شريحة تحاكي جسم الإنسان لاختبار أدوية السرطان

شريحة تحاكي جسم الإنسان لاختبار أدوية السرطان
TT

شريحة تحاكي جسم الإنسان لاختبار أدوية السرطان

شريحة تحاكي جسم الإنسان لاختبار أدوية السرطان

طوّر باحثون من جامعة كيوتو اليابانية، شريحة صغيرة تحاكي بيئة جسم الإنسان، وذلك لاختبار العقاقير المحتملة لمكافحة السرطان. ويقوم العلماء والأطباء لسنوات بتجربة عشرات الآلاف من المركبات المرشحة للاستخدام في العلاج، من أجل العثور على عدد قليل من العقاقير المرشحة للتجربة على المستوى السريري، ويتم ذلك باستخدام نماذج حيوانية وخلايا مستزرَعة في الطبق.
ومع ذلك، فإن النتائج التي تعطيها هذه التجارب لا تتفق في كثير من الأحيان مع البيولوجيا البشرية، كما أنّ الخلايا المستزرَعة تفتقر إلى الأوعية الدموية، التي تبقيها على قيد الحياة، وهي المشكلة التي يزعم الفريق البحثي أنّه توصل إلى حل لها من خلال الشريحة التي تم إعداد دراسة عنها تُنشر في عدد يناير (كانون الثاني) المقبل من دورية «Biomaterials».
ويقول د.يوجي ناشيموتو، الباحث الرئيسي في الدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كيوتو أول من أمس، إنّ «الشريحة تشبه قطعة نقود معدنية صُممت بطريقة تسمح بنمو الأوعية الدموية في الخلايا السرطانية التي توضع عليها من أجل الاختبار، وهو ما يسمح بإعطاء العناصر الغذائية والعقاقير لتقليد البيئة في الجسم، وهذا يتيح الحصول على صورة أوضح لفاعلية مركبات علاج السرطان».
ويضيف ناشيموتو، أنّ «هذا الإرواء للخلايا السرطانية بالعناصر الغذائية عبر الشريحة حافظ بشكل كبير عليها عن طريق الحفاظ على تكاثرها، ثم أُجري اختبار لأحد العقاقير مع فريق بحثي يعمل على دواء مضاد للورم بجرعات منخفضة، ومن المثير للاهتمام، وجدنا أنّ الدواء كان أكثر فعالية في ظل ظروف ثابتة مقارنةً بالوضع عندما كانت المواد الغذائية تتدفق عبر الخلايا السرطانية».
في المقابل، أصبحت تأثيرات الدواء أكثر فاعلية عند زيادة التدفق من المواد الغذائية مع زيادة الجرعة، وهو ما يثبت أننا بحاجة إلى النظر في التوازن بين تكاثر الخلايا السرطانية وفعالية الدواء في ظل ظروف تدفق المواد الغذائية، وفقاً لناشيموتو.
ويأمل الفريق البحثي أن تتمكن الشريحة الجديدة من تسريع الاختبارات على عدد لا يحصى من العقاقير الجديدة المحتملة، ويتوقع أن تحظى بانتشار كبير نظراً إلى حجمها الصغير العملي جداً، وفوائدها الكبيرة في الوقت ذاته.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.