نقاشات فلسطينية لإعلان «دولة تحت الاحتلال».. ووقف التنسيق الأمني والاتفاقات الاقتصادية

«ثوري» فتح يبحث موعد الذهاب إلى مجلس الأمن ومبادرة كيري والانضمام إلى الجنايات الدولية

عائلة فلسطينية  أمس أمام منزلها الذي دمرته غارات إسرائيلية في حرب الأسابيع السبعة على قطاع غزة (رويترز)
عائلة فلسطينية أمس أمام منزلها الذي دمرته غارات إسرائيلية في حرب الأسابيع السبعة على قطاع غزة (رويترز)
TT
20

نقاشات فلسطينية لإعلان «دولة تحت الاحتلال».. ووقف التنسيق الأمني والاتفاقات الاقتصادية

عائلة فلسطينية  أمس أمام منزلها الذي دمرته غارات إسرائيلية في حرب الأسابيع السبعة على قطاع غزة (رويترز)
عائلة فلسطينية أمس أمام منزلها الذي دمرته غارات إسرائيلية في حرب الأسابيع السبعة على قطاع غزة (رويترز)

يواصل المجلس الثوري لحركة فتح اجتماعاته التي تنتهي اليوم لرسم خطة طريق لمستقبل السلطة الفلسطينية. ويسعى المجلس الذي يعد برلمان فتح وأعلى سلطة في فتح في حالة انعقاده إلى وضع خطة للتعامل مع العملية السلمية والعلاقة مع إسرائيل والمصالحة مع حماس والأوضاع الداخلية.
وقالت مصادر في حركة فتح لـ«الشرق الأوسط» إن «المجلس الثوري ناقش بحضور الرئيس الفلسطيني عدة ملفات مهمة من ضمنها الذهاب إلى مجلس الأمن لطلب إنهاء الاحتلال، وإمكانية تأجيل ذلك حتى نهاية العام بناء على طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإعطائه فرصة من أجل إطلاق مبادرة جديدة، والتحركات البديلة في حال فشلت المساعي في مجلس الأمن، والمصالحة الداخلية وإعمار غزة وعقد المؤتمر السابع لحركة فتح».
ويفترض أن يصل الأعضاء اليوم إلى قرارات ستصدر في بيان رسمي، في نهاية الدورة 14 للمجلس التي انطلقت السبت في رام الله.
وقالت المصادر إن «التوجه في فتح هو نحو مواصلة المشاورات في مجلس الأمن ومع الدول لضمان نجاح مشروع جلاء القوات المحتلة عن الأرض الفلسطينية لكن مع إعطاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري فرصة لإطلاق مبادرة مقبولة فلسطينيا ويستجيب لها الإسرائيليون».
ويعني ذلك إطلاق مفاوضات محددة بسقف زمني لـ9 أشهر، مرجعيتها حدود 1967، وتبدأ بترسيم الحدود وتنتهي بالاتفاق على كل الملفات.
وقدرت المصادر أنه حتى نهاية العام يجب حسم هذا الملف إما بمفاوضات حقيقية ومختلفة عن السابق أو بالتوجه إلى مجلس الأمن.
وقالت المصادر إن «الخطة الفلسطينية التي ناقشها الثوري في حال فشلت جهود إنهاء الاحتلال عبر مجلس الأمن، تتركز على الانضمام لكل المنظمات الدولية، ويجري نقاش تبعات ذلك على الفلسطينيين، واتخاذ قرارات مهمة تتعلق بالعلاقة مع إسرائيل، ومنها إلغاء اتفاقات أمنية واقتصادية بما في ذلك وقف التنسيق الأمني الذي يعد المسألة الأهم بالنسبة للإسرائيليين».
ويدرس الثوري خطوات أخرى من بينها إعلان دولة تحت الاحتلال وتحميل إسرائيل المسؤوليات المختلفة عن الفلسطينيين كشعب تحت الاحتلال.
ومن المتوقع أن يؤكد الثوري اليوم على عقد المؤتمر السابع للحركة حتى بداية العام القادم.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أكد في كلمة أمام الثوري على المضي في تقديم مشروع إقامة الدولة الفلسطينية إلى مجلس الأمن على الرغم من الضغوط الدولية لتجميد أو تأجيل هذه الخطوة، وقال عباس في افتتاح دورة المجلس الثوري، «نحن نربط مطلبنا الآن بالذهاب إلى مجلس الأمن بما أخذناه في الجمعية العمومية في 2012 عندما حصلنا على دولة مراقب في حدود 76، بعاصمتها القدس الشرقية، الآن نريد قرارا يعطينا الحق الكامل بالأرض الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل لتكون دولة فلسطينية ويحدد موعد واضح لإنهاء الاحتلال وهذا مهم جدا».
ويأتي حديث عباس فيما تلقى دعما من اللجنة المركزية لحركة فتح، التي أكدت على دعم المسعى الذي يقوده عباس، والهادف لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يضع سقفا زمنيا لإنهاء الاحتلال، والتأكيد على أهمية المشاورات الحالية في الأمم المتحدة بهذا الخصوص.
وتحدث عباس عما تتعرض له القدس من هجمات المستوطنين «بقصد التقسيم الزماني والمكاني للحرم الشريف» وقال «نحن نعرف ما معنى هذا وكانت هناك هجمات كثيرة على الأقصى صدت من قبل المرابطين الموجودين في الحرم ولكن أقول لأهلنا في القدس والضفة الغربية يجب أن نكون كلنا من المرابطين في المسجد الأقصى، ولن نسمح لقطعان المستوطنين أن يعبثوا بالمسجد الأقصى ونحن نأخذ الإجراءات القانونية الدولية بهاذ الاتجاه».
وتطرق عباس إلى مؤتمر الإعمار وقال إنه «يتقدم بالشكر والعرفان لجمهورية مصر العربية التي استضافت مؤتمر الإعمار وللنرويج البلد الصديق الذي ساهم في المؤتمر».
وقال «النتائج كانت جيدة لكن الأهم هو ما بعد ذلك».
وأضاف «الأهم هو المصالحة، والمصالحة كما تعلمون تم الاتفاق عليها قبل عدة أشهر وشكلت على أثرها الحكومة الفلسطينية وكان الاتفاق مبنيا على بندين حكومة الوفاق والانتخابات ولذلك ستستمر المحادثات بيننا وبين حركة حماس وإنجاز المصالحة ونحن حريصون عليها».
ويوجد خلافات بين فتح وحماس حول تمكين حكومة التوافق الفلسطيني من فرض سيطرتها على القطاع.



