فيلم كلينت إيستوود الجديد يرمي سهامه ويصيب

ينتقد الإعلام والسُلطة والقدرة على لي ذراع الحقيقة

بول وولتز هاوز وكاثي بايتس وسام روكوَل في «ريتشارد جووَل»
بول وولتز هاوز وكاثي بايتس وسام روكوَل في «ريتشارد جووَل»
TT

فيلم كلينت إيستوود الجديد يرمي سهامه ويصيب

بول وولتز هاوز وكاثي بايتس وسام روكوَل في «ريتشارد جووَل»
بول وولتز هاوز وكاثي بايتس وسام روكوَل في «ريتشارد جووَل»

هناك فارق كبير بين كلينت إيستوود وستيفن سبيلبرغ. نعم، كلاهما جيد لكن إيستوود أكثر انضباطاً تحت لواء أفلام يحسن إخراجها على مستوى مرتفع واحد، بينما لسبيلبرغ أفلام كثيرة جيدة وأخرى متوسطة أو أقل. سبيلبرغ أكثر نشاطاً بين نوعين من الأفلام: جادة وتجارية. بالنسبة لإيستوود يجمع كل فيلم يحققه من الناحيتين معاً في صياغة واحدة يُفترض فيها أن ترضي الجميع.
سبيلبرغ، أخيراً، يُرضي - عادة - الجمهور والنقاد أكثر مما يفعل إيستوود. هو يميل لليسار. إيستوود يميل لليمين. ولا شيء يمكن أن يعزز هذا الواقع إلا مقارنة فيلم إيستوود الجديد «رتشارد جيووَل» بفيلم ستيفن سبيلبرغ ما قبل الأخير «ذا بوست» قبل عامين (الفيلم الأخير Ready Player One انتهى بفشل عريض).
في هذا الصدد، ولتفسير ما سبق، انتقد سبيلبرغ بفيلمه الجاد «ذا بوست» البيت الأبيض أيام الرئيس رتشارد نيكسون عندما حاول الكذب على الأميركيين والادعاء بأن الحرب الأميركية في فيتنام تحقق نجاحاً مضطرداً. الوثائق التي نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» آنذاك أكدت العكس.
الإعلام في فيلم سبيلبرغ شجاع وحاضر لخدمة الحقيقة رغم المحاذير. هذه الصورة ليست ما في بال كلينت إيستوود في فيلمه الجديد «رتشارد جووَل» المأخوذ بدوره عن وقائع حقيقية.
- أكاذيب
يقص «ريتشارد جووَل» حكاية رجل الأمن الذي اكتشف قنبلة مزروعة في ليلة حاشدة بالناس في أبريل (نيسان)، 1996 في مدينة أتلانتا. أحدهم وضع قنبلة في حديقة عامّة تشهد احتفالاً موسيقياً حياً وريتشارد جووَل كان دائماً حريصاً ونبيهاً. إذا لاحظ أن هناك شخصا يحمل حقيبة على ظهره تبعه ليعرف غايته. إذا تمادى بعض الشبان بالشرب تدخل لفض تجمعهم. إنه في هذه اللحظات التي تدخل فيها لتفريق مراهقين يشربون اكتشف حقيبة متروكة قرب مقعد. حين تأكد له وللشرطة أن الحقيبة ملغومة انطلق يحذر الجميع للفرار من المكان قبيل الانفجار لو لم يفعل لارتفع عدد الإصابات لضعف أو ضعفين. لهذا السبب وجد نفسه محط اهتمام الإعلام وأصبح بطلاً قومياً … ولو إلى حين.
تغير هذا الوضع عندما أخذ المحققون الفيدراليون (FBI) يرتابون في أن جووَل زرع القنبلة بنفسه ليصبح بطلاً قومياً وليشق طريقه لتحقيق حلمه بالتحوّل إلى رجل بوليس. توم (جون هام) هو أحدهم ولديه علاقة ودية مع الصحافية كاثي (أوليڤيا وايلد) وهي استدرجته لكي يخبرها آخر تطورات التحقيق. أخبرها بأن الشكوك تدور حول ريتشارد جووَل وهذه نشرت الخبر على الصفحة الأولى من صحيفتها. فجأة وجد ريتشارد نفسه في كابوس طويل. بطل الأمس بات متهماً والتحقيق معه حوّل حياته ووالدته إلى جحيم.
