كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
TT

كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)

قبل أسابيع من تنصيب دونالد ترمب، المتشكك في قضية المناخ، رئيساً للولايات المتحدة لفترة ولاية ثانية، انسحبت أكبر ستة مصارف في البلاد من «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» الذي كانت أسسته الأمم المتحدة بهدف توحيد المصارف في مواءمة أنشطتها في الإقراض والاستثمار وأسواق رأس المال مع صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050.

والتحالف الذي تم تأسيسه في عام 2021 يطلب من المصارف الأعضاء وضع أهداف علمية لخفض الانبعاثات تتماشى مع سيناريوهات 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاقية باريس للمناخ للقطاعات الأكثر تلويثاً.

وفي السادس من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بدأت عملية الانسحاب مع «غولدمان ساكس»، وتبعه كل من «ويلز فارغو» و«سيتي» و«بنك أوف أميركا» في الشهر نفسه. وأعلن بنك «مورغان ستانلي» انسحابه في أوائل يناير لينتهي المطاف بـإعلان «جي بي مورغان» يوم الثلاثاء انسحابه، وفق ما ذكر موقع «ذا بانكر» الأميركي.

وكان «جي بي مورغان»، وهو أكبر بنك في الولايات المتحدة من حيث الأصول، رفض في وقت سابق التعليق على ما إذا كان سيحذو حذو زملائه الأميركيين وينسحب من التحالف. ومع ذلك، تزايدت التكهنات بأنه قد يرضخ قريباً للضغوط المتزايدة من أعضاء إدارة ترمب المقبلة والولايات الحمراء التي هددت برفع دعاوى قضائية لمكافحة الاحتكار ومقاطعة المصارف وشركات الاستثمار الأميركية التي قدمت تعهدات مناخية في إطار تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي الصفر، والذي يعد «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» جزءاً منه.

في ديسمبر الماضي، أصدر المدعي العام في تكساس دعوى قضائية في محكمة فيدرالية ضد شركات الاستثمار «بلاك روك» و«فانغارد» و«ستيت ستريت»، زاعماً أنها «تتآمر لتقييد سوق الفحم بشكل مصطنع من خلال ممارسات تجارية مانعة للمنافسة».

لماذا اختارت المصارف الأميركية الانسحاب الآن؟

بحسب «ذا بانكر»، تتكتم المصارف الأميركية حتى الآن على أسباب انسحابها. ومع ذلك، يقول باتريك ماكولي، وهو محلل بارز في منظمة «ريكليم فاينانس» الفرنسية غير الربحية المعنية بالمناخ، إن هذه المغادرة هي إجراء استباقي قبل تنصيب ترمب، وسط مخاوف متزايدة من ضغوط ترمب وأنصاره الذين يهاجمونهم.

وفقاً لهيتال باتيل، رئيس أبحاث الاستثمار المستدام في شركة «فينيكس غروب» البريطانية للادخار والتقاعد، فإن حقيقة أن المصارف الأميركية لم تقل الكثير عن خروجها من التحالف «تدل على الكثير». أضاف «في العادة، عندما تقوم بتحول كبير، فإنك تشرح للسوق سبب قيامك بذلك»، مشيراً إلى أن المصارف الأميركية الكبيرة يمكنها أن ترى الاتجاه الذي «تهب فيه الرياح» مع إدارة ترمب القادمة.

هل يمكن لأعضاء آخرين في التحالف خارج الولايات المتحدة أيضاً الانسحاب؟

مع الإجراء الذي قامت به المصارف الأميركية، يقول ماكولي إن ترمب وأنصاره قد يحولون انتباههم أيضاً إلى تلك غير الأميركية، مما يهدد أعمالها في البلاد إذا استمرت في مقاطعة الوقود الأحفوري.

حتى الآن، حشدت المصارف الأوروبية، التي تشكل الجزء الأكبر من الأعضاء الـ142 المتبقين في التحالف، دعماً له. يقول أحد المصارف المطلعة إن المزاج السائد بين المصارف في أوروبا هو أن التحالف «لا يزال قادراً على الصمود».

وفي بيان عبر البريد الإلكتروني، قال مصرف «ستاندرد تشارترد»، الذي ترأس التحالف حتى العام الماضي، إنه لا ينوي تركه.

ويقول بنك «آي إن جي» الهولندي إنه لا يزال ملتزماً ويقدر التعاون مع الزملاء في التحالف، مما يساعده في دعم انتقال صافي الانبعاثات الصفري، وتحديد أهداف خاصة بالقطاع.

هل يضعف التحالف مع خروج المصارف الأميركية الكبرى؟

على الرغم من أنها ليست «ضربة قاضية»، فإن باتيل قال إن المغادرة تعني أن التحالف «ضعيف للأسف».


