أسعار النفط وتطورات التجارة الدولية أبرز المؤثرات الخارجية على سهم «أرامكو»

تقديرات بتصدر الشركة قائمة الأكبر وزناً في مؤشر السوق خلال 6 أشهر

سهم أرامكو مرشح لأن يصبح الأكبر وزنا في سوق الأسهم السعودية (الشرق الأوسط)
سهم أرامكو مرشح لأن يصبح الأكبر وزنا في سوق الأسهم السعودية (الشرق الأوسط)
TT

أسعار النفط وتطورات التجارة الدولية أبرز المؤثرات الخارجية على سهم «أرامكو»

سهم أرامكو مرشح لأن يصبح الأكبر وزنا في سوق الأسهم السعودية (الشرق الأوسط)
سهم أرامكو مرشح لأن يصبح الأكبر وزنا في سوق الأسهم السعودية (الشرق الأوسط)

كشفت مختصون أن سهم شركة أرامكو السعودية يتميز عن غيره من الأسهم المدرجة بدرجة حساسية أكثر نظير ارتباط نشاط الشركة الرئيس بعوامل تعرّض خارجية كثيرة يأتي في مقدمتها التنبؤات حيال أسعار النفط، والتوجهات العالمية لاستهلاك الطاقة، بالإضافة إلى عوامل التجارة الدولية ومسارات الاقتصاد الكلية، في وقت ترجح مرئيات الخبراء أن يتصدر سهم «أرامكو» قائمة الأكبر وزنا في سوق الأسهم السعودية خلال فترة قريبة.
ويشير عبد الله البراك، وهو محلل مالي مستقل لـ«الشرق الأوسط»، أنه لا بد من وضع اعتبارات في ترقب سلوك سعر سهم أرامكو السعودية، إذ لا بد أن يدرك المستثمر أو المضارب أن سهم «أرامكو» يقع تحت طائلة عوامل مؤثرة خارجية كثيرة، لارتباط النشاط الرئيس للشركة بالعالم الخارجي.
وأوضح البراك أنه بغض النظر عن العوامل الجيوسياسية باعتبارها مؤثرا عاما على السوق، إلا أن تطورات التجارة الدولية كما هو الحال للوضع بين الولايات المتحدة والصين مؤثر على سعر النفط؛ حيث إن الانفراجة في الأزمة الحالية تعني مزيدا من استهلاك النفط نتيجة ارتفاع الطلب عليه من أجل زيادة عملية التصنيع، وبالتالي ارتفاع سعر النفط، وسلع رئيسية أخرى كذلك.
ويشدد البراك على أن الحديث عن المؤثرات الخارجية على سهم «أرامكو» غير مرتبط بقوة الشركة وأدائها؛ حيث جدوى الاستثمار واضح في سهم الشركة، إذ يكفي أن التقييم لسعر السهم جاء عند مكرر ربحي 18، وهو مشابه لمتوسط شركات النفط المتداولة منذ سنوات طويلة، متوقعا أن يستقر السعر بين 34 و36 ريالا في حال استقرار أسعار النفط.
وفي وقت تمثل فيه أسعار الطاقة كذلك مؤشرا مهما في مراقبة سلوك سهم «أرامكو»، يلفت البراك إلى أن السعر العادل وضمان توزيعات لعوائد خلال خمس سنوات وكذلك عند مقارنة نسبة العائد لمتوسط أسواق السندات البالغة 2.5 في المائة، جميعها تعطي مؤشرات واضحة لمزيد من الزخم في التداولات على سهم «أرامكو» لمدة زمنية متوسطة إلى طويلة، كما أن هذا الزخم سيدفع إلى ارتفاع وزن الشركة في المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية، وبالتالي قيمة سوق الأسهم السوقية بين بورصات العالم.
وفي هذا الخصوص، توضح بيانات شركة السوق المالية السعودية (تداول) أن الأسهم الحرة لشركة أرامكو السعودية تبلغ 3.33 مليار سهم، تمثل 1.6 في المائة من أسهم الشركة المصدرة البالغة 200 مليار سهم، ليبلغ بذلك وزن سهم «أرامكو» 11.1 في المائة في المؤشر العام، بعد سهم «الراجحي» متصدر الأسهم الأكبر وزنا في المؤشر حتى الآن بنسبة 14 في المائة، فيما حل سهم «الأهلي» من قطاع البنوك ثالثا بنسبة 6.4 في المائة، تلاه سهم «سابك» بنسبة 5.8 في المائة. وبحسب آخر البيانات، يتصدر قطاع البنوك مؤشرات السوق الأكثر تأثيرا من حيث الوزن في المؤشر العام، يليه قطاع المواد الأساسية، فقطاع الطاقة، ثم قطاع الاتصالات.
وهنا، يتوقع إبراهيم الهندي، وهو باحث اقتصادي سعودي، أن يتصدر وزن سهم «أرامكو» قائمة التأثير الأكبر في المؤشر العام لـ«تاسي» متخطيا سهم «الراجحي»، في مدة زمنية بين 6 أشهر وعام، مع الأخذ في الاعتبار حجم الأسهم ومرونة الحركة على تفعيل قيمة السهم في التداولات اليومية.
ويضيف الهندي أن قطاع المصارف حاليا يتصدر مشهد التأثير الأقوى في مؤشر الأسهم السعودية، حيث يستحوذ القطاع على ما يفوق 40 في المائة، لافتا إلى أن سهم «أرامكو» يسير بمحفزات قوية، منها نسبة العائد وضمان الأرباح وكذلك نسبة التوزيعات.
وقال الهندي في رؤيته حول سهم «أرامكو»: «ستكون أقل توزيعات مالية للشركة هي 75 مليار ريال بحسب تأكيدات الشركة لكن هذا الرقم مرشح أن يصعد، ما يؤدي لجذب مستثمرين جدد على السهم»، مرشحا أن تصعد أرباح الشركة خلال العام المقبل.


