمسرح على نغمات أغنيته الشهيرة «الليلة» التي تفاعل معها الحاضرون بقوة.
واستكمل دياب وصلته الغنائية بتقديم عدد من أشهر أغنياته القديمة والحديثة. وفاجأ جمهوره بتقديم أغنيته الجديدة «سهران» التي من المقرر طرحها عبر المنصات الإلكترونية خلال الأيام القليلة المقبلة.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».