لا يُخفى، لمن يشاهد الفيلم، أن الإف بي آي وما تمثله من سلطة ليست وحدها المتهمة بسوء استخدام سُلطتها، بل يتقصّد إيستوود نقد الإعلام على أساس كم يسارع الإعلام إلى تبني الأكاذيب لكي يبيع الصحف. هنا يختلف منظور إيستوود عن منظور سبيلبرغ الذي انتقد البيت الأبيض وحده ودافع عن الإعلام. لكن منطلقات إيستوود تنتقد أجهزة الحكومة كما الإعلام ذاته، وذلك على منوال اعتمده منذ زمن بعيد.
في «غير المُسامح» (1992) استعان بالممثل صول روبنك للعب دور صحافي يسعى للكسب على حساب الحقيقة، وذلك عبر مقابلة الشريف ليتل بل (جين هاكمن) الذي يقول شيئا ويبرهن عن شيء آخر مناقض.
لاحقاً في «رايات آبائنا» (2006) وصم إيستوود الإعلام الساعي للمتاجرة بأرواح الجنود الأميركيين الذي قضوا في الحرب العالمية الثانية فوق جزيرة إيوو جيما. وسنجد نماذج هنا وهناك مزروعة في أفلام أخرى لا يتعاطف فيها إيستوود مع الصحافة مطلقاً.
هذا ألّب عليه - هذه المرّة أكثر من سواها - الكثير من الصحافيين الذين هاجموا الفيلم (حتى قبل مشاهدته) بذريعة وصفه للإعلام بالمتاجرة وهو خط غير بعيد عن وصف الرئيس ترمب لها بالزيف. البعض ذكر أن فيلم إيستوود الجديد «يمشي على خطى مسيرات ترمب الانتخابية». وآخر قال إن «عقل إيستوود مليء بالبارانويا». وهناك من كتب في «ذا نيويوركر» أن الفيلم «بروباغاندا لصالح ترمب».
براعة
لا شيء يثبت ذلك أو ينفيه قطعاً. لكن من يستطيع أن ينفي وجود مثل كاثي وصحيفتها؟ ولماذا لم يتوقف أحد عند نقد إيستوود لجهاز التحقيقات الفيدرالية؟ ثم ماذا عن أن الأحداث الحقيقية وقعت بالفعل كما نشاهدها على الشاشة باستثناء التفاصيل التي لا يشكل وجودها أهمية استثنائية؟
على المستوى الثاني، هذا فيلم آخر لإيستوود يؤكد فيه أنه آخر من بقي من أيقونات هوليوود من مخرجين أقوياء. يصنع أفلامه بالقدرات والموهبة ذاتها التي كان يحقق فيها أفلامه السابقة في الثمانينات وما بعد. وعندما يصل الأمر إلى إدارة الممثلين، لديه اليد العليا في طلب وتنفيذ ما يحتاجه من الممثل.
يقوم بول وولتر هاوز («أنا، تونيا» و«بلاكككسمان») بدور رتشارد جووَل ويبرع: صادق في تعامله. محب لوالدته (يذكر بحب جوكر لوالدته أيضاً). مخلص في عمله. يحمل أعباء الشخصية بتفهم كامل. لجانبه كاثي بايتس بدور والدته. جيدة في العموم لكن النص لها يعتمد ردود الفعل غالباً. كذلك هناك سام روكوَل الجيد في دور المحامي الذي لولاه لقضى جووَل باقي حياته (مات سنة 2007) في السجن.
أفلام إيستوود مبنية على نواح أساسية في مقدّمتها معرفة كل عناصر الحرفة الصحيحة لسرد حكاية. لن تجد هنا، أو في أي من أفلامه، تشتتاً ولا مشاهد لا معنى لها. سرده متقن وإيماءاته ثابتة ومقنعة. اختياراته من الممثلين مبهرة. هنا يجيء بممثل غير معروف وبدين البنية للبطولة (تبعاً للشخصية الحقيقية) لكن هناك سواه من المعروفين ذوي البدانة. السبب هو التقاط شخص عادي بالنسبة للجمهور العريض كما كان عاديا في حياته. إلى كل ذلك، هناك التشويق الذي لا يتركك حراً خلال العرض. لا يستطيع حتى من يعرف خلفية الأحداث توقع التطوّر الآتي بعد لحظات ولماذا أو كيف.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
TT