مقالات ذات صلة

«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

وقّعت شركة «كاتريون» للتموين القابضة السعودية عقداً استراتيجياً مع «طيران الرياض» تقوم بموجبه بتزويد رحلات الشركة الداخلية والدولية بالوجبات الغذائية والمشروبات

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الطاقة السعودي في مؤتمر البترول العالمي في كالغاري (رويترز)

عبد العزيز بن سلمان: «نظام المواد البترولية» يضمن تنافسية عادلة للمستثمرين

قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن «نظام المواد البترولية والبتروكيماوية» يدعم جهود استقطاب الاستثمارات ويضمن بيئة تنافسية عادلة للمستثمرين

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ناطحات سحاب في مركز الملك عبد الله المالي بالعاصمة السعودية الرياض (رويترز)

السعودية تجمع 12 مليار دولار من سندات دولية وسط طلب قوي

جمعت السعودية 12 مليار دولار من أسواق الدين العالمية بأول طرح لها لسندات دولية هذا العام استقطب طلبات بنحو 37 مليار دولار وهو ما يظهر مدى شهية المستثمرين.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

ارتفاع موافقات التركز الاقتصادي في السعودية إلى أعلى مستوياتها

حققت الهيئة العامة للمنافسة في السعودية رقماً قياسياً في قرارات عدم الممانعة خلال عام 2024 لعدد 202 طلب تركز اقتصادي، وهو الأعلى تاريخياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة الرياض (رويترز)

وسط طلب قوي... السعودية تبيع سندات قيمتها 12 مليار دولار على 3 شرائح

جمعت السعودية 12 مليار دولار من أسواق الدين العالمية، في بيع سندات على 3 شرائح، وسط طلب قوي من المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
TT

كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)

قبل أسابيع من تنصيب دونالد ترمب، المتشكك في قضية المناخ، رئيساً للولايات المتحدة لفترة ولاية ثانية، انسحبت أكبر ستة مصارف في البلاد من «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» الذي كانت أسسته الأمم المتحدة بهدف توحيد المصارف في مواءمة أنشطتها في الإقراض والاستثمار وأسواق رأس المال مع صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050.

والتحالف الذي تم تأسيسه في عام 2021 يطلب من المصارف الأعضاء وضع أهداف علمية لخفض الانبعاثات تتماشى مع سيناريوهات 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاقية باريس للمناخ للقطاعات الأكثر تلويثاً.