مقالات ذات صلة

«أرامكو السعودية» ضمن أدنى شركات الطاقة من حيث الانبعاثات الكربونية

الاقتصاد مهندسون في «أرامكو» أثناء مزاولة أعمالهم (الشركة)

«أرامكو السعودية» ضمن أدنى شركات الطاقة من حيث الانبعاثات الكربونية

أعلنت «أرامكو السعودية» عن إنجازات تتعلق بالاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، في تأكيد على مكانتها كإحدى شركات الطاقة الأقل في الانبعاثات الكربونية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد من اليمين: باتريك بويانيه الرئيس التنفيذي لشركة «توتال إنرجيز» وزير الطاقة والمعادن العُماني  ناصر العوفي الرئيس التنفيذي لشركة «أوكيو» للاستكشاف والإنتاج أحمد الأزكوي خلال مراسم إطلاق مشروع «مرسى» في ميناء صحار (أونا)

سلطنة عُمان تطلق أكبر مشروع لتزويد السفن بالغاز الطبيعي المُسال باستثمار 1.6 مليار دولار

أطلقت عُمان مشروع «مرسى» في صحار باعتباره أكبر استثمار مشترك بين «أوكيو» و«توتال إنرجيز» الفرنسية لتزويد السفن بالغاز المسال في السلطنة، والأول في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (صحار)
الاقتصاد شعار الشركة (أرامكو)

«أرامكو» تطلق أول وحدة لاستخلاص الهواء المباشر لثاني أكسيد الكربون

أطلقت «أرامكو السعودية» أول وحدة تجريبية لاستخلاص الهواء المباشر لثاني أكسيد الكربون في المملكة، لها القدرة على إزالة 12 طناً من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مطار «البحر الأحمر الدولي» (الموقع الإلكتروني للشركة)

«البحر الأحمر الدولية» تقدم وقود الطيران المستدام لأول مرة في السعودية

أعلنت شركة «البحر الأحمر الدولية» عن توفير وقود الطيران المستدام لجميع شركات الطيران العاملة في مطار «البحر الأحمر الدولي».

«الشرق الأوسط» (تبوك)
الاقتصاد مقر شركة «السعودية للكهرباء» (الموقع الإلكتروني)

«السعودية للكهرباء» و«أكوا باور» توقعان اتفاقية شراء الطاقة بـ3.5 مليار دولار

وقعت الشركة السعودية للكهرباء و«أكوا باور» اتفاقية شراء الطاقة لمشروع توسعة محطة القرية للإنتاج المستقل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الكويت: التضخّم يسجل ارتفاعاً بـ2.25 % الشهر الماضي

عزت «الإحصاء» ارتفاع التضخم إلى الزيادة في أسعار المواد الغذائية والصحة والملبوسات والتعليم (كونا)
عزت «الإحصاء» ارتفاع التضخم إلى الزيادة في أسعار المواد الغذائية والصحة والملبوسات والتعليم (كونا)
TT

الكويت: التضخّم يسجل ارتفاعاً بـ2.25 % الشهر الماضي

عزت «الإحصاء» ارتفاع التضخم إلى الزيادة في أسعار المواد الغذائية والصحة والملبوسات والتعليم (كونا)
عزت «الإحصاء» ارتفاع التضخم إلى الزيادة في أسعار المواد الغذائية والصحة والملبوسات والتعليم (كونا)

أظهرت بيانات «الإدارة المركزية للإحصاء» في الكويت، الخميس، ارتفاعاً في الأرقام القياسية لأسعار المستهلكين (التضخم) محلياً بنسبة 2.25 في المائة بنهاية شهر مايو (أيار) الماضي على أساس سنوي.

وقالت «الإحصاء» إن معدل التضخم في الكويت ارتفع خلال مايو الماضي بنسبة 0.15 في المائة على أساس شهري مقارنة بشهر أبريل (نيسان) الماضي.

وعزت ارتفاع التضخم على أساس سنوي إلى الزيادة في أسعار المجموعات الرئيسية المؤثرة في حركة الأرقام القياسية، لا سيما المواد الغذائية والصحة والملبوسات والتعليم، باستثناء النقل.

وأضافت أن الرقم القياسي للمجموعة الأولى «الأغذية والمشروبات» ارتفع في أبريل الماضي بنسبة 4.72 في المائة مقارنة بالشهر ذاته من عام 2024، فيما استقر مؤشر أسعار المجموعة الثانية «السجائر والتبغ».

وذكرت أن مؤشر الأرقام القياسية للمجموعة الثالثة «الملبوسات» ارتفع بنسبة 4.09 في المائة، كما ارتفعت أسعار مجموعة خدمات المسكن بنسبة 0.74 في المائة، وكذلك معدل التضخم في المجموعة الخامسة «المفروشات المنزلية» بنسبة 3.38 في المائة.

وأوضحت أن مؤشر أسعار المجموعة السادسة «الصحة» ارتفع بنسبة 3.79 في المائة، في وقت شهدت فيه أسعار مجموعة النقل انخفاضاً بنسبة 1.05 في المائة خلال مايو الماضي مقارنة بالشهر ذاته من عام 2024.

وبيّنت «الإحصاء» أن أسعار المجموعة الثامنة «الاتصالات» ارتفعت بنسبة 0.64 في المائة على أساس سنوي، كما ارتفع معدل التضخم في المجموعة التاسعة «الترفيه والثقافة» بنسبة 1.92 في المائة، في حين ارتفعت أسعار المجموعة العاشرة «التعليم» بنسبة 0.87 في المائة.

وأشارت إلى ارتفاع أسعار مجموعة «المطاعم والفنادق» على أساس سنوي في أبريل الماضي بنسبة 1.50 في المائة، كما ارتفعت أسعار مجموعة «السلع والخدمات المتنوعة» بنسبة 4.9 في المائة.

ولفتت إلى أن معدل التضخم في الكويت، باستثناء مجموعة «الأغذية والمشروبات»، ارتفع بنسبة 1.69 في المائة على أساس سنوي في مايو الماضي، وبنسبة 0.08 في المائة على أساس شهري.