واشنطن: نستهدف الحوثيين وقدراتهم العسكرية وعرقلة تدفق الأسلحة من إيران ودول أخرى

السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاغن خلال كلمته (السفارة الأميركية)
السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاغن خلال كلمته (السفارة الأميركية)
TT
20

واشنطن: نستهدف الحوثيين وقدراتهم العسكرية وعرقلة تدفق الأسلحة من إيران ودول أخرى

السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاغن خلال كلمته (السفارة الأميركية)
السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاغن خلال كلمته (السفارة الأميركية)

أكد السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاغن، أن الضربات الجوية التي تشنها بلاده على مواقع جماعة الحوثي الإرهابية ودخلت شهرها الثاني، تستهدف مستودعات الأسلحة، ومرافق التصنيع، ومراكز القيادة والسيطرة، بالإضافة إلى قادة حوثيين رئيسيين.

وفي الوقت الذي تحدثت فيه عدة تقارير إعلامية عن التحضير لعملية برية محتملة يتم الإعداد لها لتحرير الأراضي اليمنية الخاضعة تحت سيطرة الحوثيين، وعلى رأسها الحديدة، وصنعاء، تحفظ السفير ستيفن فاغن في الرد على استفسارات «الشرق الأوسط» بهذا الشأن.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أمر الجيش ببدء حملة ضد الحوثيين في 15 مارس (آذار) الماضي، وتوعدهم بـ«القوة المميتة» و«القضاء عليهم تماماً»، وذلك ضمن مساعي إدارته لإرغام الجماعة المدعومة من إيران على التوقف عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، والكف عن الهجمات باتجاه إسرائيل.

وشدد السفير على أن بلاده تكثف جهودها لعرقلة تدفق الأسلحة ومكوناتها من إيران ودول أخرى إلى الحوثيين، عبر التعاون مع الشركاء في المنطقة وخارجها وتصنيف الحوثيين منظمةً إرهابية أجنبية، وفرض عقوبات إضافية تؤدي إلى تجفيف مصادر تمويلهم التي تمكّنهم من تنفيذ أنشطتهم الخبيثة.

من جانبه، أكد مسؤول يمني رفيع لـ«الشرق الأوسط» أن جماعة الحوثي تعرضت لضربات قاتلة خلال الأسابيع الماضية، مبيناً أن الجماعة «لم تستوعب خسائرها حتى الآن».

واعتذر المسؤول الذي رفض الافصاح عن هويته عن إعطاء مزيد من التفاصيل بشأن أي عملية عسكرية برية مقبلة، مكتفياً بالقول: «الأسابيع المقبلة ستكشف المزيد».

