عام 2019: انطلاق شبكات الجيل الخامس وتقنيات وأجهزة متميزة

تطورات كبيرة في تصاميم الهواتف الجوالة وانتشار خدمات بث عروض الفيديو والألعاب الإلكترونية... و35 ألف هجوم إلكتروني يومياً على منطقة الشرق الأوسط

يسمح فيلم «بلاك ميرور باندرسناتش» من «نتفليكس» بالتحكم بمجريات الأحداث
يسمح فيلم «بلاك ميرور باندرسناتش» من «نتفليكس» بالتحكم بمجريات الأحداث
TT

عام 2019: انطلاق شبكات الجيل الخامس وتقنيات وأجهزة متميزة

يسمح فيلم «بلاك ميرور باندرسناتش» من «نتفليكس» بالتحكم بمجريات الأحداث
يسمح فيلم «بلاك ميرور باندرسناتش» من «نتفليكس» بالتحكم بمجريات الأحداث

شهد عام 2019 كثيراً من التقنيات والأجهزة المميزة والمبتكرة التي تتنافس على إعجاب المستخدمين بها، ومنها هواتف جوالة وكومبيوترات محمولة من «أبل» و«سامسونغ» و«هواوي» و«غوغل»، إلى جانب ظهور الكثير من التهديدات والاختراقات الأمنية في المنطقة العربية وللشبكات الاجتماعية.
- هواتف ذكية وأجهزة محمولة
> نقلة ثورية من «سامسونغ». طرحت «سامسونغ» هذا العام أول هاتف رائد تنثني شاشته، من طراز «غالاكسي فولد»، والذي يعتبر نقلة ثورية في عالم تصاميم الهواتف الجوالة، إلى جانب مواصفاته التقنية المتقدمة. وبالحديث عن «سامسونغ»، أطلقت الشركة هاتفيها المتقدمين «غالاكسي نوت1» و«غالاكسي إس10» بإصدارات مختلفة وفقاً لقطر الشاشة. ولاقى الهاتفان ترحيباً كبيراً من المستخدمين بسبب الابتكارات التي يقدمها الهاتفان في التصاميم الأنيقة، ويمكن اعتبار «غالاكسي نوت10+» أفضل هاتف أطلق في عام 2019 والأكثر تكاملاً في المزايا.
> «مايكروسوفت» كشفت عن هاتف بشاشة مزدوجة اسمه Surface Duo يقدم مزايا متقدمة، إلى جانب تقديم كومبيوتر Surface Studio 2 المكتبي للمصممين والفنانين والمبدعين.
> إبداعات «هواوي». ومن أبرز ما حدث في قطاع الهواتف الذكية القرار الأميركي بمقاطعة شركة «هواوي» الصينية وإجبار الشركات التقنية الأميركية على عدم التعامل معها وتقديم البرامج أو العتاد لها، والتي تشمل «غوغل» و«مايكروسوفت» و«إنتل» و«كوالكوم» و«فيسبوك» و«تويتر»، وغيرها من الشركات الأميركية. وأثر هذا الأمر بعض الشيء على خطط «هواوي» لإطلاق أجهزتها الجديدة، وخصوصاً هاتف «مايت 30 برو» وهاتفها الذي تنثني شاشته «مايت إكس». ولا يزال هذا الأمر معلقاً بأيدي السياسيين إلى حين اتفاق الصين والولايات المتحدة الأميركية على حل يرضي جميع الأطراف.
وبالحديث عن «هواوي»، استطاعت الشركة إطلاق هاتف «بي 30 برو» بمزاياه التصويرية المتقدمة والقدرات العالية على التقريب، وذلك قبل بدء مقاطعة الشركات الأميركية لمنتجاتها، مع قدرته على تسجيل عروض الفيديو من منظورين بالتزامن.
> هواتف «أبل». من جهتها أطلقت «أبل» سلسلة هواتف «آيفون 11» التي تعاني من مشاكل في برمجة نظام التشغيل وتسجيل بيانات موقع المستخدم دون إذنه وإرسالها إلى أجهزة الشركة، إلى جانب توقف المكالمات عن العمل، وفقدان أرقام دفتر العناوين بعد الترقية إلى أحد إصدارات النظام، وتشغيل مساعد «سيري» للمكالمات الهاتفية على السماعة الكبيرة دون موافقة المستخدم، وعدم قدرة تطبيق البريد الإلكتروني على إرسال الرسائل وعدم تنبيه المستخدم بورود رسائل جديدة، وعدم عرض اسم أو معلومات الجهة التي أرسلت رسالة إلى المستخدم، وعدم عرض التنبيهات الخاصة بالمواعيد أو عرض تواريخ وتواقيت خاطئة، واستنزاف غير طبيعي للبطارية، وعدم القدرة على الاتصال بمتجر التطبيقات، وغيرها من المشاكل الأخرى. وأطلقت الشركة في هذا العام أيضاً أجهزتها اللوحية «آيباد ميني 5» و«آيباد إير 10.5» والجيل السابع من أجهزة «آيباد».
