البيئة في مجلات الشهر... العمارة البيئية نظرة مستقبلية وصراع سياسي

مجلات الشهر
مجلات الشهر
TT

البيئة في مجلات الشهر... العمارة البيئية نظرة مستقبلية وصراع سياسي

مجلات الشهر
مجلات الشهر

العمارة البيئية ومواد البناء كانت محور العديد من مقالات المجلات الدورية التي صدرت في شهر ديسمبر (كانون الأول). وتشير الإصدارات الجديدة إلى أن صناعتي الإسمنت والبناء تساهمان في نحو 16 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري، كما تحولت تشريعات البناء البيئي إلى موضوع تنافس انتخابي في بريطانيا، فيما يجري تطوير العديد من التجمعات السكانية المكتفية ذاتياً في أماكن كثيرة حول العالم.

- «ناشيونال جيوغرافيك»
في العدد الجديد من مجلة ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) مقال حمل عنوان «قصة البلاستيك»، يتناول عاداتنا في التخلص من المواد البلاستيكية. فالعالم يشتري في الدقيقة الواحدة نحو مليون قارورة شراب بلاستيكية، لكن معدلات تدويرها تبقى منخفضة. كما يستهلك البشر في السنة نحو 25 مليار زوج من الأحذية مصنّعة من البلاستيك، لكن لا يعاد تدويرها لتنوّع مركّباتها البلاستيكية. وفي كل سنة يجري التخلص عشوائياً من ثلاثة تريليونات عقب سيجارة يدخل البلاستيك في تصنيع فلاترها.

- «نيو ساينتست»
«الحفاظ على الطفيليات» كان أحد العناوين الهامة في مجلة نيو ساينتست (New Scientist). ورغم سمعتها السيئة، فإن الطفيليات ذات أهمية بالغة لأنها لاعب أساسي في 70 في المائة من العمليات الغذائية ضمن النظم البيئية. ومن المتوقع في سنة 2070 أن ينقرض ما بين 6 إلى 10 في المائة من الطفيليات نتيجة خسارة الموئل بفعل تغير المناخ.
ويشير مقال آخر إلى أن صناعتي الإسمنت والفولاذ تساهمان في 16 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري، أي ما يعادل البصمة الكربونية للولايات المتحدة، وهذا يجعل هاتين الصناعتين مؤثّرتين إلى حدّ بعيد في تغيُّر المناخ، كما يعني أن علاج انبعاثاتهما سيشكل نصراً مناخياً للعالم.
وفي مقال حمل عنوان «بيت الغد»، تطرّقت المجلة للانتخابات البرلمانية البريطانية، التي جعلت من خفض انبعاثات المنازل موضوعاً للتنافس بين المرشّحين. ويقترح سياسيون بريطانيون أن تنص تشريعات البناء على جعل الانبعاثات من المنازل أقل بـ80 في المائة سنة 2025 مما هو قائم حالياً، مما يتطلب إجراء تغييرات جوهرية على نُظم عزل الجدران والأرضيات والنوافذ وتبني خيارات جديدة، من مثل اعتماد الأسطح الخضراء.

- «ساينتفك أميركان»
«أفضل عشر تقنيات ناشئة في 2019») كان موضوع غلاف العدد الجديد من ساينتفك أميركان (Scientific American). ومن بين التقنيات التي اختارتها المجلة بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، المذيبات والإنزيمات المتقدمة التي يجري تطويرها من النفايات الخشبية، لإنتاج بلاستيك حيوي قابل للتحلل ويدعم نهج الاقتصاد الدائري. ومن هذه التقنيات أيضاً، كبسولات السماد الكيميائي التي تحرر المغذيات الموجودة فيها بشكل تدريجي حسب رطوبة التربة أو درجة حرارتها أو حموضتها، وهي بذلك تدعم الزراعة الدقيقة المستدامة التي لا تسرف في استخدام الأسمدة.

