«نتفلكس» و«بي بي سي» يعيدان مصاص الدماء الأشهر إلى الحياة

ستيفن موفات لـ«الشرق الأوسط»: دراكولا اليوم لا يختبئ في الظل بل هو محور المسلسل

TT

«نتفلكس» و«بي بي سي» يعيدان مصاص الدماء الأشهر إلى الحياة

«دراكولا»، رواية الرجل الذي أدخل الرعب إلى قلوب العالم، يعود للظهور من جديد، ليس فيلماً، بل مسلسلاً مصغراً من حلقات ثلاث، كل واحدة منها تقارب الـ90 دقيقة، يجسّد أحداثاً تعود بالمشاهد لأواخر القرن التاسع عشر، عندما يضع كونت ترانسيلفانيا، العاصمة البريطانية لندن، في العصر الفيكتوري نصب عينيه. تطرحه للعرض المنصة الأميركية «نتفلكس» بالتعاون مع شبكة «بي بي سي»، في 4 يناير (كانون الثاني) من مطلع العام الجديد 2020.
في عام 1897، أي قبل 123 سنة، انتهى برام ستوكر، الروائي وكاتب القصة القصيرة الآيرلندي، من كتابة روايته الكلاسيكية «دراكولا»، التي تُعتبر من أكثر الأعمال الروائية قراءة على مستوى العالم. بعد عشرات السنين تناولتها السينما لتعرضها بطريقة مختلفة عن القصة الحقيقية التي أراد منها ستوكر إظهار فساد المجتمع الطبقي في الحقبة الزمنية التي عايشها، مركّزة فقط، على وحشية شخصية «دراكولا» مصاص الدماء، ونشره الرعب في نفوس المشاهدين.
واليوم، ها هما ستيفن موفات المنتج والكاتب الاسكوتلندي، ومارك غاتس كاتب سيناريو وروائي بريطاني، يبثان الروح من جديد في روح جد «مصاصي الدماء» الأشهر في السينما العالمية. وفي عمل مشترك ليس الأوّل بينهما، إذ إنهما أبدعا قبله بصناعة وإنتاج مسلسل الجريمة والدراما البريطاني «شرلوك»، الذي عرض صورة معاصرة لأعمال السير آرثر كونان دويل للمحقق شرلوك هولمز.
وللاطلاع والتعرف على ما سيقدمه موفات وغاتس من جديد في «دراكولا» المسلسل، وما يميزه عن عشرات الأفلام التي صُنعت قبله، ولاقت نجاحاً كبيراً، كان لـ«الشرق الأوسط» حديث خاص مع الكاتب والمخرج ستيفن موفات، ومع سوزان فيرتو التي شاركت إلى جانبهما في إنتاج المسلسل.
يقول موفات في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن ما جذبه لتنفيذ عمل جديد عن رواية دراكولا، بعد النسخ الكثيرة للأفلام التي نُفّذت، أن جميعها لم تركّز على شخصية مصاص الدماء كشخصية أساسية في عملها. وتابع، أنه حتى في الرواية نفسها لم يتناول كاتبها «دراكولا» بهذه الصورة، بل لطالما كان مصاص الدماء مختبئاً في الظل.
ويتابع موفات: «في المسلسل الجديد، حاولانا أن نجعل من شخصية (مصاص الدماء)، شخصية جذّابة، وبالفعل هذا ما حصل، وقد وقع الاختيار على ممثّل جذاب، هو الدنماركي كلايس بانغ، للعب دور (دراكولا). والنقطة الثانية، هي، صحيح أن دراكولا هو ليس سوى مصاص دماء، ولكنه في الوقت نفسه ذكي، وفي المسلسل لا يظهر على أنه شاب في مقتبل العمر، بل هو رجل كبير في السّن ولديه القدرة على جذب الناس عن طريق الجنس، والفرق هنا، يكون بين ما يتخيله الناس وينتظرونه منه، وبين أهداف (دراكولا) وما يسعى هو إليه».
وراء كل عمل سينمائي رسالة معينة، فأين هي في هذا المسلسل؟، يجيب موفات: «في الحقيقة، ليست من رسالة وراء العمل، وطبعاً لا ندعو الناس لشرب دماء الآخرين للعيش لفترات أطول. بكل بساطة إنها قصة رعب لمصاص دماء مخيف، يعيش في قلعة مرعبة. ويستغل ضعف الناس الأبرياء. وفي الوقت نفسه نشاهد أشخاصا أقوياء يقاومونه ويواجهونه بكل شجاعة».
وماذا عن التصوير؟، يقول موفات، إنه جرى في سلوفاكيا، تحديداً في قلعة أورافا، حيث صوّرت أول نسخة عن فيلم دراكولا، ومن ثمّ انتقلنا للتصوير في استوديوهات براي في ويندزور بلندن، وكان الأمر ممتعاً جداً، وكنا سعداء من أن التصوير حصل في هذه الاستوديوهات المشهورة».
