«الحرس الثوري» يحتجز سفينة قرب جزيرة أبو موسى في الخليج

بارجة تابعة لـ«الحرس الثوري» خلال مناورات ثلاثية بين روسيا والصين وإيران  في خليج عمان أول من أمس (تسنيم)
بارجة تابعة لـ«الحرس الثوري» خلال مناورات ثلاثية بين روسيا والصين وإيران في خليج عمان أول من أمس (تسنيم)
TT

«الحرس الثوري» يحتجز سفينة قرب جزيرة أبو موسى في الخليج

بارجة تابعة لـ«الحرس الثوري» خلال مناورات ثلاثية بين روسيا والصين وإيران  في خليج عمان أول من أمس (تسنيم)
بارجة تابعة لـ«الحرس الثوري» خلال مناورات ثلاثية بين روسيا والصين وإيران في خليج عمان أول من أمس (تسنيم)

أعلن «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، عن احتجاز سفينة في الخليج للاشتباه في تهريبها الوقود قرب جزيرة أبو موسى، وتحفظ على طاقمها المؤلف من 16 فرداً من ماليزيا، وقال المتحدث باسم «الحرس الثوري» رمضان شريف، إن المناورات الثلاثية بين روسيا والصين وإيران «أرعبت الدول التي تسعى وراء زعزعة أمن المنطقة»، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة.
وأفادت وكالة «أرنا» الرسمية، بأن السفينة كانت تحمل نحو مليون وثلاثمائة واثني عشر لتراً من الوقود. وقالت قائد المنطقة الخامسة في بحرية «الحرس الثوري» علي عظمايي، إن «طاقم السفينة الـ16 من ماليزيا»، مشيراً إلى أنها السفينة السادسة التي تحتجز من قواته بتهمة تهريب الوقود.
ولم يحدد تقرير الوكالة العلم الذي كانت ترفعه السفينة، أو محل تزويدها بالشحنة أو وجهتها.
وسبق أن احتجزت إيران عدداً من السفن، قائلة إنها تُستخدم في تهريب الوقود في الخليج.
وتعد جزيرة أبو موسي أكبر الجزر الإماراتية الثلاث، التي تحتلها إيران، في الخليج العربي.
وفي يوليو (تموز)، احتجزت القوات الإيرانية ناقلة بريطانية في الخليج. واحتجزت بريطانيا ناقلة إيرانية في يوليو قبالة ساحل جبل طارق. وأفرجت السلطات عنها بعدما تلقت تأكيدات كتابية رسمية من طهران بأن السفينة لن تفرغ حمولة 2.1 مليون برميل من النفط في سوريا. لكن في سبتمبر (أيلول) قالت بريطانيا إن الناقلة باعت الخام لسوريا في انتهاك لهذه التأكيدات. وتم إطلاق السفينة البريطانية في وقت لاحق.
وتتّهم الولايات المتحدة ودول غربية، إيران، بالوقوف خلف هجمات ضد ناقلات نفط وسفن في مياه الخليج قرب مضيق هرمز الاستراتيجي منذ مايو (أيار) الماضي، حين شدّدت واشنطن عقوباتها على قطاع النفط الإيراني الحيوي.
وتصاعدت التوترات بين إيران والولايات المتحدة، العام الماضي، مع انسحاب الرئيس دونالد ترمب، من الاتفاق النووي الموقع معها في 2015. لكن هذه التوترات بلغت مرحلة خطيرة مع الهجمات الأخيرة التي جاءت عقب تشديد العقوبات النفطية على طهران في مايو الماضي.
وسمح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في يونيو (حزيران)، بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، رداً على إسقاطها طائرة أميركية مسيّرة، قبل أن يتراجع في اللحظة الأخيرة.
وأخذ التوتر منعطفاً خطيراً في 14 سبتمبر (أيلول) حين اتهمت الدول الغربية والسعودية، طهران، بالوقوف وراء ضربات جوية استهدفت منشأتي نفط سعوديتين.
وبدأت إيران والصين وروسيا، الجمعة، تدريبات عسكرية بحرية مشتركة استمرت أربعة أيام في شمال المحيط الهندي وخليج عُمان.
وقال قائد الأسطول الإيراني الأدميرال غلام رضا طحاني، في خطاب بثّه التلفزيون الرسمي، إن من نتائج المناورات أنه لا يمكن فرض العزلة على إيران، و«هو المكسب الأهم لهذه المناورات»، لافتاً إلى أن «إجراء هذه المناورات يعني أن العلاقات بين الدول الثلاث إيران وروسيا والصين، بلغت مرحلة مهمة، وستستمر هذه الوتيرة خلال الأعوام المقبلة أيضاً». وأضاف أنّ «استضافة هذه القوى تظهر أن علاقاتنا قد وصلت إلى نقطة ذات مدلول وقد يكون لها تأثير دوليّ».
وقال متحدث باسم «الحرس الثوري» رمضان شريف، إن المناورات الثلاثية «أرعبت الدول التي تسعى وراء زعزعة أمن المنطقة»، وذلك في إشارة إلى الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن رسالة المناورات «تحمل رسالة أمن واطمئنان لدول المنطقة»، على حد ما نقلت وكالة «إيسنا» الحكومية.



إسرائيل تصنّف الضفة «ساحة رئيسية» للتهديدات

آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
TT

إسرائيل تصنّف الضفة «ساحة رئيسية» للتهديدات

آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

وسعت إسرائيل عمليتها في الضفة الغربية بعدما صنّفتها «ساحة رئيسية» في خريطة التهديدات. وبينما قتلت الغارات الإسرائيلية 3 فلسطينيين بينهم طفلان في قصف جوي، واصلت عمليتها البرية في شمال غزة وقالت إنها تقترب من «هزيمة (حماس)» هناك.

