فراغ في رئاسة أعلى سلطة دينية إيرانية بعد وفاة كاني

علي موحدي كرماني هو الخيار الأول لتولي منصب رئاسة مجلس الخبراء

آية الله محمد رضا كاني (أ.ب)
آية الله محمد رضا كاني (أ.ب)
TT

فراغ في رئاسة أعلى سلطة دينية إيرانية بعد وفاة كاني

آية الله محمد رضا كاني (أ.ب)
آية الله محمد رضا كاني (أ.ب)

أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني الحداد يومين بعد وفاة رئيس مجلس الخبراء، أعلى سلطة دينية في إيران تشرف على أنشطة المرشد الأعلى، بعد غيبوبة استمرت عدة أشهر، كما أعلنت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية.
وتوفي آية الله محمد رضا مهدوي كاني، أمس، عن 83 عاما، نتيجة توقف القلب فيما كان في غيبوبة منذ نقله إلى المستشفى في 4 يونيو (حزيران) بسبب مشكلات في القلب. وخلفت وفاة رجل الدين فراغا في رأس أعلى هيئة دينية في النظام، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
واستبعد مسؤولون ومحللون، أن تثير وفاة آية الله محمد رضا مهدوي كني (83 عاما) التي أوردتها وسائل الإعلام الإيرانية أي تغيير مباشر في السياسة أو الصراع على السلطة.
ويعتقد بعض الخبراء أن ضمان الأغلبية في مجلس الخبراء إثر انتخاب أعضائه في أوائل عام 2016 سيساعد على تعزيز موقع مؤيدي الرئيس الحالي حسن روحاني الذي وجه إيران لخوض مفاوضات دقيقة مع الغرب بشأن برنامجها النووي.
وقال المحلل السياسي منصور مروي: «إذا تمكن التيار الواقعي والمعتدل من تأمين أغلبية في الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس الخبراء فمن الأكيد أن اليد الطولى في الساحة السياسية الإيرانية ستكون لهم»، حسب «رويترز».
وفي شهر مارس (آذار) الماضي، حذر رجل الدين المحافظ آية الله أحمد جنتي من خطة «للاستيلاء على مجلس الخبراء» عاكسا مخاوف لدى الموالين للمرشد الأعلى من احتمال خسارة قبضتهم على السلطة.
وفي حال تحققت هذه المخاوف فمن شأن هذا التطور أن يسبب خللا في توازن القوى الذي سعى خامنئي إلى ترسيخه في السنوات الـ25 الماضية.
ويسيطر علي خامنئي على القضاء وقوات الأمن والحرس الثوري ومجلس الخبراء الذي يشرف على القوانين ويختار مرشحي الانتخابات، فضلا عن وسائل الإعلام الرسمية والمؤسسات التي تسيطر على حصة كبيرة من الاقتصاد.
وقال المحللون إن رجل الدين البارز آية الله محمد هاشمي شهرودي سيستمر في منصبه كرئيس بالوكالة لمجلس الخبراء المؤلف من 86 رجل دين ينتخبهم الشعب كل 8 سنوات.
ويتولى آية الله محمد رضا مهدي كاني رئاسة مجلس الخبراء المؤلف من 86 من كبار رجال الدين، ودور المجلس مراقبة المرشد الأعلى وتعيين خليفته بعد وفاته. وتجعل هذه المهام من المجلس أحد أقوى المؤسسات داخل إيران، وإن كان يحرص على عدم المشاركة في الشؤون التنفيذية أو التشريعية اليومية للدولة.
يذكر أن أحمد خاتمي، العضو البارز بمجلس الخبراء، كان قد صرح في يوليو (تموز) 2014، بأنه: «إذا توفي أو استقال عضو بالمجلس، سيختار المجلس بديلاً له خلال الجلسة الأولى له في أعقاب الاستقالة أو الوفاة».
ويوحي هذا التصريح بأنه سيتم الإعلان عن خليفة مهدي كاني قريبًا.
من ناحية أخرى، قال حجة الإسلام حسين إبراهيم، عضو المجلس المركزي لجمعية رجال الدين المقاتلين، لوكالة أنباء العمال الإيرانيين (إلنا): «يجب أن يملك خليفة آية الله مهدي كاني شخصية وقدرات إدارية. اعتقد أن آية الله مهدي كاني اتخذ بالفعل إجراءات تخص خليفته». وأضاف: «أعتقد أن خيارات بديلة لا تخرج عن دائرة أعضاء مجلس الخبراء».
ومثلما توقع، فإن علي موحدي كرماني، ممثل علي خامنئي داخل الحرس الثوري ونائب مهدي كاني داخل مجلس الخبراء، يعد الخيار الأول لهذا المنصب بالنظر إلى أنه سبق وأن تولى بالفعل إدارة جلسات المجلس في غياب مهدي كاني.
ويمثل آية الله أكبر هاشمي رافسنجاني بديلاً آخر للمنصب، حيث تولى رئاسة مجلس الخبراء بين عامي 2007 و2011، ثم حل مهدي كاني محله. ونقلت عنه تصريحات تفيد بأن انسحابه من الترشح على رئاسة المجلس كان بهدف «تجنب حدوث انقسامات».
ويتوقع محللون أيضا أن يكون رجل الدين آية الله محمود هاشمي شاهرودي خيارًا آخر للمنصب. يذكر أنه يتولى حاليًا منصب القائم بأعمال رئيس مجلس الخبراء لحين انتخاب الرئيس القادم.
ويتحدر كاني من محافظة طهران، وبدأ في سن 17 دراساته الفقهية في قم (وسط)، حيث بات من اتباع الإمام روح الله الخميني ومعارضا لنظام الشاه، وتعرض للسجن والتعذيب عدة مرات. بعد الثورة الإسلامية تولى منصب وزير الداخلية بين 1979 و1981 ثم منصب رئيس الوزراء بالوكالة لعدة أشهر.
وخلف مهدوي كاني الرئيس السابق المحافظ المعتدل أكبر هاشمي رفسنجاني رئيسا لمجلس الخبراء، في مارس2011.
ولم يمارس المجلس - الذي أنشئ عام 1979 إثر قيام الجمهورية الإسلامية في إيران - صلاحياته في عزل المرشد الأعلى، لكنه تحول إلى ساحة محتملة للصراع بين الأحزاب المتنافسة في هيكل السلطة المعقد في إيران. وجدير بالذكر أن الجولة التالية لانتخاب مجلس الخبراء مقرر عقدها في أواخر 2015.