- كاميرات وساعات
> كاميرات هاتفية متطورة. وشهد العام الماضي إطلاق تصاميم مبتكرة لكاميرات الهواتف الجوالة، منها المنبثقة من داخل الهاتف، وأخرى تعمل من خلف زجاج الشاشة، وأخرى تنقلب من الخلف إلى الأمام عند الطلب، وهي تصاميم تهدف إلى إيجاد المزيد من المساحة الأمامية للشاشة وجعل تجربة الاستخدام أكثر انغماساً. ونذكر منها هواتف Samsung Galaxy A80 وHuawei Y9 Prime وHuawei Y9s وOnePlus 7 Pro وXiaomi Mi Mix 3 وOppo Reno 10X Zoom وOppo Find X وOppo F11 Pro وVivo V15 Pro وLenovo Z5 Pro وRealme X وAsus Zenfone 6. وأطلقت «نوكيا» هاتف «نوكيا 9» الذي يعتبر أول هاتف ذكي بـ6 كاميرات، لكن الشركة لم تطلق المزيد من الهواتف الرائدة خلال العام الحالي، واكتفت بالتركيز على الهواتف المتوسطة.
> ساعات ذكية. وبالنسبة للساعات الذكية، فأصبحت أكثر أناقة وكفاءة، ويمكن اعتبارها أكثر نضجاً وتجاوزت مرحلة الاختبار والتجربة. وأطلقت «أبل» إصداراً جديداً منها يستطيع قراءة معدل نبضات القلب والتعرف على وقوع المستخدم وإبلاغ طرف ما بذلك عند الضرورة. وأطلقت «سامسونغ» ساعتها الذكية «غالاكسي ووتش آكتيف 2» المتقدمة وذات التصميم الأنيق، بينما أطلقت «هواوي» ساعتها «جي تي 2» ذات التصميم الجميل والعمر المطول للبطارية.
> كما انتشرت سماعات الأذن اللاسلكية الذكية خفيفة الوزن التي تدعم تقنيات إلغاء الضجيج من حول المستخدم، من بينها Samsung Galaxy Buds وHuawei Freebuds 3 وSony WF - 1000XM3 وApple Airpods Pro، وغيرها. وتقدم هذه السماعات جودة صوتية عالية وتدعم المساعدات الشخصية والتفاعل مع المستخدم باللمس.
- اتصالات سريعة
> الجيل الخامس للاتصالات. ولاحظنا كذلك انطلاق شبكات الجيل الخامس في بعض الدول، من بينها دول عربية، وانطلاق هواتف الجيل الخامس معها، سواء كانت هواتف متقدمة أو من الفئة المتوسطة؛ الأمر الذي يبشر بانتشار كبير لها خلال العام المقبل.
ومن تلك الهواتف Samsung Galaxy S10 5G وSamsung Galaxy Note10 Plus 5G وOnePlus Pro 5G وMoto Z4 وHuawei Mate 20 X 5G وLG V50 ThinQ وXiaomi Mi Mix 3 5G وOppo Reno 5G وSamsung Galaxy A90 وZTE Axon 10 Pro 5G وXiaomi Mi Mix 4 وXiaomi Mi 9 Pro.
- أحداث تقنية
> «تويتر» و«فيسبوك». من أخبار هذا العام التقنية نذكر اختراق حساب «جاك دورسي»، مؤسس شبكة «تويتر» لمدة 10 دقائق ونشر تغريدات عنصرية؛ وذلك بالتسلل إلى شبكة هاتفه الجوال. وعملت «فيسبوك» على التحضير لإطلاق عملتها العالمية الجديدة «ليبرا» في عام 2020.
> انتشر تطبيق «تيك توك» TikTok لتصوير عروض الفيديو القصيرة عبر الهاتف بشكل كبير في المنطقة العربية، وذلك بسبب وجود مستويات تفاعل مرتفعة بين قاعدة مستخدميه، وتقديمه مجموعة واسعة من الأدوات التي تشمل الفلاتر المختلفة والملصقات والخيارات الموسيقية والمؤثرات الخاصة للسماح للمستخدمين بصنع عروض فيديو متقنة ومسلية مباشرة من هواتفهم الذكية.
