طفل مصري أول عارض أزياء مصاب بمتلازمة داون

جمهور «السوشيال ميديا» أثنى على تلقائيته

مصطفى بالزي الفرعوني في جلسة تصوير
مصطفى بالزي الفرعوني في جلسة تصوير
TT

طفل مصري أول عارض أزياء مصاب بمتلازمة داون

مصطفى بالزي الفرعوني في جلسة تصوير
مصطفى بالزي الفرعوني في جلسة تصوير

قبل نحو 18 سنة، استفاقت إيمان أحمد صباح (41 سنة) من التخدير بعد ولادة نجلها مصطفى، لتكتشف أنه لا يبكي مثل باقي الأطفال عند الولادة، وبعد فحوص طبية كانت على موعد مع صدمة، أن طفلها من المصابين بمتلازمة داون.
في مثل هذه الحالات، ولا سيما في المدن البعيدة عن القاهرة مثل مدينة كفر الزيات بدلتا مصر، حيث تعيش إيمان، يخجل الأهل من إعلان إصابة ابنهم بهذا المرض، وتكون كل علاقتهم به هي تلبية احتياجاته من طعام وكساء فقط، لكن الوضع كان مختلفاً عندها وهي التي آمنت بقدرات ابنها رغم إعاقته، وكانت دائماً ما تردد «مصطفى لا يقل عن الآخرين»، إلى أن تمكنت العام الماضي من تحقيق حلمها في أن يكون أول عارض أزياء من متلازمة داون. وكان مصطفى نوفل، من بين ذوي الهمم الذين كرّمهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين الماضي، خلال احتفالية «قادرون باختلاف» التي نظمها الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية، بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإعاقة، بالمشاركة مع وزارتي الشباب والرياضة والتضامن الاجتماعي، بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة.
وتصف الوالدة إيمان لـ«الشرق الأوسط» حالة السعادة التي انتابتها، وهي تشاهد الرئيس يُكرّم ابنها خلال الاحتفالية بوصفه صاحب إنجاز أول عارض أزياء من متلازمة داون، قائلة: «تفاصيل حلم عمره 18 سنة اجتهدت من أجل تحقيقه، مرت أمامي في تلك اللحظات، وكان التكريم تتويجاً لهذا الجهد».
وأثنت إيمان على الدور الكبير الذي لعبه الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية في تحقيقها لهذا الحلم، قائلة: «مصطفى حباه الله وجهاً جميلاً وكاريزما واضحة، وحباً للوقوف أمام الكاميرات، وكنت أشعر بأن هذه المقومات تؤهله لأن يكون عارض أزياء جيداً... فكتبت تعليقاً على صفحتي بـ(فيسبوك) قلت فيه (أحلم بأن يحقق الله عز أملي في نجلي مصطفى)، لتشاهده أمل مبدي، رئيسة الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية، وترد على قائلة: (ما هو حلمك؟). وكان ردي (أتمنى أن أرى مصطفى موديل)، فساعدتني على تحقيق هذا الحلم».
من جهتها، قالت أمل مبدي، لـ«الشرق الأوسط»: «خلال تلك الحفلات، وجدت أن مصطفى يملك بالفعل مقومات عارض أزياء، فعرضت الفكرة على صاحب إحدى شركات الملابس، فشاهد العروض الفنية التي شارك فيها مصطفى، ورأى بالفعل أنه يملك المقومات التي تؤهله لذلك».
في غضون وقت قصير، تدرّب مصطفى، ليذيع صيته على مواقع التواصل الاجتماعي؛ الأمر الذي دفع أحد المصورين المحترفين إلى الاتفاق مع أسرته على توظيفه في «فوتوسيشن» يُستخدم للترويج للسياحة المصرية. وحازت الصور التي أنتجها المصور، إضافة إلى صور مشاركاته في عروض الأزياء، تقدير جمهور «السوشيال ميديا» الذي أثنى على حضوره وتلقائيته التي تضيف كثيراً إلى الملابس التي يعرضها.


مقالات ذات صلة

درجة العام الجديد «موكا موس»… ما لها وما عليها

لمسات الموضة «موكا موس» له تأثير حسي دافئ ولذيذ من دون بهرجة (برونيللو كوتشينيللي)

درجة العام الجديد «موكا موس»… ما لها وما عليها

الألوان مثل العطور لها تأثيرات نفسية وعاطفية وحسية كثيرة، و«موكا موس» له تأثير حسي دافئ نابع من نعومته وإيحاءاته اللذيذة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)

2024... عام التحديات

إلى جانب الاضطرابات السياسية والاقتصادية، فإن عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض لا تُطمئن صناع الموضة بقدر ما تزيد من قلقهم وتسابقهم لاتخاذ قرارات استباقية.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)

2024...عام الإقالات والتعيينات

تغييرات كثيرة شهدتها ساحة الموضة هذا العام، كانت من بينها إقالات واستقالات، وبالنتيجة تعيينات جديدة نذكر منها:

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

على الرغم من تعقيد الآلات المستعملة لصنعه، فإن نسيجه يستحق العناء، ويتحول إلى قماش ناعم جداً بمجرّد تحويله إلى سروال جينز.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.