«الغزو» لبوندارتشوك «يهدد» الأرض بعدوان من الفضاء الخارجي

أبطال «الغزو» يتوسطهم المخرج بوندارتشوك
أبطال «الغزو» يتوسطهم المخرج بوندارتشوك
TT

«الغزو» لبوندارتشوك «يهدد» الأرض بعدوان من الفضاء الخارجي

أبطال «الغزو» يتوسطهم المخرج بوندارتشوك
أبطال «الغزو» يتوسطهم المخرج بوندارتشوك

يواصل المخرج الروسي الشهير فيودور بوندارتشوك، رحلته في عالم الخيال، مع الكواكب الأخرى، وسكانها الذين تحملهم «صحون طائرة» في «زيارات» إلى الأرض من حين لآخر. ومع اليوم الأول من العام المقبل، سيطل بوندارتشوك عبر دور السينما في روسيا، ومن ثمّ في هولندا وألمانيا، بفيلم جديدة من سلسلة «الخيال الفضائي» اسمه «فتورجينيه»، أي «الغزو». ويمكن القول إنّ هذا الفيلم عبارة عن «الجزء الثاني» من فيلم سابق للمخرج عنوانه «بريتياجينيه»، وتعني بالعربية «الجذب»، الذي يحكي قصة صحن طائر يخترق المجال الجوي للأرض وتصيبه مضادات أرضية، فيسقط في واحد من أحياء موسكو. وتنشأ علاقة «صداقة طيبة على حافة الحب» بين «الفضائي» الوحيد الذي كان على متن «الصحن الطائر»، ويؤدي دوره الممثل رانيل محميدوف وفتاة اسمها «يوليا» تسكن في ذلك الحي، ويصادف أن والدها قائد القوة العسكرية التي تم تكليفها بمهام أمنية - عسكرية لمعرفة الغرض من وصول «سكان الكواكب الأخرى» إلى موسكو، وإخلاء المنطقة والاستعداد لأي مواجهة محتملة معهم. وخلال أعمال عنف تصاب «يوليا» وتموت، ويقوم «الفضائي» بإنقاذها وإعادتها للحياة بواسطة تقنيات متطور داخل «الصحن الفضائي».
في الفيلم الجديد «الغزو» يواصل المخرج عرض تطورات طرأت على حياة البطلة الرئيسية «يوليا»، التي أدت دورها الممثلة الروسية إيرينا ستارشينباوم. إذ تظهر لديها قدرات خارقة بعد تواصلها في الجزء الأول مع «الفضائي»، وتقوم وزارة الدفاع بإجراء اختبارات وتجارب سرّية على «قدرات يوليا»، التي يتضح، وفق حبكة الفيلم، أنّها قدرات تهدد سكان الكواكب الأخرى، وهو ما دفعهم إلى التوجه نحو الأرض، ما جعلها مهددة بـ«غزو فضائي». وفي الشق المتعلق بالخيال العملي الفضائي، يشارك أبطال الفيلم في سلسلة أحداث بهدف درء تهديد الغزو، وإيجاد مخرج من هذا الوضع. أما حبكة الأحداث الدرامية، والقضايا التي سيحاول بوندارتشوك تناولها هذه المرة خلال الفيلم، تبقى غير واضحة، بانتظار بدء العروض في دور السينما.
في فيلمه الأول «الجذب» ومن خلال تطوير الحبكة الدرامية، تناول بوندارتشوك قضايا اجتماعية حساسة، لعل أهمها ظاهرة «التطرف» في الانتماء إلى «الجماعة» أو «المكان»، هذا الشعور الذي يولّد حالة «عداء» مسبق نحو الآخر، حتى لو كان شخصية إيجابية. هذه القضية برزت من خلال عرض رد فعل «أرتيوم» ويؤدي دوره الممثل ألكسندر بيتروف، وهو شاب من سكان الحي، معجب بالشابة «يوليا»، تولِّد عنده الغيرة عليها من «الفضائي» مستويات عالية من العداء، ويقرر استغلال انتشار الناس في الشوارع، لحثهم على المطالبة بتدمير الصحن الطائر، ويتلاعب بمشاعر الناس عبر الصراخ بهتافات مثل «هذا حيينا»، فينساقون خلفه وتبدأ مواجهة تنتهي بانتصار «الخير» الذي يعبّر عنه في هذا الفيلم كل من البطلة الرئيسية «يوليا»، والشاب «الكائن البشري» القادم إلى الأرض من «كوكب في عالم آخر» حقق سكانه مستويات متقدمة جداً من التطور العلمي، فضلاً عن نقاء في القيم الأخلاقية التي تحكم حياتهم مقارنةً بالحياة على الأرض. كما تناول الفيلم قضايا أخرى، بينها، على سبيل المثال لا الحصر، الخراب الذي يتسبب به الإنسان بنفسه لنفسه، نظراً إلى الابتعاد عن القيم الإنسانية، وتخريبه للكوكب في سعيه لجني الثروات وتطوير الصناعات، وما إلى ذلك.


مقالات ذات صلة

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق محمد سعد في العرض الخاص لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)

هل استعاد محمد سعد «توازنه» بفضل «الدشاش»؟

حقق فيلم «الدشاش» للفنان المصري محمد سعد الإيرادات اليومية لشباك التذاكر المصري منذ طرحه بدور العرض.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تماثيل وقوالب من الفخار مصنوعة قبل الميلاد (مكتبة الإسكندرية)

«صناعة الفخار»... وثائقي مصري يستدعي حرفة من زمن الفراعنة

يستدعي الفيلم الوثائقي «حرفة الفخار» تاريخ هذه الصناعة التي تحمل طابعاً فنياً في بعض جوانبها، على مدى التاريخ المصري القديم، منذ أيام الفراعنة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من الفيلم تجمع «شاهيناز» وأولادها (الشركة المنتجة)

«المستريحة»... فيلم مصري يتناول النصّابين يمزج الكوميديا بالإثارة

تصدَّرت مجسّمات دعائية للأبطال دار العرض عبر لقطات من الفيلم تُعبّر عنهم، فظهرت ليلى علوي في مجسّم خشبيّ جالسةً على حافة حوض استحمام مليء بالدولارات.

انتصار دردير (القاهرة )

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».