> أطلقت «غوغل» مساعدها الشخصي في مصر والإمارات في شهر أبريل (نيسان) الماضي، وألحقت ذلك بـ15 دولة عربية جديدة في شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، هي الإمارات، والكويت، والبحرين، وعمان، وقطر، واليمن، والعراق، وفلسطين، والأردن، ولبنان، والمغرب، وتونس، والجزائر، وليبيا، وموريتانيا، ليكون هذا المساعد الأكبر من نوعه من حيث دعم اللغة العربية. وأطلقت الشركة كذلك خدمتي «يوتيوب بريميوم» YouTube Premium و«يوتيوب ميوزيك» YouTube Music في مجموعة جديدة من البلدان لتصبح متاحة في السعودية، والإمارات، والكويت، والبحرين، وعُمان، ولبنان. وتقدم الخدمتان الكثير من عروض الفيديو والمسلسلات الخاصة بـ«يوتيوب بريميوم» ومكتبة موسيقية ضخمة لمحبي الاستماع إليها أثناء التنقل.
> بدأت شبكات «واي فاي 6» بالعمل على الموجهات الجديدة التي تُعزّز الاتصالات المتعددة، والتي تصل سرعات اتصالها إلى 14 غيغابت في الثانية (نحو 1750 ميغابايت في الثانية)، وهي تتعامل مع الشبكات اللاسلكية المزدحمة بشكل أكثر فاعلية مقارنة بشبكات الجيل السابق من خلال استخدام مزيد من النطاق الترددي للتمييز بين الأجهزة الكثيرة المتصلة.
> أطلقت «نتفليكس» فيلم Black Mirror: Bandersnatch التفاعلي الذي يسمح للمستخدم باختيار مجريات المغامرة والتحكم بمجرياته من خلال خيارات تظهر على الشاشة تؤدي إلى تغيير في مجريات القصة. ويمهّد هذا الفيلم الطريق أمام سبل جديدة مقبلة حتماً للاستمتاع بعرض الفيديو وترسيخ منصات البث عبر الإنترنت كوسيلة مبتكرة لتقديم محتوى لا يستطيع تلفزيون بث الأقمار الصناعية تقديمه، ووسط جديد لا يمكن قرصنته. ويُسهم هذا النوع من العروض بترسيخ مكانة الشركة في قطاع الترفيه وتقديم محتوى مبتكر يسمح للمستخدمين بالاستمتاع أكثر لدى معاودة مشاهدة الفيلم وتجربة قصص مختلفة في كل مرة، وهي ميزة غير موجودة في عروض البث التقليدية عبر الأقمار الصناعية.
> وفي بث الترفيه، بدأت شركات كثيرة بالدخول في هذا القطاع في محاولة لكسب حصة سوقية، ومنها Disney+ وApple TV+، لكنها لا تزال تعاني من شح في المحتوى (المشترك أو الحصري) من حيث الكم والجودة (Apple TV+)، أو عدم وفرة الكثير من العروض الجديدة (Disney+).
> فاجأت «أبل»، الجميع بإطلاق كومبيوتر «ماك برو» المكتبي بتصميم غير جميل ويشابه أدوات الطهي، إلى جانب تقديم حامل معدني للشاشة (وليس شاشة) بسعر 999 دولاراً، وإطلاق الشاشة بسعر 4999 دولاراً (من دون الحامل المعدني لها)، بينما يبدأ سعر الكومبيوتر من 5999 دولاراً، ليبدأ سعر المجموعة من نحو 12 ألف دولار! كما غيرت الشركة من أسماء نظم تشغيلها للأجهزة المختلفة لتطلق نظام «آي أو إس 13» لهاتف «آيفون، و«ووتش أو إس 6» لساعات «أبل ووتش»، و«آيباد أو إس» لأجهزة «آيباد» اللوحية، و«تي في أو إس 6» لأجهزة «أبل تي في» و«ماك أو إس كاتالينا» لكومبيوتراتها الشخصية والمحمولة. كما أوقفت الشركة التعامل مع أجهزتها عبر برنامج «آيتونز» الكبير والثقيل على موارد الكومبيوتر الذي كان محور التفاعل مع أجهزتها منذ عام 2008، ووزعت الوظائف على تطبيقات منفصلة متخصصة للموسيقى وعروض الفيديو والمسلسلات، وغيرها.
- الألعاب الإلكترونية
وعلى صعيد الألعاب الإلكترونية، شهد عام 2019 انطلاق خدمة «غوغل ستاديا» Google Stadia للألعاب السحابية التي تعد بتقديم أعلى مستويات الرسومات والأداء للألعاب على أي جهاز محمول بغض النظر عن مواصفاته، وذلك بتشغيل الألعاب المتقدمة على أجهزة خادمة فائقة الأداء ونقل الصوت والصورة إلى جهاز المستخدم على شكل بث رقمي مباشر، ليتحكم المستخدم في عالم اللعبة من خلال جهازه، ومن ثم نقل تلك الأوامر إلى أجهزة «غوغل» ومعالجتها وعرض نتيجة ذلك على شكل بث لجهازه.