ورداً على سؤال إن كان موفات وغاتس ضمّنا المسلسل قصة حب، يقول موفات، إن «رواية دراكولا ليست قصة حب، ولكن في نسخة المخرج كوبولا غيّر في نصها ليدخل فيها قصة عشق، ولكن في السلسلة الجديدة، دراكولا ليس سوى مصاص دماء».
جدير ذكره، أن فرانسيس فورد كوبولا، هو مخرج ومُنتِج وكاتب سيناريو أميركي قدم في عام 1992 فيلم رعب عن «دراكولا».
من جانبها، ترد سوزان فيرتو، وهي منتجة تلفزيونية بريطانية، بعد التواصل معها عبر الإيميل، لتخبرنا عن الفرق ما بين «دراكولا» الفيلم و«دراكولا» المسلسل، تقول: «من الناحية الهيكلية، تختلف البرامج النصية لسلسلة تتألف من ثلاث حلقات، ومدة كل واحدة منها 90 دقيقة، تماماً، عن فيلم واحد. لمشاهدة فيلم ما، يدفع الناس ثمن بطاقة دخول السينما لمشاهدته، ويبقون حتى انتهائه، ليصدروا بعدها حكمهم، ويبدون آراءهم على ما شاهدوه. فيما يخص المسلسل التلفزيوني، فلا بد أولاً، من جذب اهتمام المشاهدين قبل أن يقرروا الانتقال إلى أمر آخر، وسيختارون ويقررون أسرع بكثير. وعروضنا تتميز بإيقاع سريع ومثير للغاية، و(دراكولا) سيطلّ على الشاشة الصغيرة أكثر بكثير من إطلالاته في الكثير من أفلامه السابقة».
وعمّا يميز التكنولوجيا واستخدام المؤثرات الخاصة في هذه النسخة، تقول فيرتو: «لقد استخدمنا الكثير من المؤثرات الخاصة في أفلامنا. ومع ذلك، فإن الكثير من المؤثرات المرئية في الوقت الحاضر هي تأثيرات (غير مرئية). على سبيل المثال، يمكنك وضع خلفيات جديدة في مشهد الاستوديو الذي يبدو للجمهور وكأن تصويره حدث في موقعه. ولأوّل مرة استخدمنا التصوير بجودة فور كي 4K».
في هذا المسلسل هل سنرى دراكولا مختلفاً؟ تقول فيرتو: «غالباً ما يكون دراكولا متوارياً في الظل فيما تفكر بقية الشخصيات في كيفية ضربه والتخلص منه. في مسلسلنا أراد كاتبا القصة بشدة أن يجعلا دراكولا المحور الأساس والتركيز إلى حد كبير على شخصيته. ولا يعني هذا الأمر أن بطل المسلسل لطيف بأي شكل من الأشكال. إنه طويل القامة، ذو بشرة داكنة، وسيم الشكل وشرير في الوقت نفسه، ماذا يريد المشاهد أكثر من ذلك؟».
وعن الممثلين المشاركين في العمل، توضح فيرتو، أن هناك بعض الوجوه الجديدة وبعض الوجوه القديمة، وكانوا حريصين جداً على ألا يكون الممثّل الذي سيلعب دور «دراكولا» في المسلسل اسماً معروفاً عالمياً للجميع. وتتابع: «لذا، ورغم أن كلايس بانغ، معروف في أجزاء من أوروبا، إلّا أن وجهه يبقى جديداً ومثيرا لعمل درامي على (بي بي سي) و(نتفلكس). وستقوم الممثلة دوللي ويلز بدور الأخت أغاثا وهي أيضاً رائعة».
ورداً على سؤال، في حال نجاح «دراكولا»، هل سيكون هناك من موسم ثانٍ للمسلسل؟، تقول فيرتو: «على المشاهد الانتظار ليرى كيف سينتهي المسلسل».
كلايس بانغ، الممثل الدنماركي، الذي سيلعب شخصية دراكولا، لم يبدأ من الصفر، فلدى قبوله الدور، قدم له فريق «دراكولا»، روابط كثيرة لمشاهدة شخصيات «مصاص الدماء» السابقة، فشاهدها جميعها، من أجل الإلهام.
في بداية المسلسل، سيرى المشاهد أنه يتطابق مع رواية ستوكر الأصلية، فحين يسأم «دراكولا» من دماء فلاحي ترانسيلفانيا النحفاء، ويرغب في تغيير طعامه، يبحث عن مكان آخر لتناول نكهات مختلفة جديدة، فيختار لندن، وعندما يسأله المحامي جوناثان هاركر، في الحلقة الأولى، عن السبب، يكون رده: «يوجد كل الأشخاص المثقفين والأذكياء». وكما في الرواية، يبدأ دراكولا بشراء عقارات في إنجلترا تحديداً في ويتباي.
تغييرات وإضافات حدثت في شخصية دراكولا، على المشاهد فقط الانتظار لبداية العام الجديد لمتابعة المسلسل.
وإلى جانب بانغ ودوللي ويلز، يشارك في «دراكولا» كل من الممثل جون هيفرنان، الذي يؤدي دور جوناثان هاركر، وجوانا سكانلان، ومورفيد كلارك، وساشا داوان، وناثان ستيوارت جاريت، وجوناثان أريس، وليندسي مارشال، وليديا ويست، وماثيو بيرد.


