التخلص من نتنياهو بانتخابه رئيس دولة يلقى معارضة واسعة

معركة قضائية حول مدى جواز اختيار رئيس حكومة متهم بالفساد

TT

التخلص من نتنياهو بانتخابه رئيس دولة يلقى معارضة واسعة

اعترضت جميع أحزاب المعارضة وقسم من أحزاب الائتلاف الحاكم ونواب اليمين، على الاقتراح الذي تقدم به المرشح المنافس على رئاسة الليكود والحكومة الإسرائيلية، جدعون ساعر، ويقضي بانتخاب رئيس الوزراء المتهم بثلاث قضايا فساد كبرى، بنيامين نتنياهو، رئيساً للدولة، خلفاً للرئيس الحالي، رؤوبين رفلين. واعتبره رئيس المعسكر الديمقراطي نتسان هوروفتش «اقتراح نفاق وغير موفق».
وقال هوروفتش: يبدو أن عدوى الفساد لوثت كل أجواء القيادة في الليكود، حتى خرج ساعر بهذا الاقتراح «فهل يعقل أن يكون لدينا سياسيون يرفسون إلى الأعلى؟» كيف يمكننا الموافقة على أي مسايرة لنتنياهو. فالمفترض أولا أن تنهي المحكمة مداولاتها ثم تصدر قراراتها وتبت في التهم، وفقط بعد انتهاء الإجراءات يمكن بحث ماذا سيفعل. ولكن، حتى في هذه الحالة، فلا أعتقد بأن نتنياهو يستحق مكافآت أو أن إسرائيل تستحق عقوبة قاسية كهذه، بأن يكون رئيسها نموذجا في تلقي الرشى وممارسة الفساد السلطوي.
المعروف أن رئاسة الدولة في إسرائيل منصب فخري، ولكنه في الوقت ذاته يحظى باحترام واسع. والاقتراح بوضع نتنياهو هناك يمس بهذا المنصب. وكما يبدو فإن ساعر طرحه ليس بريئا، بل لكي يثبت أنه ينافسه على رئاسة الليكود من باب الحرص على مصلحة الليكود.
وفي لقاء مع مؤيديه، أقيم أمس في نتانيا، ضمن حملة الانتخابات الداخلية على رئاسة الليكود، المقرر إجراؤها غدا الخميس، قال ساعر: «سأعمل على أن يواصل نتنياهو الإسهام في قيادتنا من خلال مهاراته الدولية في تعزيز موقع دولة إسرائيل في العالم». وأضاف «أدرك أنه ربما لا يكون الآن أي رد إيجابي على هذا الاقتراح، ولكن في الوقت المناسب، سأعمل من أجل تحقيق ذلك».
غير أن نتنياهو امتنع عن التعليق على هذا الطرح، وواصل حملته الانتخابية ضد ساعر بشدة، متهما إياه بتشتيت القوى لخدمة من يريدون إسقاط اليمين.
من جهة ثانية، تدور معركة قضائية حول مدى جواز انتخاب رئيس حكومة متهم بالفساد. وقد قررت المحكمة العليا الإسرائيلية، عقد جلسة لهيئة عليا من قضاتها، يوم الثلاثاء القادم 31 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، للبحث فيما إذا كان تكليف متهم بقضايا فساد بمهمة تشكيل الحكومة، قانونيا. وقد توجهت (هيئة نقاوة الحكم) بدعوى في هذا الشأن، تقول إن من يوجه له لائحة اتهام لا يصلح لأن يكون رئيس حكومة، ولذلك لا يجوز تكليفه. وأكدت أن على المحكمة أن تتخذ قرارا مبدئيا يوضح هذه المسألة قانونيا. وأنه يجب أن يعرف الجمهور، من الآن، وقبل الانتخابات، إن كان الرئيس رفلين يستطيع تكليف نتنياهو، المتهم بتلقي رشى وخيانة الأمانة والاحتيال. وهل هذا التكليف سيكون شرعيا، ويصمد في اختبار القضاء. وانضم إلى الهيئة مجموعة من 67 شخصاً من رجال الأعمال والمسؤولين في شركات الصناعات التكنولوجية العالية (هايتك)، طالبوا بمنع عضو كنيست من تشكيل حكومة إذا كان يواجه لوائح اتهام ضده.
وقال القاضي عوفر غروسكوفيف، إن المحكمة قبلت هذه الالتماسات وقررت أن تبت في الموضوع هيئة من ثلاثة قضاة، هم رئيسة المحكمة العليا، إستر حيوت، ونائبها، القاضي حنان ميلتسر، بالإضافة إلى القاضي عوزي فوغلمان. وقد طالبت المحكمة المستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندلبليت، تقديم موقفه القانوني بهذا الشأن، خطيا، حتى موعد أقصاه يوم الأحد المقبل.
وهاجم نتنياهو بشكل غير مباشر قرار المحكمة العليا، وذلك في شريط مصور نشره على صفحاته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي. ومع أنه تجنب ذكر المحكمة أو المستشار القضائي للحكومة، إلا أنه قال: «في الأنظمة الديمقراطية، من يقرر قيادة الشعب، هو الشعب نفسه، وليست أي جهة أخرى، وإلا فإنها بكل بساطة ليست ديمقراطية».
ومع أن النائب عوفر شلح، من تكتل «كحول لفان» المعارض، يؤيد سن قانون يمنع أي نائب من الترشح لرئاسة الحكومة في حال توجيه التهم إليه، إلا أنه قال إن «من المفضل أن يصدر قرار إسقاط نتنياهو الفاسد من خلال الانتخابات وإرادة الشعب وليس من القضاء. فالأجواء في إسرائيل لم تعد مريحة للقضاء النزيه. والسياسيون في أحزاب اليمين يستغلون كل مورد وكل برهة زمنية للطعن في الجهاز القضائي وتأليب الناس عليه».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.