- «ساينس فوكس»
تضمن العدد الجديد من مجلة ساينس فوكس (Science Focus) مقالاً عن دور تجارة المخدرات في إزالة غابات أميركا الوسطى. فالحملات العسكرية التي تقوم بها الحكومات تدفع تجّار الكوكايين للبحث عن مناطق نائية في الغابات المحمية لتنمية اقتصادهم السرّي. كما تتم إزالة الغابات من أجل تبييض أموال المخدرات عبر نشاطات غير شرعية تشمل إنتاج زيت النخيل وتوفير المراعي للمواشي. وكانت دراسة أظهرت في سنة 2017 أن 30 إلى 60 في المائة من إزالة الغابات في مناطق أميركا الوسطى المحمية خلال العقد السابق كانت نتيجة تجارة المخدرات.

- «سميثسونيان»
عرضت مجلة سميثسونيان (Smithsonian) في إصدارها الجديد لوحة تعود إلى سبعينيات القرن الثامن عشر، رسمها فنان هندي بتكليف من شركة الهند الشرقية البريطانية، تمثل توثيقاً جميلاً لدورة حياة فراش القز على شجرة عناب هندي. ولوحة الشيخ زين الدين الإبراهيمي واحدة بين 99 لوحة لفنانين هنود مجهولين سيتم الكشف عن أعمالهم في معرض فني ينظم في العاصمة البريطانية لندن. وتسجل هذه اللوحات، بأسلوب يحمل الطابع المغولي في الرسم والزخرفة، أنواع النباتات والحيوانات في الهند خلال القرن الثامن عشر.

- «بي بي سي إيرث»
في العدد الجديد من مجلة بي بي سي إيرث (BBC Earth) مقال مصوّر عن تغيُّر أنماط السبات الشتوي لدى الدببة الرمادية في شمال كندا بفعل التغيُّر المناخي. ويؤدي الاحترار العالمي إلى تأخير بدء فترة السبات وتقصير مدّتها نتيجة تناقص موسم هطول الثلوج، مما يسمح للدببة بالحصول على المغذيات كجذور النباتات وأسماك السلمون لفترة أطول، والانتشار إلى مسافات أبعد نحو مناطق أكثر برودة في الشمال، مثل أرخبيل الجزر القطبية الكندية.

- «هاو إت ووركس»
العمارة البيئية شغلت حيّزاً من اهتمام مجلة هاو إت ووركس (How It Works) في إصدارها الجديد. وكان المعماري الإيطالي الأميركي باولو سوليري وضع مصطلح «العمارة البيئية» سنة 1969 بهدف إيجاد مبادئ تصميم معماري لمجتمعات مكتظة بالسكان ومنخفضة التأثير على البيئة. ومن أمثلة التجمعات السكانية المكتفية ذاتياً التي يجري تطويرها حالياً مدينة أركوسانتي في أريزونا ومدينة كريستال أيلاند في موسكو ومدينة مصدر في أبوظبي.

- «ذا ساينتِست»
جاء مقال غلاف مجلة ذا ساينتِست (The Scientist) تحت عنوان «الصلات المحيطية». ويتناول المقال حركة الكائنات الحية عبر المحيطات وصراعها فيما بينها للبقاء تحث تأثير الصيد الجائر وتغيُّر المناخ وغيرها من الضغوط البشرية. وتشير الأبحاث إلى أن الكثير من الأنواع يمكنها الانتقال إلى مسافات أبعد مما كان متوقعاً سواء بالسباحة أو بالاندفاع مع التيارات المحيطية في مراحل حياتها الأولى. وتساعد هذه الأبحاث في وضع خطط أفضل لحماية الأنواع المهددة أو تلك ذات القيمة الاقتصادية العالية.


مقالات ذات صلة

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

يوميات الشرق المَعْلم الشهير كان يميّز الطريق (مواقع التواصل)

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

أُزيل فيل برتقالي ضخم كان مثبتاً على جانب طريق رئيسي بمقاطعة ديفون بجنوب غرب إنجلترا، بعد تخريبه، وفق ما نقلت «بي بي سي» عن مالكي المَعْلم الشهير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)
بيئة الاستفادة من التقنيات الحديثة في تشجير البيئات الجافة واستعادة الأراضي المتدهورة من أهداف المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:55

السعودية تستهدف تحويل 60 % من مناطقها إلى «غابات مُنتجة»

يواصل «المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير» استقبال الحضور اللافت من الزوّار خلال نسخته الثانية في العاصمة السعودية الرياض، بتنظيم من المركز الوطني لتنمية…

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد الوزير السعودي يتسلم رئاسة السعودية رسمياً لمؤتمر «كوب 16» في الرياض (الشرق الأوسط)

«كوب 16 الرياض» يجمع صناع السياسات لإعادة تأهيل الأراضي ومكافحة التصحر

اجتمع عدد كبير من صنُاع السياسات والمنظمات الدولية والدوائر غير الحكومية وكبرى الجهات المعنية، الاثنين، في الرياض، للبحث عن حلول عاجلة للأزمات البيئية.

