«البرنامج السعودي لإعمار اليمن» يرسم خططه التنموية من عدن

رئيس الوزراء اليمني لدى اجتماعه مع وفد «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» في عدن أمس
رئيس الوزراء اليمني لدى اجتماعه مع وفد «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» في عدن أمس
TT

«البرنامج السعودي لإعمار اليمن» يرسم خططه التنموية من عدن

رئيس الوزراء اليمني لدى اجتماعه مع وفد «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» في عدن أمس
رئيس الوزراء اليمني لدى اجتماعه مع وفد «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» في عدن أمس

أجرى وفد عن «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» في عدن، أمس، محادثات مع رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك، استعرض فيها خططه التنموية لليمن.
وأكد رئيس الوزراء اليمني، أن زيارة الوفد السعودي إلى العاصمة المؤقتة عدن مهمة جداً ولها دلالات كبيرة لدى كل يمني، مبيناً أن السعودية كانت ولا تزال شريكاً لليمن في أوقات السلم والحرب.
وأوضح عبد الملك خلال لقائه، أمس، وفد «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» برئاسة المهندس حسن العطاس في قصر المعاشيق الرئاسي بعدن، أن المملكة وقفت مع اليمنيين عندما قرروا خوض معركتهم المصيرية ضد الانقلاب، و«عندما تحررت معظم المناطق وأصبحت تحت سيطرة الحكومة بدأ التفكير في إعطاء الناس أملاً حول كيف سيكون اليمن إذا ما استقر وعمّ السلام». وتطرق إلى اللقاء الذي جمع قبل عامين الرئيس هادي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، قائلاً إن ذلك اللقاء هدف لمناقشة دعم اليمن اقتصادياً، ووديعة الملياري دولار ومنحة المشتقات النفطية وغيرها. وأضاف: «هنا بدأت الفكرة والتنسيق حول دعم اليمن اقتصادياً وهو ما يعطي اليمن أملاً بالسلام والاستقرار مستقبلاً»، مشيراً إلى أن الوديعة السعودية لها دور كبير في دعم الاستقرار المالي وفتح الاعتمادات المستندية للسلع الأساسية التي وصلت إلى كل بيت في اليمن.
وشدد رئيس الوزراء على أن «الوديعة السعودية كانت سبباً في استقرار أسعار الصرف في بلد يشهد حرباً منذ خمس سنوات. ما زالت أرقام التضخم معقولة وهذا الغطاء من العملة الصعبة أسهم في استقرار السياسات النقدية والاقتصادية في اليمن بشكل عام». وأشار الدكتور معين إلى أن الوقت حان لتطبيق كل المشاريع والخطط التي نوقشت مع «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن»، وقال: «ناقشنا الكثير من الخطط والمشاريع، والآن جاء وقت التطبيق على الأرض، وزيارة بهذا الحجم سيكون لها أثر كبير لدى الشارع اليمني. اخترنا أفضل الكفاءات اليمنية في المؤسسات والوزارات وناقشنا الأولويات ليرى الناس أشياء ملموسة. البرنامج سيكون له دور كبير في كل المناطق التي تحررت حتى يعود اليمن لوضعه الاقتصادي الطبيعي، وعدن نقطة البداية للبرنامج كونها عاصمة مؤقتة ولها رمزية وتحتاج إلى الكثير، مثل المطار والنقل والمياه والكهرباء والصرف الصحي وغيرها». كما وعد رئيس الوزراء اليمني بتذليل الصعوبات كافة التي تعترض أعمال مشاريع البرنامج في اليمن، وتوفير كل الدعم لترى هذه المشاريع النور قريباً ويستفيد منها المواطن اليمني.
وكان وفد البرنامج السعودي قد التقى، أمس، ممثلين عن إدارة التعليم والنقل في عدن واستمع إلى شرح مفصل عن احتياجاتهم العاجلة وكيفية وضع الخطط المناسبة لتنفيذها خلال الفترة المقبلة. كما زار الوفد مستشفى عدن العام الذي قدمته السعودية هدية في عهد الملك فهد رحمه الله، وأُغلق بسبب الحرب والتدمير الذي طاله خلال الفترة السابقة.
وقال المهندس عصام حيدر مدير مشروع «مستشفى عدن العام» لـ«الشرق الأوسط» إن السعة الإجمالية للمستشفى 220 سريراً، فيما يتسع مركز القلب الذي أنشئ حديثاً بتمويل سعودي لـ50 سريراً. وأضاف: «المشروع سينتهي في نهاية مارس (آذار) 2020 إذا استمرت الأعمال من دون عراقيل».
ولفت حيدر إلى أن المستشفى افتُتح في عام 1994 وعمل حتى 2006 ثم توقف بسبب تعطل منظومة التكييف المركزي، وأشار إلى أن الحكومة السعودية قدمت منحة لإعادة تأهيله وقدمت دعماً آخر لإنشاء مركز القلب و«أعطيت سنة لإنجازه ونتمنى أن يتم ذلك في الوقت المقرر».
من جانبه، عبّر المهندس حسن العطاس رئيس وفد «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن»، عن سعادته لزيارة المستشفى الذي تموّله السعودية عبر الصندوق السعودي للتنمية، لافتاً إلى أن الأعمال شبه مكتملة وستنتهي خلال الشهرين المقبلين لتستفيد منه عدن والمحافظات المجاورة.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.