تضرر 30 % من الأراضي الزراعية في اليمن خلال عام

جانب من مشاركة اليمن في فعاليات قمة مؤتمر المناخ في باكو (سبأ)
جانب من مشاركة اليمن في فعاليات قمة مؤتمر المناخ في باكو (سبأ)
TT

تضرر 30 % من الأراضي الزراعية في اليمن خلال عام

جانب من مشاركة اليمن في فعاليات قمة مؤتمر المناخ في باكو (سبأ)
جانب من مشاركة اليمن في فعاليات قمة مؤتمر المناخ في باكو (سبأ)

أفاد وزير المياه والبيئة اليمني، توفيق الشرجبي، بأن بلاده خسرت 30 في المائة من الأراضي الزراعية خلال عام واحد بسبب الأمطار والسيول الجارفة، داعياً المجتمع الدولي إلى سد الفجوة التمويلية لمواجهة آثار المناخ.

تصريحات الوزير اليمني جاءت على هامش مؤتمر قمة المناخ الدولي في العاصمة الأذربيجانية باكو، في الجلسة رفيعة المستوى الخاصة ببناء الشبكات لتعزيز السلام والقدرة على الصمود في البيئات المعرضة لتغيُّر المناخ، التي نظمتها مؤسسة «أودي» العالمية.

وزير المياه والبيئة اليمني توفيق الشرجبي التقى في باكو مسؤولين باليونيسيف (سبأ)

وأكد الشرجبي أن بلاده عازمة على مواصلة جهودها مع دول العالم لمواجهة تداعيات تغيُّر المناخ، مشدداً على أهمية إيجاد حلول شاملة للأزمة المناخية تشمل الجميع، بوصف الانتقال العادل جزءاً من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ واتفاق باريس للمناخ.

وأشار إلى أن اليمن شهد 6 أعاصير في 6 سنوات، وقال إن السيول والفيضانات خلال عام واحد أثرت على 30 في المائة من الأراضي الزراعية في بلد يعتمد، إلى حد كبير، على الزراعة، وهو ما يجعله من أكثر البلدان تأثراً بالتغيرات المناخية.

وشدّد الوزير الشرجبي على أهمية تسهيل الوصول للتمويلات المناخية لأغراض التكيف في البلدان الأكثر تضرراً من المناخ التي باتت تواجه تهديدات وجودية بسبب الآثار المتفاقمة للتغيرات المناخية، والتي تتسبب في زيادة حدَّة النزاعات والصراعات، وتقويض الاستقرار العالمي.