فريق من وزارة الدفاع اليمنية خلال زيارة لجبهات القتال في الساحل الغربي قبل يومين (سبأ)
فريق من وزارة الدفاع اليمنية خلال زيارة لجبهات القتال في الساحل الغربي قبل يومين (سبأ)

بالعودة للسفير الأميركي لدى اليمن الذي أكد أن «الهجمات الإرهابية غير القانونية والخطيرة التي شنّها الحوثيون على الملاحة الدولية قوضت كل الجهود الجماعية التي نبذلها من أجل مستقبل أفضل للشعب اليمني. وللأسف، لم يتراجع الحوثيون عن هذه الهجمات، بل صعّدوها بشكل أكبر».

وأضاف السفير في كلمة خلال الاحتفال بالذكرى الـ249 لاستقلال الولايات المتحدة بقوله: «لقد ادّعى الحوثيون أنهم يمتلكون حق السيطرة على البحر الأحمر، وأعلنوا صراحةً أنهم هم من يحدد السفن التي يمكنها العبور بحرية ودون مضايقة، وتلك التي لا يمكنها ذلك، كما عبّروا عن نيتهم في تحويل البحر الأحمر إلى مصدر للتمويل، من خلال فرض مدفوعات - أشبه بالفدية - لضمان العبور الآمن».

وأشار فاغن إلى تحذير الرئيس ترمب فور توليه المنصب في يناير (كانون الثاني) من أن «الولايات المتحدة لن تتسامح مع هذه الأفعال غير القانونية التي تهدد أمن المدنيين والعاملين الأميركيين في الشرق الأوسط، وسلامة شركائنا الإقليميين، واستقرار التجارة البحرية العالمية».

وتابع السفير بالقول: «في أمره التنفيذي الصادر 22 يناير، أكد الرئيس أن سياسة الولايات المتحدة تقوم على التعاون مع الشركاء الإقليميين للقضاء على قدرات وأنشطة جماعة أنصار الله، وحرمانها من الموارد، وبالتالي إنهاء هجماتها ضد الأفراد والمدنيين الأميركيين، وشركاء الولايات المتحدة، والملاحة البحرية في البحر الأحمر».

السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاغن خلال كلمته (السفارة الأميركية)
السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاغن خلال كلمته (السفارة الأميركية)

وبحسب فاغن، فإن «هذه هي السياسة التي ننفذها الآن بهدف إنهاء الحصار الحوثي، وضمان عدم تكرار هذا التهديد للمجتمع الدولي. ضرباتنا الجوية الدقيقة تستهدف مستودعات الأسلحة الحوثية، ومرافق التصنيع، ومراكز القيادة والسيطرة، بالإضافة إلى مواقع أخرى - مثل الرادارات - التي يستخدمها الحوثيون في هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيّرة والقوارب المفخخة، كما تستهدف غاراتنا قادة حوثيين رئيسيين».

وأكد الدبلوماسي تكثيف جهود التصدي لتدفق الأسلحة ومكوناتها من إيران ودول أخرى إلى الحوثيين، متطلعاً إلى «تعزيز تعاوننا مع الشركاء في المنطقة وخارجها بهذا الخصوص،، ومن خلال تصنيف الحوثيين منظمةً إرهابية أجنبية، وفرض عقوبات إضافية، نعمل على تجفيف مصادر تمويلهم التي تمكّنهم من تنفيذ أنشطتهم الخبيثة».

فريق من وزارة الدفاع اليمنية خلال زيارة لجبهات القتال في الساحل الغربي قبل يومين (سبأ)
فريق من وزارة الدفاع اليمنية خلال زيارة لجبهات القتال في الساحل الغربي قبل يومين (سبأ)

وخلال كلمته، شدد السفير الأميركي على أن «حملتنا العسكرية تستهدف الحوثيين وقدراتهم العسكرية فقط، ولا تستهدف المدنيين اليمنيين الذين هم أنفسهم ضحايا حكم الحوثيين، الولايات المتحدة تقف بحزم إلى جانب الشعب اليمني في تطلعاته إلى السلام والازدهار».

ولفت ستيفن فاغن إلى أنه «عندما نصل إلى هدفنا ونعيد حرية الملاحة، فإننا سنهيّئ ظروفاً أفضل بكثير للتوصل إلى حل شامل وسياسي يشمل جميع الأطراف للنزاع في اليمن، مما يمكّن اليمنيين من التقدم نحو مستقبل أكثر إشراقاً لبلدهم».

ومنذ بدء الحملة الأميركية التي أمر بها ترمب، استقبل الحوثيون نحو 450 ضربة جوية وبحرية، تركزت بدرجة أساسية على المخابئ المحصنة، خصوصاً في صعدة وصنعاء وعمران والحديدة، وكذا على قدرات الجماعة عند خطوط التماس، لا سيما في مأرب والجوف.