هبة طوجي: في «هوس» اكتشفت ماذا يعني العلاج بالدراما

قالت الفنانة هبة طوجي إن تجربتها الدرامية في مسلسل «هوس» أضافت إلى مشوارها الفني الكثير فأغنتها وأصقلتها. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد دخلت هذه التجربة ولدي خلفية نظرية عنها، فصحيح أني سبق أن مثّلت على المسرح إلا أن التحديات التي تحملها لم تكن مشابهة. فلقد كنت أعرف مسبقا أن الأمر يتطلب مني جهدا وسهرا ومثابرة تماما كأعمالي المسرحية الغنائية.
ولكني اكتشفت أمورا أخرى تماما كالطبيب المتخرج للتو ويدخل أول عملية جراحية له. فللدراما خصوصياتها والقسم الأكبر منها اكتشفته على مراحل». وعن أهم ما خزنته في هذه التجربة ترد: «لقد اكتشفت في داخلي أداء يعرف بالعلاج الدرامي.
فالدور الذي ألعبه مركبا لديه أبعاد فلسفية وإنسانية ويتبدل بصورة مستمرة، لا سيما وأني أجسد شخصيتين مختلفتين فيه. كما أن التعاون مع فريق عمل من هذا النوع كشركاء أساسيين فيه، مدّني بمشاعر جديدة إن في طريقة التعاطف مع الشخصية أو مع طريقة التبادل». وعن كيفية تلقفها هذا العلاج بالممارسة التمثيلية؟ «عندما استخدمت حالات نفسية يتطلبها مني الدور خزنتها في حياتي الطبيعية».
وكانت طوجي قد احتفلت مؤخرا مع فريق عمل «هوس» بانتهاء عملية تصويره وتؤدي فيه دور زوجة الممثل عابد فهد. والمسلسل درامي اجتماعي يتطرق إلى موضوع الحب إلى حد الهوس. ويتألف من عشر حلقات كتبتها ناديا الأحمر. أما عملية الإخراج فيوقعها محمد لطفي ضمن إنتاج مشترك بين كل من I See Media وGolden Line Production وسيتم عرضه خارج السباق الرمضاني.
وعن سبب اختيارها هذا العمل لولوج عالم الدراما توضح طوجي في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «كما يعلم الجميع فأنا ممثلة ومغنية وحائزة على شهادة اختصاص في عالم السينما والإخراج والتمثيل. كما تابعت دورة تدريبية في نيويورك حول تقنية التمثيل والإخراج معا. وانشغلت طوال مشواري بتقديم مسرحيات واستعراضات غنائية فلم يتسن لي الوقت للتمثيل الدرامي.
وفي تلك الفترة تلقيت عروضا في التمثيل الدرامي ولكن بسبب التزاماتي بحفلات وألبومات لم يلعب الوقت لصالحي فيها إذ كنت أركز على الغناء. فلست من الأشخاص الذين يعملون بشكل جزئي ليوفقوا بين هذا العمل وذاك. وفي المقابل لم يتوفر لي الوقت ولا النص اللذان يجذباني.
ومع «هوس» شعرت أنها الفرصة المناسبة التي علي اقتناصها؛ لأن الدور الذي أجسده غني وذو مساحة كبيرة، إضافة إلى أنه مركب، مما يتطلب مني تحديات أكبر. فأنا أتقمص شخصيتين مختلفتين وغنيتين بفضاءاتهما وغير سطحيتين. وتتابع: «كما أن النص جديد جدا يتمتع بأبعاد فلسفية ونفسية. أما عن مشاركتي للممثل القدير عابد فهد صاحب التاريخ الطويل في عالم الدراما العربية فحمسني كثيرا إلى جانب عملية إخراج يوقعها محمد لطفي الذي سمعت عنه الكثير. وكذلك الأمر بالنسبة لشركتي الإنتاج المحترفتين اللتين تتبناه، فقررت أن أجد الوقت الكافي لأنفذها.
وبالفعل صورت المسلسل على مراحل لارتباطي بتقديم المسرحية الاستعراضية العالمية (نوتردام) وهو ما زاد من نسبة الإنهاك والتعب عندي». وترى طوجي أن تعاونها في مسرحيات غنائية للرحابنة ولد لديها خلفية مهنية حصنتها وأثرت على أدواتها الفنية الحرفية بامتياز.
