انتشرت دعوات في ليبيا، أمس، منسوبة إلى قياديين سابقين في عهد العقيد الراحل معمر القذافي، تطالب بـ«نسيان أحقاد الماضي»، والتوحد والاصطفاف لمواجهة ما سموه «الغزو التركي القادم لاحتلال البلاد».
وتبنى أولى الدعوات عمار الطيف، الذي تولي وزارة السياحة في عهد القذافي، إذ حذّر مما سماه «التحضير للغزو». وقال، في بيان: «أيها الليبيون، ليس أمامكم إلا الاتحاد والمقاومة، ونسيان الأحقاد والخلافات»، وأضاف: «الرجل المريض اختار الإعلان عن قوته من جديد من شمال أفريقيا؛ إنها نظرية الاستعمار والفراغ التي نبّهكم إليها (القائد معمر)».
ورأى خالد الغويل، مستشار رئيس المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، أن «الظروف التي تمر بها ليبيا تحتم على الجميع، وفي مقدمهم المحسوبون على (ثورة الفاتح)، الاصطفاف خلف (الجيش الوطني) لمحاربة الميليشيات المسلحة التي خطفت العاصمة، ومجابهة (الرئيس) رجب طيب إردوغان».
وقال الغويل لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «الأولوية الآن أمام جميع فئات الشعب هي استعادة الدولة المخطوفة، وعندما يتم ذلك، نجلس إلى طاولة ونتفق فيما بيننا»، مدافعاً عن أنصار النظام السابق الذين رأى «أنهم كانوا القوة الداعمة للجيش في (تحرير) مدينتي بنغازي ودرنة من الجماعات المتطرفة».
ويصطف قطاع عريض من أنصار النظام السابق وراء سيف الإسلام، نجل معمر القذافي، انتظاراً لما يرونه «اللحظة المناسبة للعودة مرة ثانية لحكم ليبيا من خلال صناديق الانتخابات». وقال عبد المنعم ، مؤسس ما يطلق عليه حراك «مانديلا ليبيا» الداعم لسيف الإسلام: «القوة المحسوبة على (ثورة الفاتح) اليوم تترقب خطاباً متلفزاً من سيف الإسلام»، ورأى أن مثل هذا الخطاب «سيقلب الطاولة على كل من دنّس ليبيا وأهان شعبها».
وأضاف ، في حديثه إلى «الشرق الأوسط»: «سنرد على تصريحات إردوغان بمقولة دائماً ما قالها لنا سيف: (نحن قاتلنا الطليان، والترك يبال صيّاع كيف هدول)، بمعنى أن المقاومة مستمرة على كل من يحلم بالتدخل في شؤون ليبيا الداخلية، من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها».
وتحدث عما سمها «عودة أحلام الغزو العثماني»، منوهاً بـ«مساندة القبائل للجيش في تحرير بنغازي ودرنة ومناطق بالجنوب»، وقال إن ذلك تم «بواسطة ضباط وجنود من المؤسسة العسكرية وأنصار القذافي».
وبالتزامن مع دعوة الطيف للوقوف في وجه ما سماه «الغزو التركي القادم»، تنادى مشايخ وأعيان بقبائل ليبية مختلفة بضرورة الوقوف مع «الجيش الوطني»، بهدف صد أي وجود تركي محتمل على الأراضي الليبية.
وقال شيخ قبيلة من بني وليد لـ«الشرق الأوسط»: «يجب دعم الجيش الوطني دفاعاً عن أرضنا في مواجهة الجماعات الإرهابية، ومن يساندها من خارج البلاد». وتابع الشيخ الذي طلب عدم ذكر اسمه: «اليوم، وليس غداً، يجب القضاء على الميليشيات المسلحة، والتصدي لأي قوة تقتحم البلاد، كما فعل حلف (الناتو) من قبل». وفيما قال الطيف في ندائه، عبر حسابه على «فيسبوك»: «كفاكم قتال بعضكم البعض، وتكالباً على السلطة، فالوضع بات خطيراً، والموقف جلل يتطلب الشجاعة والواقعية والتضحية ونكران الذات»، رأى المحامي عدنان إرجيعة العرفي، الذي حرّك دعوى لمعرفة مكان قبر القذافي المجهول، أن «الليبيين بين ثلاثة خيارات، إمّا أن يحاربوا مع (المشير) حفتر و(الجيش الوطني)، أو أن ينتظروا قطع رؤوسهم من الإرهابيين، أو انتظار من سينتصر والانضمام إليه».
دعوات لأنصار القذافي إلى التوحد ضد «الغزو التركي»
دعوات لأنصار القذافي إلى التوحد ضد «الغزو التركي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة