عرض 700 قطعة من مقتنيات الفنانة لورين باكول للبيع

عبر مزادين لدار «بونامز» في نيويورك

احتفظت لورين باكول بمقتنياتها الثمينة في المنازل التي سكنت بها في لوس أنجليس ونيويورك
احتفظت لورين باكول بمقتنياتها الثمينة في المنازل التي سكنت بها في لوس أنجليس ونيويورك
TT

عرض 700 قطعة من مقتنيات الفنانة لورين باكول للبيع

احتفظت لورين باكول بمقتنياتها الثمينة في المنازل التي سكنت بها في لوس أنجليس ونيويورك
احتفظت لورين باكول بمقتنياتها الثمينة في المنازل التي سكنت بها في لوس أنجليس ونيويورك

زيارة منزل لإحدى نجمات العصر الذهبي لهوليوود لا يمكن اعتبارها إلا خيالا أو حلما لا يمكن تحقيقه، ولكن يمكن الآن رؤية محتويات شقة النجمة الراحلة لورين باكول ومطالعة صور الحجرات التي عاشت بها. المناسبة هي بيع متعلقات النجمة الراحلة خاصة مجموعتها من المقتنيات الفنية في مزاد تقيمه دار «بونامز» بنيويورك في شهر مارس (آذار) المقبل.
وتعرض الدار في مقرها بنيويورك 700 قطعة فنية من ممتلكات باكول التي عرف عنها حبها لجمع القطع الفنية. تتميز المجموعة بعدد كبير من المنحوتات للفنان هنري مور إلى جانب أعمال لبيكاسو وميرو وديفيد هوكني. باكول دأبت على شراء القطع الفنية في عدد من المدن التي عاشت أو مرت بها من لوس أنجليس إلى نيويورك ولندن وباريس وروما. ويذكر بيان الدار أن حاسة الاقتناء لديها تأثرت بأصدقائها المقربين.
الدار اختارت أن تقدم صورا لبعض القطع في أماكنها الطبيعية في الشقق التي عاشت بها باكول من شقتها بلوس أنجليس التي عاشت فيها مع زوجها الأول الممثل همفري بوغارت، ثم منزلها الريفي خارج نيويورك وشقتها التي تطل على سنترال بارك أيضا في نيويورك والتي قضت فيها أعواما مع زوجها الثاني جيسون روباردز. جمعت باكول قطعا عديدة من الفن الأفريقي وعرضتها في شقتها بلوس أنجليس، حيث عاشت مع همفري بوغارت. يذكر أن باكول بدأت الاهتمام بالفن الأفريقي حين صحبت بوغارت أثناء تصوير فيلمه «ذا أفريكان كوين» (الملكة الأفريقية) مع كاثرين هيبورن في عام 1951. وسيضم المزاد الذي سيقام في شهر مارس المقبل في نيويورك أيضا رسومات معاصرة ومفروشات إنجليزية وفرنسية تعود إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وأعمالا فنية قبلية من أفريقيا، إلى جانب قطع من المجوهرات التي ارتدتها باكول في مناسبات عدة إضافة إلى بعض الملابس والحقائب.
منحوتات هنري مور الثماني التي امتلكتها باكول تشير إلى إعجاب عميق تجاه أعمال الفنان. وسيُعرض منها عملان للبيع في مزاد «بونامز» للفن الانطباعي والحديث الشهر المقبل بنيويورك.
ولعشق باكول لأعمال مور قصة طريفة، فقد اهتمت النجمة الشهيرة بأعمال مور منذ الخمسينات لكنها لم تتعرف على المثال الشهير حتى عام 1975 عبر تقديم من صديق مشترك بينهما.
وكانت باكول قد روت وقائع اللقاء الأول (وكان على الهاتف): «قال لي السنترال إن هنري مور على الخط، لكني لم أصدق وقلت (هل هذا هنري مور بالفعل؟).. وأجاب هو (هل هذه لورين باكول بالفعل؟)».
وقالت بعد ذلك عند زيارتها لاستوديو مور في ماتش هادام بمقاطعة هيرتفوردشير «كانت وستظل من اللحظات المهمة في حياتي.. كانت تحقيقا لحلم».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».