وفي السادس من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بدأت عملية الانسحاب مع «غولدمان ساكس»، وتبعه كل من «ويلز فارغو» و«سيتي» و«بنك أوف أميركا» في الشهر نفسه. وأعلن بنك «مورغان ستانلي» انسحابه في أوائل يناير لينتهي المطاف بـإعلان «جي بي مورغان» يوم الثلاثاء انسحابه، وفق ما ذكر موقع «ذا بانكر» الأميركي.

وكان «جي بي مورغان»، وهو أكبر بنك في الولايات المتحدة من حيث الأصول، رفض في وقت سابق التعليق على ما إذا كان سيحذو حذو زملائه الأميركيين وينسحب من التحالف. ومع ذلك، تزايدت التكهنات بأنه قد يرضخ قريباً للضغوط المتزايدة من أعضاء إدارة ترمب المقبلة والولايات الحمراء التي هددت برفع دعاوى قضائية لمكافحة الاحتكار ومقاطعة المصارف وشركات الاستثمار الأميركية التي قدمت تعهدات مناخية في إطار تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي الصفر، والذي يعد «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» جزءاً منه.

في ديسمبر الماضي، أصدر المدعي العام في تكساس دعوى قضائية في محكمة فيدرالية ضد شركات الاستثمار «بلاك روك» و«فانغارد» و«ستيت ستريت»، زاعماً أنها «تتآمر لتقييد سوق الفحم بشكل مصطنع من خلال ممارسات تجارية مانعة للمنافسة».

لماذا اختارت المصارف الأميركية الانسحاب الآن؟

بحسب «ذا بانكر»، تتكتم المصارف الأميركية حتى الآن على أسباب انسحابها. ومع ذلك، يقول باتريك ماكولي، وهو محلل بارز في منظمة «ريكليم فاينانس» الفرنسية غير الربحية المعنية بالمناخ، إن هذه المغادرة هي إجراء استباقي قبل تنصيب ترمب، وسط مخاوف متزايدة من ضغوط ترمب وأنصاره الذين يهاجمونهم.

وفقاً لهيتال باتيل، رئيس أبحاث الاستثمار المستدام في شركة «فينيكس غروب» البريطانية للادخار والتقاعد، فإن حقيقة أن المصارف الأميركية لم تقل الكثير عن خروجها من التحالف «تدل على الكثير». أضاف «في العادة، عندما تقوم بتحول كبير، فإنك تشرح للسوق سبب قيامك بذلك»، مشيراً إلى أن المصارف الأميركية الكبيرة يمكنها أن ترى الاتجاه الذي «تهب فيه الرياح» مع إدارة ترمب القادمة.

هل يمكن لأعضاء آخرين في التحالف خارج الولايات المتحدة أيضاً الانسحاب؟

مع الإجراء الذي قامت به المصارف الأميركية، يقول ماكولي إن ترمب وأنصاره قد يحولون انتباههم أيضاً إلى تلك غير الأميركية، مما يهدد أعمالها في البلاد إذا استمرت في مقاطعة الوقود الأحفوري.

حتى الآن، حشدت المصارف الأوروبية، التي تشكل الجزء الأكبر من الأعضاء الـ142 المتبقين في التحالف، دعماً له. يقول أحد المصارف المطلعة إن المزاج السائد بين المصارف في أوروبا هو أن التحالف «لا يزال قادراً على الصمود».

وفي بيان عبر البريد الإلكتروني، قال مصرف «ستاندرد تشارترد»، الذي ترأس التحالف حتى العام الماضي، إنه لا ينوي تركه.

ويقول بنك «آي إن جي» الهولندي إنه لا يزال ملتزماً ويقدر التعاون مع الزملاء في التحالف، مما يساعده في دعم انتقال صافي الانبعاثات الصفري، وتحديد أهداف خاصة بالقطاع.

هل يضعف التحالف مع خروج المصارف الأميركية الكبرى؟

على الرغم من أنها ليست «ضربة قاضية»، فإن باتيل قال إن المغادرة تعني أن التحالف «ضعيف للأسف».