وقتل الجيش الإسرائيلي 3 فلسطينيين في قصف جوي في بلدة «طمون» شمال الضفة، بينهم آدم بشارات (24 عاماً)، الذي يعتقد أنه الهدف الرئيسي، والطفلان رضا بشارات (8 سنوات) وحمزة بشارات (10 سنوات) ما يرفع عدد من قتلهم الجيش منذ بدأ عملية واسعة في شمال الضفة إلى 6 فلسطينيين، وكان ذلك بعد مقتل 3 إسرائيليين في هجوم فلسطيني قرب قلقيلية يوم الاثنين الماضي. وقتلت إسرائيل 3 فلسطينيين آخرين، يوم الثلاثاء، في طمون وقرب نابلس.

مشيعون يحملون جثمان جعفر دبابسة (40 عاماً) خلال جنازته في قرية طلوزة بالقرب من مدينة نابلس الثلاثاء (إ.ب.أ)

وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن طائرة تابعة لسلاح الجو هاجمت «خلية إرهابية» شمال الضفة، لكن بعد اكتشاف مقتل طفلين في القصف، قال الجيش إنه فتح تحقيقاً حول الأمر.

وقال الجيش في بيانه إن «الغارة جاءت بعد رصد إرهابي يقوم بزرع عبوات ناسفة في منطقة تنشط فيها قوات الأمن».

وبحسب مصادر عسكرية فإن التحقيق «يشمل إعادة النظر في تحديد أهداف الغارة، والتأكد من عدم وجود أخطاء في عملية الاستهداف».

ساحة رئيسية

التصعيد في الضفة جاء بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه صادق على زيادة العمليات الدفاعية والهجومية في الضفة الغربية، رداً على عملية قلقيلية.

وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الضفة الغربية أصبحت «ساحة رئيسية» في خريطة التهديدات الإسرائيلية.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن كاتس قوله في لقاء جمعه مع قادة ورؤساء المستوطنين ومجالسهم في الضفة، إن «يهودا والسامرة (الضفة الغربية) أصبحت ساحة مركزية في خريطة التهديدات لإسرائيل ونحن نستعد للرد وفقاً لذلك».

وأضاف: «إننا نرى تهديدات متزايدة للمستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، ونحن نستعد مع الجيش الإسرائيلي لتقديم الرد القوي اللازم لمنع وقوع أحداث مثل 7 أكتوبر (تشرين الأول) هنا».

قوة إسرائيلية خلال غارة على مخيم الفرا للاجئين قرب مدينة طوباس بالضفة الغربية الثلاثاء (د.ب.أ)

وذكر مكتب كاتس أنه أبلغ رؤساء السلطات بالخطوات الفورية التي وجه الجيش الإسرائيلي باتخاذها لتعزيز الأمن في المنطقة، بما في ذلك زيادة النشاط العسكري، وتنفيذ إجراءات مضادة واسعة النطاق في البلدات وتعزيز إنفاذ القانون على طول طرق المرور، والتزام الجهاز الأمني بتوسيع العمليات العملياتية في كل ساحة يتم فيها تنفيذ هذه العمليات.

ضغط بموازاة المفاوضات

وبينما قرر الجيش التصعيد في الضفة الغربية، وأنه حولها إلى ساحة تهديد رئيسية، واصلت القوات الإسرائيلية عمليتها البرية في قطاع غزة، في الشمال والوسط والجنوب.

وتعهد رئيس الأركان هيرتسي هاليفي بمواصلة القتال في غزة، حتى تصل حماس إلى «نقطة تفهم فيها أن عليها إعادة جميع المختطفين».

وقالت «القناة 12» الإسرائيلية إن الجيش يواصل عمليته في شمال قطاع غزة بالتوازي مع المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق، وقام بتعميق نشاطه في مناطق مختلفة في الأيام الأخيرة بينها بيت حانون، وهي المنطقة التي تدور فيها المعارك الأعنف في قطاع غزة خلال هذه الفترة.

وقالت القناة إن «القوات في المراحل النهائية لتطهير شمال قطاع غزة من الإرهابيين».

ونقلت القناة العبرية أن «الشعور السائد لدى الجنود أن (حماس) قد تنازلت عن شمال القطاع». وزعموا أن انخفاضاً كبيراً في الاحتكاك حدث في جباليا وبيت لاهيا وأن «العديد من المسلحين يفرون إلى الجنوب بأعداد غير مسبوقة».

لكن الجيش الإسرائيلي أعلن مراراً خلال حربه على غزة سيطرته على شمال القطاع، قبل أن يعود المسلحون الفلسطينيون لمفاجأته بعمليات وإطلاق صواريخ تجاه المستوطنات.

صاروخ اعترضه الدفاع الجوي الإسرائيلي يوم الأربعاء فوق بيت حانون بقطاع غزة (رويترز)

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن «المعارك مستمرة، وما يجري (من تحريك للمسلحين) هو تكتيك». وأضافت أن طبيعة المعارك تفرض «قاعدة الكر والفر» في العمل الميداني.

ويواجه الجيش الإسرائيلي معارك عنيفة في شمال غزة، إذ أعلن، الثلاثاء، عن مقتل المزيد من جنوده في المعارك الدائرة هناك. وإلى جانب المعركة في الشمال، واصلت إسرائيل قصف مناطق في القطاع في مدينة غزة، وخان يونس، وقتلت 15 فلسطينياً على الأقل، الأربعاء.

وقالت وزارة الصحة، إن حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ارتفع إلى 45.936 و 109.274 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023.