هذه الخدمة متوافرة حالياً في عدد محدود من البلدان وتتطلب اتصالاً عالي السرعة بالإنترنت للحصول على النتائج المرجوة، ولا يمكن الحكم عليها قبل مرور 6 إلى 12 شهراً لحل أي تحديات تقنية قد تكون موجودة، لكنها بداية لعصر اللعب عبر الإنترنت. وتجدر الإشارة إلى أن شركات «مايكروسوفت» و«سوني» و«إنفيديا» تقدم حلولاً مشابهة.
وأطلقت «أبل» خدمة الألعاب المدفوعة Apple Arcade، لكنها لا تزال تعاني من شح في المحتوى الحصري من حيث الكم والجودة. من جهتها، أطلقت «نينتندو» مجموعة «لابو» لتعريف الأطفال على الواقع الافتراضي عبر جهاز «نينتندو سويتش» من خلال تركيب مشاريع بناء من الورق المقوى، وتعد بتجربة واقع افتراضي بسيطة وسهلة المشاركة للصغار وجميع أفراد العائلة.
- الأمن الرقمي
وقدّم عام 2019 علامة فارقة في الأمن الرقمي، حيث انتشرت تقنيات الفيديوهات المزيفة أو تلك التي تعرف بالتزييف العميق Deep Fake التي تسمح باستخدام صورة لشخص ما ووضعها مكان رأس شخص آخر ومحاكاة شكله وسلوك تحدثه بشكل احترافي من خلال تقنيات تعلم الآلة والذكاء الصناعي. ونجم عن ذلك انتحال الكثير من الشخصيات، وخصوصاً المشاهير الذين تم وضعهم في مواد إباحية، والسياسيين الذين يشارفون على البدء في حملاتهم الانتخابية بالولايات المتحدة، إلى جانب تزوير أقوال الكثير من الشخصيات المعروفة ونشرها في الإنترنت دون علم أصحابها بذلك. وانتشر كذلك تطبيق «فيس آب» الذي يغير من ملاحه وجه المستخدم بعد تصويره على الهاتف الجوال ويجعله يظهر أصغر أو أكبر عمراً. لكن الكثير اشتكوا من أن التطبيق يرسل بيانات المستخدمين إلى شركة روسية، بما في ذلك الصور المخزنة في هواتفهم أو في خدمات التخزين السحابية.
من جهتها، أكدت شركة «كاسبرسكي لاب» المختصة في الأمن الإلكتروني على أن المنطقة العربية تتعرض لنحو 1.6 مليون هجوم إلكتروني يومياً، رُبعها جديد، بزيادة قدرها 8.2 في المائة عن الربع الأول من عام 2018. واجتذبت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا حصة كبيرة من هجمات البرمجيات الخبيثة التي تستهدف الهواتف الجوالة بسبب اشتمال المنطقة على واحد من أعلى معدلات انتشار الهواتف الجوالة في العالم. وتجاوز عدد الهجمات بالبرمجيات الخبيثة على الهواتف الجوالة في المنطقة خلال الربع الأول من العام الحالي 368 ألف هجوم، بمعدل 4.098 هجوماً في اليوم، وبارتفاع قدره 17 في المائة مقارنة بالربع الأول من العام الماضي.
وواجهت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا خلال الربع الأول من 2019 هجمات مستمرة في مجالات تشمل البرمجيات الخبيثة الخاصة بتعدين العملات الرقمية التي بلغت 3.16 مليون هجوم، بمعدل يومي قدره 35 ألف هجوم، وزيادة بنسبة 146 في المائة عن الربع الأول من 2018، وبلع معدل هجمات التصيد 5.83 مليون هجوم بمعدل يومي قدره 64 ألف هجوم، وزيادة بنسبة 334 في المائة عن الربع الأول من 2018، بالإضافة إلى هجمات طلب الفدية التي بلغ عددها 193 ألف هجوم، بمعدل يومي قدره 2.1 ألف هجوم، وانخفاض بنسبة 18 في المائة عن الربع الأول من 2018. وشهدت السعودية 1.6 مليون هجوم تصيد في الربع الأول من العام الحالي، و38 مليون هجوم خبيث، وأكثر من 70 ألف هجوم عبر الهواتف الجوالة. بينما شهدت الإمارات 1.1 مليون هجوم تصيد، و23 مليون هجوم خبيث، وأكثر من 52 ألف هجوم عبر الهواتف الجوالة. أما مصر، فشهدت 600 ألف هجوم تصيد، و19 مليون هجوم خبيث، وأكثر من 86 ألف هجوم عبر الهواتف الجوالة.