وتصف طوجي تعاونها مع عابد فهد بـ«الرائع» وأنه إنسان نجم وناجح ومتواضع في الوقت نفسه.
«إن قلبه على العمل وعلى جميع الفريق المتعاون بشكل دائم. كما أنه يتواصل دائما مع الممثلين بأفكاره وتجربته. فهو كريم ومعطاء إلى أبعد حد وإضافة إلى موهبته يتمتع بخفة دم لافتة على موقع التصوير. ولن أنسى الوهرة التي يتمتع بها بحيث يفرض احترامه على الجميع من دون استثناء». وعما تعلمته من هذه التجربة ترد: «في كل تجربة أخوضها أتعلم منها وبالتأكيد وقوفي إلى أحد عمالقة الدراما العربية لا بد أن يزودني بأسلوب جديد في التفكير والتصرف خاصة إذا ما تركت التجربة تأثيرها علي». وتؤكد الفنانة اللبنانية التي قدمت مئات الحفلات الاستعراضية والغنائية وبينها جولات فنية عبر العالم لتقديم المسرحية العالمية «نوتردام» أن لكل تجربة تعبها وجهدها وهي ليست بعيدة بتاتا عن هذه الأجواء إن من خلال المسرح الغنائي الذي تشارك فيه عادة أو الألبومات الغنائية التي تصدرها. إنني أتحدى نفسي باستمرار فلا أقدم على خطوة جديدة لا تكون أفضل من سابقاتها. وعما إذا تثابر في تقديم أعمال دراما توضح: «بالتأكيد إذا ما حمل لي المستقبل عروضا مناسبة. فالدراما ضيفة يحبها المشاهد تدخل بيته من دون استئذان فيستسيغ أبطالها ويعيش أدوارهم وإيقاع حياتهم إلى حد يشعره بأنه واحد منهم. ولقد كنت محظوظة بقيامي بأول تجربة على هذا المستوى إيجابية وغنية وأنتظر ردود فعل الناس تجاهها بحماس». وتشيد هبة طوجي بموسيقى المسلسل التي ألفها أسامة الرحباني وكتبها غازي الرحباني. «لقد أديتها بصوتي وموسيقاها تأخذ بعين الاعتبار أجواء العمل وتفاصيله بشكل عام».
وعن مشاريعها الفنية المستقبلية تقول: «سأكمل جولتي العالمية لعرض مسرحية (نوتردام) التي طفت بها بلدانا عديدة في أوروبا وكذلك في موسكو والصين». وماذا لفتك في هذا الجمهور الذي لا نعرف عنه الكثير؟ ترد: «التجربة بأكملها غنية بالمفاجآت وعرفتني على نوعية جمهور مختلفة تماما عن بعضها. أما الجمهور الصيني ففاجأني بكمية الأغاني التي حفظها بالفرنسية وبعضهم شاهد المسرحية أكثر من 20 مرة لشدة إعجابه بها. فهو جمهور يتمتع بأذن موسيقية لافتة وبحس استضافة رائع. فكان يصفق لي باستمرار وأنا على المسرح ويناديني باسمي كأنه يعرفني منذ بداياتي».
وهبة الفنانة النجمة التي تعيش تجارب فنية غنية إلى ماذا تطمح بعد؟ «إلى كل الشغف الذي يمكن أن أصادفه في هذه المهنة. فأنا أحب أن أتعلم وأكتسب الجديد في أي عمل أشارك به وهو ما يعبد طريق الاستمرارية لأي فنان». وعما إذا لديها طموح لمشاركة نجوم دراما معينين تقول: «لا أفكر بهذه الطريقة أبدا فكل ذلك يتعلق بالدور الذي سأؤديه والفريق الذي أعمل معه بشكل عام». وعن الدراما المصرية تقول: «هي صاحبة تاريخ طويل وناجح ترك أثره على الدراما العربية بشكل عام. وبالنسبة لي أحب هذه الدراما ولن أتردد في دخولها في حال كان العرض مواتيا لي».
وعن الممثلين الذين لفتوا نظرها مؤخرا ترد: «تقلا شمعون في (عروس بيروت) فهي من الممثلات اللبنانيات اللاتي نفتخر بهن. وتتمتع بأداء محترف ورائع وقد تعاونت معها في السابق ولمست ذلك عندها عن قرب فهي ممثلة تترك عطرها الذكي في أي عمل تشارك به».