آيات نور (الرياض) عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)

ثلاثة أرباع أراضي العالم باتت «جافة بشكل دائم» خلال العقود الثلاثة الماضية

شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)
شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)
TT

ثلاثة أرباع أراضي العالم باتت «جافة بشكل دائم» خلال العقود الثلاثة الماضية

شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)
شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)

بات ما يزيد قليلاً على 75 في المائة من أراضي العالم «أكثر جفافاً بشكل دائم» على مدى العقود الثلاثة الماضية، وفق تقرير تدعمه الأمم المتحدة صدر، الاثنين، تزامناً مع مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) في السعودية.

وصارت الأراضي الجافة الآن تغطي 40 في المائة من مساحة اليابسة على الأرض، باستثناء القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، حسبما خلصت دراسة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، محذرة من أن هذا التحول يمكن أن يؤثر فيما يصل إلى خمسة مليارات شخص بحلول عام 2100، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأظهر التقرير الذي يشير إلى «تهديد وجودي» تفرضه مسارات يتعذّر تغيير اتجاهها، أن الأراضي الجافة، المناطق التي تصعب زراعتها، زادت بمقدار 4.3 مليون كلم مربع بين عامي 1990 و2020، وهي مساحة تعادل ثلث مساحة الهند.

تحذيرات من «القحط»

وجاء التحذير خلال اجتماع مؤتمر «كوب 16» الذي بدأ الأسبوع الماضي في الرياض ويستمر 12 يوماً، بهدف حماية الأراضي واستعادتها والاستجابة إلى الجفاف في ظل تغير المناخ المستمر.

ويحذّر التقرير من أن القحط، وهو نقص مزمن في المياه، يمتد الآن على 40.6 في المائة من كتلة اليابسة على الأرض، باستثناء القارة القطبية الجنوبية، مقابل 37.5 في المائة قبل 30 عاماً.

أشخاص يسيرون عبر جزء من نهر الأمازون تظهر عليه علامات الجفاف في كولومبيا (أ.ب)

كما يحذّر من أن المناطق الأكثر تضرراً تشمل الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وجنوب أفريقيا وجنوب أستراليا وبعض مناطق آسيا وأميركا اللاتينية.

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو: «على عكس الجفاف -فترات مؤقتة من انخفاض هطول الأمطار- يمثّل القحط تحولاً دائماً لا هوادة فيه».

وأضاف أن «المناطق المناخية الأكثر جفافاً التي تؤثر الآن في أراضٍ شاسعة في جميع أنحاء العالم لن تعود إلى ما كانت عليه، وهذا التغيير يعيد تعريف الحياة على الأرض».

«أسوأ سيناريو»

وأضاف التقرير أن التغييرات تُعزى إلى حد كبير إلى الاحتباس الحراري العالمي الناجم عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تغيّر هطول الأمطار وتزيد من نسب التبخر.

وتشمل آثار نقص المياه المزمن تدهور التربة وانهيار النظام البيئي وانعدام الأمن الغذائي والهجرة القسرية، وفقاً للعلماء.

وحسب التقرير، يعيش بالفعل 2.3 مليار شخص في مناطق جافة تتوسع، مع توقعات تشير إلى أن «أسوأ سيناريو» يتمثّل في عيش 5 مليارات شخص في هذه الظروف مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

ولمواجهة هذا الاتجاه، حثّ العلماء الأعضاء على «دمج مقاييس القحط في أنظمة مراقبة الجفاف الحالية»، وتحسين إدارة التربة والمياه، و«بناء القدرة على الصمود في المجتمعات الأكثر ضعفاً».