مقالات ذات صلة

«تعفن الدماغ»... ما علاقته باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل؟

صحتك قضاء ساعات طويلة في تصفح الإنترنت قد يصيبك بـ«تعفن الدماغ» (رويترز)

«تعفن الدماغ»... ما علاقته باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل؟

تُعرف «أكسفورد» تعفن الدماغ بأنه «التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص»

ماري وجدي (القاهرة)
يوميات الشرق التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص في العصر الحديث يحدث نتيجة الإفراط في استهلاك الإنترنت وفقاً لـ«أكسفورد» (أ.ب)

«تعفن الدماغ»... كلمة عام 2024 من جامعة أكسفورد

اختيرت كلمة «تعفن الدماغ» لتكون كلمة عام 2024 في «أكسفورد».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

 بدأ إصلاح كابل اتصالات بحري متضرر بين هلسنكي وميناء روستوك الألماني في بحر البلطيق، الاثنين.  

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
المشرق العربي أطفال انفصلوا عن شقيقهم بعد فراره من شمال غزة ينظرون إلى صورته على هاتف جوال (رويترز)

انقطاع كامل للإنترنت في شمال غزة

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، اليوم (السبت)، عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت في محافظة شمال قطاع غزة، بسبب «عدوان الاحتلال المتواصل».

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق حبُّ براد بيت سهَّل الوقوع في الفخ (رويترز)

«براد بيت زائف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين «مكتئبتين»

أوقفت الشرطة الإسبانية 5 أشخاص لاستحصالهم على 325 ألف يورو من امرأتين «ضعيفتين ومكتئبتين»... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».