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
TT

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح. وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث لأنه يدفعنا إلى «إزالة أي تهديدات» وتحقيق أهدافنا، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وأوضح الأكاديمي، وهو أستاذ في علم الأعصاب والنوم في مستشفى كينغز كوليدج في لندن، أن الغضب يمكن أن يخدم «غرضاً مفيداً للغاية» ويمكّن من تحقيق نتائج أكثر ملاءمة.

وفي حديثه ضمن بودكاست Instant Genius، قال الدكتور ليشزينر إن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً رئيساً في ذلك، حيث يستجيب الهرمون - الذي تشير بعض الدراسات إلى أنه مرتبط بالعدوانية والغضب - للنجاح.

وتابع «لذا، إذا فزت في رياضة، على سبيل المثال - حتى لو فزت في الشطرنج الذي لا يُعرف بشكل خاص أنه مرتبط بكميات هائلة من العاطفة - فإن هرمون التستوستيرون يرتفع... تقول إحدى النظريات إن هرمون التستوستيرون مهم بشكل أساسي للرجال على وجه الخصوص لتحقيق النجاح».

«شعور مهم»

وحتى في العالم الحديث، لا يزال الغضب يشكل حافزاً مهماً للنجاح، بحسب ليشزينر، الذي أوضح «إذا أعطيت الناس لغزاً صعباً للغاية لحله، وجعلتهم غاضبين قبل أن تقدم لهم هذا اللغز، فمن المرجح أن يعملوا عليه لفترة أطول، وقد يجدون فعلياً حلاً له... لذا، فإن الغضب هو في الأساس عاطفة مهمة تدفعنا إلى إزالة أي تهديدات من هدفنا النهائي».

وأشار إلى أن المشكلة في المجتمعات البشرية تكمن في «تحول الغضب إلى عدوان».

لكن الغضب ليس العاطفة الوحيدة المعرضة لخطر التسبب في الضرر، حيث لاحظ أن مشاعر أخرى مثل الشهوة أو الشراهة، قادرة على خلق مشكلات أيضاً. وتابع «كلها تخدم غرضاً مفيداً للغاية، ولكن عندما تسوء الأمور، فإنها تخلق مشكلات».

ولكن بخلاف ذلك، إذا استُخدمت باعتدال، أكد الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر قد يكون لها بعض «المزايا التطورية».