فرنسا على خطى بريطانيا في استئناف رحلاتها إلى شرم الشيخ

المدينة المصرية تستقبل الطيران المباشر لأول مرة منذ سنوات

TT

فرنسا على خطى بريطانيا في استئناف رحلاتها إلى شرم الشيخ

بعد أيام من وصول أول رحلة طيران بريطانية إلى مدينة شرم الشيخ، في جنوب سيناء، بعد توقف لسنوات، خطت فرنسا في الاتجاه نفسه وحطت طائرة مقبلة من مطار شارل ديغول، أمس، وعلى متنها 137 راكباً.
ومنعت دول عدة تنظيم الرحلات المباشرة إلى شرم الشيخ، على خلفية انفجار طائرة ركاب روسية عام 2015، عقب إقلاعها من مطار المدينة، ما أودى بحياة 224 شخصاً، هم جميع من كانوا على متنها.
وبحسب ما أعلنت السلطات المصرية، أمس، فقد «وصلت أولى رحلات الطيران الفرنسي، إلى مطار شرم الشيخ الدولي، فجر أمس (السبت)، وهبطت الرحلة رقم 3034 مقبلة من مطار شارل ديغول تحمل 137 راكباً فرنسياً».
كما نقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية، عن مصدر بشركة سياحة مصرية، أن «فرنسا ستستأنف رحلاتها إلى شرم الشيخ بمعدل رحلة أسبوعياً مع توقع بزيادة أعداد السائحين الفرنسيين، وعدد الرحلات في بداية الموسم السياحي المقبل».
وتأتي الخطوة الفرنسية، بعد وصول أولى الرحلات الجوية البريطانية المباشرة التابعة لشركة (إنتر إير)، الخميس الماضي، إلى شرم الشيخ، مقبلة من برمنغهام بلندن، وعلى متنها 110 ركاب، بعد توقف استمر 4 أعوام.
بدوره، عدّ رئيس «لجنة السياحة والطيران المدني» بمجلس النواب، عمرو صدقي، استئناف الرحلات المباشرة إلى مطار شرم الشيخ «رسالة للعالم بأن مصر تنعم بالأمن والأمان والاستقرار»، مثمناً «جهود الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه من أجل تحقيق الاستقرار والأمن، التي ساعدت في النهوض بقطاع السياحة، إلى جانب التطورات الحديثة والمتقدمة التي شهدتها المطارات المصرية، والتي عززت أيضاً المكانة الريادية التي تحظى بها مصر في مجال صناعة النقل الجوي إقليمياً ودولياً».
وأظهرت بيانات قطاع السياحة تعافياً نسبياً في بند الزائرين خلال العامين الماضيين، إذ استقبلت البلاد 8.2 مليون سائح في 2017 وارتفع العدد إلى 11.3 مليون العام الماضي.
وربط رئيس اللجنة البرلمانية بين فعاليات «منتدى شباب العالم» التي انتهت الأربعاء الماضي في شرم الشيخ، واستئناف الرحلات. وقال إن المنتدى «حقق ردود أفعال قوية وإيجابية على قطاع السياحة، من خلال الشباب الوافدين من مختلف الدول الذين هم بمثابة سفراء لنقل الصورة الإيجابية عن حالة الاستقرار والأمان التي تتمتع بها الدولة المصرية».
وقال صدقي إن «السياحة المصرية حظيت بإشادات كثيرة على المستوى الدولي، خصوصاً فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية، إلى جانب إشادة الجهات الدولية المتخصصة بالإجراءات الأمنية بجميع المطارات المصرية، التي تطبق كل الإجراءات الأمنية ومعايير السلامة والأمان الدولية».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.