ودعا وزير المياه والبيئة في الحكومة اليمنية المنظمات الدولية إلى التحرُّك لسد الفجوة التمويلية، من خلال تسهيل وزيادة التمويل المخصص للتكيف مع تغير المناخ، وتبسيط الإجراءات البيروقراطية، وبناء القدرات في الدول النامية، ودعم الخطط الوطنية للدول النامية والأقل نموّاً، ومساعدتها على التكيُّف والانتقال نحو الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر.

برنامج وطني

على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف، المُنعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو، أطلقت الحكومة اليمنية البرنامج الوطني لتمويل المناخ للفترة من 2025 وحتى 2030، والذي يهدف إلى تعزيز قدرة البلاد على التكيف مع التحديات المناخية المتزايدة.

وأكد عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، عبد الله العليمي، خلال فعالية خاصة ضمن أعمال مؤتمر المناخ، التزام القيادة السياسية والحكومة بتحقيق الأهداف المناخية رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها الحكومة في بلاده.

عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الله العليمي خلال مشاركته في قمة المناخ في باكو (سبأ)

وأوضح العليمي أن التغير المناخي يمثل تحدياً عالمياً، إلا أنه يُشكل تهديداً أكبر لليمن؛ إذ يعاني الشعب من تبعات الحرب التي أشعلها الحوثيون المدعومون من النظام الإيراني، ما أدّى إلى تدهور الموارد الحيوية، وزاد من هشاشة البلاد تجاه تأثيرات التغيرات المناخية.

في السياق نفسه، أكد توفيق الشرجبي أن اليمن يواجه تحديات بيئية متصاعدة بفعل التغيرات المناخية، مثل الجفاف المتكرر، وارتفاع درجات الحرارة، وزيادة منسوب مياه البحر، ما يؤثر سلباً على الموارد المائية والزراعة والبنية التحتية.

وأكد الشرجبي، أن البرنامج الذي جرى إطلاقه يهدف إلى استجابة شاملة للاحتياجات الوطنية في مجال تمويل المناخ، من خلال تعزيز القدرات الوطنية وتطوير البنية التحتية وتشجيع الاستثمارات الخضراء.

وشهدت فعالية إطلاق البرنامج مشاركة واسعة من جهات محلية ودولية، منها صندوق المناخ الأخضر، والبنك الدولي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إضافة إلى ممثلين من وزارة الزراعة والري والثروة السمكية في الحكومة اليمنية.

ونقل الإعلام الرسمي اليمني أن البرنامج الوطني المتعلق بالمناخ يأتي استجابة للظروف البيئية الصعبة التي واجهت البلاد خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك الجفاف والفيضانات والأعاصير، التي أسهمت في زيادة هشاشة البلاد تجاه تأثيرات المناخ.

كما يهدف البرنامج إلى دعم جهود اليمن في مواجهة التحديات المناخية، وتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية، بما يسهم في استقطاب استثمارات مناخية مستدامة.

تحذير دولي

في وقت سابق، وقَّعت 11 دولة على بيان يُحذر من آثار التغيرات المناخية على السلام والأمن في اليمن الذي يعاني نتيجة الحرب التي أشعلها الحوثيون بانقلابهم على السلطة الشرعية منذ عام 2014.

وأكد البيان، الذي وقّعت عليه فرنسا وبلجيكا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وجوب التعاون مع المجتمع الدولي في السعي إلى معالجة آثار تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وتعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية في اليمن بوصفه جزءاً من جهود المساعدات الإنسانية وبناء السلام الأوسع نطاقاً.

الوفد اليمني المشارك في قمة المناخ بالعاصمة الأذربيجانية باكو (سبأ)

وطالب البيان بضرورة تعزيز تنسيق الجهود العالمية لبناء القدرات المحلية على الصمود في مواجهة المخاطر المناخية وتعزيز إدارة الكوارث والاستجابة لها.

ومع تنبيه البيان إلى أهمية تنفيذ أنظمة الإنذار المبكر، وتحسين مراقبة موارد المياه الجوفية، دعا منظومة الأمم المتحدة إلى دعم جهود إيجاد أنظمة غذائية أكثر استدامة، واستخدام المياه والطاقة بكفاءة، فضلاً عن زيادة استخدام الطاقة المتجددة.

وذكر البيان أن الصراع المزمن في اليمن أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية وانهيار اقتصادي، وجعل أكثر من نصف السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وبحاجة إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، 75 في المائة منهم من النساء والأطفال.