إصابة عشرات الفلسطينيين في مواجهات مع جنود الاحتلال

TT

إصابة عشرات الفلسطينيين في مواجهات مع جنود الاحتلال

أصيب خمسة مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وعشرات آخرون بالاختناق، أمس الجمعة، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمشاركين بالمسيرات الأسبوعية السلمية في قطاع غزة والضفة الغربية، وبذلك انتهت فعاليات الجمعة الـ86 لمسيرات العودة وكسر الحصار على حدود غزة، التي حملت اسم «جمعة دماء الشهداء ترسم طريق الحرية».
وبهذا، خرجت هذه المسيرات إلى «عطلة» لثلاثة أشهر، ليتم استئنافها في 30 مارس (آذار)، في ذكرى يوم الأرض. وأفادت مصادر محلية بأن مواطنين اثنين أصيبا بالرصاص «المطاطي» شرق جباليا شمال القطاع، وثلاثة أصيبوا شرق بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب القطاع، فيما أصيب نحو 10 مواطنين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع شرق رفح وخان يونس، وشرق مدينة غزة وجباليا، جرى علاجهم ميدانيا.
وتوافد الفلسطينيون عصر الجمعة، إلى أربعة مخيمات على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة للمشاركة في مسيرات العودة وكسر الحصار. واستثنت الهيئة العليا للمسيرات مخيم العودة شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة من المشاركة في المسيرات لسوء الأحوال الجوية وعدم تمكن المواطنين من الوصول إليه. ونشر الجيش الإسرائيلي قواته مقابل مخيمات العودة فيما أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز صوب المشاركين. وجددت الهيئة في ختام الجمعة الـ86 التأكيد على استمرار مسيرات العودة في شكلها الجديد، كما أعلنته الهيئة في المؤتمر الصحافي أول من أمس الخميس، «استجابة للمزاج الوطني والشعبي، بأن يشكّل العام الجديد انطلاقة جديدة للمسيرات بشكلٍ شهري وفي المناسبات الوطنية، وعلى أن تستمر الهيئة بحضورها في الميدان، وتبقى هيئاتها ولجانها كاملة في حالة تداع من أجل مواصلة جهود تطوير اللجان وتصويب الأداء، وتفعيل لجان أخرى، ومتابعة الجرحى، ووضع خطة إعلامية وقانونية عبر تسليط الضوء على جرائم الاحتلال بحق المدنيين، وتوثيق هذه الجرائم، ووضعها في خدمة جهود المحكمة الجنائية الدولية التي ستبدأ تحقيقاً في جرائم الاحتلال المرتكبة على شعبنا، كما ستتابع جهود توسيع الهيئة وتطويرها على مساحة الوطن المحتل ووجود شعبنا».
وقال مؤمن عزيز القيادي في حركة المجاهيد خلال مؤتمر صحافي، إن الهيئة ستواصل دورها على المستوى الوطني في كافة الجهود الوطنية لإنجاز المصالحة واستعادة الوحدة، والتصدي لمخططات الاحتلال والمؤامرات التصفوية، وستواصل نقل تجربتها الوطنية الوحدوية الرائدة على امتداد الوطن المحتل وفي الشتات لتجسيد وحدة الأرض والدم والمصير. ودعا عزيز الجماهير في الوطن والشتات إلى الالتحام مع مسيرات العودة التي ستدشنها الهيئة في ذكرى يوم الأرض وإحياء الذكرى الثانية بتاريخ 30-3-2020 والتي ستكون انطلاقة نوعية جديدة للمسيرات أكثر زخماً وحضوراً جماهيرياً وأشكالاً إبداعية، وستواصل الهيئة التشبيك مع مختلف لجان التضامن حول العالم لنجاح الفعاليات الدولية المتزامنة في هذا اليوم.
وفي الضفة الغربية، أصيب عشرات المواطنين والمتضامنين الأجانب بالاختناق الشديد بعد اعتداء جيش الاحتلال على المشاركين في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 16 عاما، والتي خرجت دعما ومساندة للقيادة في معركتها الدبلوماسية ضد الاحتلال. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة بعدد من آلياتها وجنودها المشاة من أكثر من اتجاه وأطلقوا وابلا كثيفا من قنابل الغاز والصوت والرصاص المعدني المغلف بالمطاط ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات بالاختناق عولجوا ميدانيا في مركز إسعاف القرية.
وكانت قد اندلعت، مساء أول من أمس الخميس، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال عقب نصبها حاجزا عسكريا على مفترق بلدة عرابة جنوب جنين. وفي القدس، أدى نحو 30 ألف مصل صلاة الجمعة، في رحاب المسجد الأقصى المبارك. وأفاد مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس وشؤون المسجد الأقصى عزام الخطيب، بأن «أبناء شعبنا أدوا الصلاة، رغم الإجراءات المشددة التي فرضتها شرطة الاحتلال في محيط المسجد وعلى بواباته ورغم حالة الطقس القاسية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».