مقتل متظاهر في ساحة الوثبة ببغداد... ووقف الإنتاج في حقل نفطي بالناصرية

مفوضية حقوق الإنسان: تسلمنا شكاوى باختطاف 68 متظاهراً أُطلق منهم 12 فقط

متطوع يقدم الطعام للمتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد أمس (أ.ف.ب)
متطوع يقدم الطعام للمتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل متظاهر في ساحة الوثبة ببغداد... ووقف الإنتاج في حقل نفطي بالناصرية

متطوع يقدم الطعام للمتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد أمس (أ.ف.ب)
متطوع يقدم الطعام للمتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد أمس (أ.ف.ب)

أسفرت المناوشات المتواصلة بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين في ساحة الوثبة وسط بغداد الليلة قبل الماضية، عن مقتل الناشط مرتضى محمد الزبيدي نتيجة إطلاق النار العشوائي التي قامت به قوات الشغب.
وفيما لم تصدر عن القوات الأمنية إيضاحات حول الحادث، يؤكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» مقتل متظاهر آخر في نفس الوقت «مجهول الهوية» لعدم حمله بطاقة أحوال أو أي وثائق ثبوتية أخرى تؤكد هويته، وهو ما لم تؤكده مصادر مستقلة.
بدوره، أعلن عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي، عن قيام السلطات الحكومية بإطلاق «سراح غالبية المعتقلين بسبب المظاهرات ويبلغ عددهم 2700 متظاهر اعتقلوا منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي». وذكر البياتي في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن «ما تبقى وعدد نحو 100 معتقل ما زالوا قيد التحقيق وهنالك جهود مكثفة لإطلاق سراحهم». وأكد البياتي «عدم إحالة أي متظاهر استناداً إلى مواد قانون مكافحة الإرهاب كما أُشيع».
وبشأن إعداد المختطفين الذين باتت قضيتهم تحظى باهتمام استثنائي من جماعات الحراك والرأي العام المحلي، كشف البياتي عن تسلم مفوضية حقوق الإنسان «شكاوى باختطاف 68 متظاهراً على يد جهات مجهولة، أُطلق سراح أو تم تحرير 12 منهم من قِبل الجهات الحكومية». وسبق أن أعلن البياتي عن اغتيال 29 ناشطاً على يد جماعات مجهولة.
وفيما أعلن العضو الآخر في مفوضية حقوق الإنسان فاضل الغراوي، عن رصد المفوضية «ارتفاعاً في عمليات الاغتيال والاستهداف للمواطنين بسبب هشاشة الوضع الأمني»، أطلق ناشطون أمس، حملة للكشف عن مصير المحامي علي جاسب حطاب، الذي مضى أكثر من شهرين على اختطافه، دون معرفة أي تفاصيل عنه سواء أكان حياً أم ميتاً.
واختُطف حطاب في الثامن من أكتوبر الماضي، دون أن يعرف أهله أي شيء عن مصيره. ووثقت كاميرا مراقبة في حينه لحظة اختطاف المحامي في محافظة ميسان الجنوبية من قبل ملثمين مجهولين بعد استدراجه من قبل امرأة.
من جهة أخرى، أصدر حملة الشهادات العليا في العراق، أمس، بياناً اتهموا فيه «الأحزاب المتنفذة» باستغلال القرار 373 المتضمن استثنائهم من الشروط والضوابط بشأن التعيين، وقرروا الإعلان عن اعتصام مفتوح خلال الأيام المقبلة. وجاء في البيان «نحن حملة الشهادات العليا في العراق (دبلوم عالي، ماجستير، دكتوراه) منذ ستة سنوات نطالب ونناشد الحكومة لوضع الحلول لقضيتنا، لم نرَ من المسؤولين وأصحاب القرار إلا التسويف والمماطلة، بل عملوا على تفريق تجمعات حملة الشهادات العليا، بإغراء الممثلين والمنسقين بالتعيين، لتشتيت حملة الشهادات العليا».
وقرر حملة الشهادات العليا بحسب البيان «إقامة دعوى قضائية بسبب عدم الإنصاف ما بين شرائح الفئة الواحدة بالتعيين التي كفلها الدستور من قبل القائمين على هذا الملف، وتهميش بقية حملة الشهادات العليا، والإعلان عن اعتصام مفتوح خلال الأيام المقبلة».
وفي محافظة ذي قار الجنوبية، أصدرت قيادة الشرطة، أمس، أمراً بتشكيل لجنة عليا للتحقيق بـ«مجزرة الناصرية» التي طالت المتظاهرين نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وذهب ضحيتها 32 قتيلاً وأكثر من 220 جريحاً. وقالت الشرطة في بيان إن قائدها العميد الحقوقي ريسان كاصد الإبراهيمي «التقى عوائل الشهداء (السبت)، واستمع إلى طلباتهم التي تركزت حول ضرورة إلقاء القبض على المتورطين من المتهمين في حوادث المظاهرات». وأمر قائد الشرطة وعلى الفور بـ«تشكيل مفرزة خاصة وبرئاسة معاون القائد ومتابعته شخصياً لتنفيذ أوامر القبض الصادرة بحق المتهمين في حوادث المظاهرات، ووعد بالتنسيق مع رئيس استئناف محكمة ذي قار الاتحادية والمتابعة الشخصية لحين إيداع المجرمين في السجون مهما كانت مناصبهم أو علت مراكزهم».
واقترح عدد من عوائل الضحايا، حسب البيان، «إنشاء نصب تذكاري وطلبوا من قائد الشرطة التنسيق مع مدير البلدية لهذا الغرض، ووعد قائد الشرطة بالعمل على ذلك تخليداً لذكرى شهداء الحرية».
إلى ذلك، توقف الإنتاج في حقل «الناصرية» النفطي أمس، بعدما قطع متظاهرون ضد الحكومة إمكانية الوصول إليه، وفق ما علمت وكالة الصحافة الفرنسية من مصادر أمنية وأخرى نفطية في المدينة. وهي أول مرة يتوقف فيها الإنتاج في حقل نفطي في العراق منذ بدء المظاهرات غير المسبوقة المناهضة للحكومة في الأول من أكتوبر.
ويصل إنتاج حقل الناصرية إلى مائة ألف برميل في اليوم عادةً. وتوقف الإنتاج صباح أمس، حين قام متظاهرون بقطع الطرق المؤدية إلى الحقل النفطي مطالبين بوظائف، وفق ما أفادت مصادر في الشرطة. وأكدت مصادر نفطية محلية وقف الإنتاج، فيما رأى خبراء أن ذلك لن يكون له تأثير كبير على الإنتاج والصادرات العراقية إن لم يستمر طويلاً.
ولفت المسؤولون إلى أن المباني الإدارية التابعة للشركة الوطنية المشغلة للحقل مغلقة منذ خمسين يوماً في سياق حملة العصيان المدني التي تشل جزءاً كبيراً من جنوب العراق.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.