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)

RENDEZ‪-‬VOUS AVEC POL‪-‬POT ★★★

* إخراج: ريثي بَنه (فرنسا/ كمبوديا)

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم. ويُذكّر الفيلم أن الصحافة في تاريخها العريق، دائماً ما وجدت نفسها أمام مسؤوليات وتحديات عديدة. في هذا الفيلم الذي أخرجه ريثي بَنه عن الأحداث التي عصفت في بلاده سنة 1978 اقتباسات عن كتاب الصحافية إليزابيث بَكَر (Becker) وعن تجربتها بصفتها واحدة من 3 صحافيين دُعوا لمقابلة بُل بوت، رئيس وزراء كمبوديا وأحد قادة منظمة «الخمير الحمر» (Khmer Rouge) المتهمة بقتل ما لا يقل عن مليون و500 كمبودي خلال السبعينات. الصحافيان الآخران هما الأميركي ريتشارد دودمان، والأسكوتلندي مالكوم كالدويل.

لا يبدو أن المخرج اتّبع خُطى الكتاب كاملةً بل تدخّل بغايةِ ولوج الموضوع من جانب الحدث الذي وضع حياة الثلاثة في خطر بعدما جاءوا للتحقيق ومقابلة بُل بوت. في الواقع دفع الأميركي حياته ثمناً لخروجه عن جدول الأعمال الرسمي والتقاطه صوراً تكشف عن قتلٍ جماعي. وفي الفيلم لحظة مختصرة لكنها قاسية التأثير عندما يَلقى الصحافي حتفه غرقاً في نهر دُفع إليه.

الفرنسية إيرين جاكوب التي تؤدي شخصية الكاتبة بَكَر تُعايش بدورها الوضع بكل مأساته. تُفصل عن زميلها ولم تعد تعرف عنه شيئاً، وتمر بدورها بتجربة مخيفة لم تكن تعلم إذا ما كانت ستخرج منها حية.

في باطن هذا الفيلم الجيد على تواضع إنتاجه، تُطرح أسئلة فيما إذا كان الصحافي يستطيع أن يقبل التحوّل إلى جزءٍ من البروباغاندا. وهل هو أداة لنقل الرأي الرسمي بغياب حرية التعبير؟ وماذا لو فعل ذلك وماذا لو لم يفعل؟

هو ليس بالفيلم السّهل متابعته من دون معرفة ذلك التاريخ ودلالاته حول العلاقة بين النُّظم الفاشية والإعلام. والحرية التي لا تُمنح لصحافيين محليين هي نفسها التي لا تُمنح كذلك للأجانب ما دام عليهم نقل ما يُقال لهم فقط.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

‪THE‬ WRESTLE‪R‬ ★★

* إخراج: إقبال حسين شودهوري (بنغلاديش).

يقترب الرجل المسن موجو (ناصر أودين خان) وسط أشجار ليست بعيدة عن شاطئ البحر وينتقل من واحدة لأخرى ماداً يديه إليها كما لو كان يريد أن يدفعها بعيداً أو أن يُزيحها من مكانها. ومن ثَمّ يتركها ويركض صوب أخرى ليقوم بالفعل نفسه قبل أن يعود إليها. يبعث هذا المشهد على تكراره سخرية غير مقصودة. قد تكون طريقة قديمة لممارسة تمارين المصارعة أو التدريب الوحيد المُتاح في تلك القرية، لكن موجو جادٌ في محاولته لدفع الأشجار إلى الخلف أو تغيير مواقعها، استعداداً لملاقاة مصارع أصغر منه سنّا وأكبر حجماً في المباراة المقبلة.

«المصارع» (أبلبوكس فيلمز)

هناك كثير مما يتأمله المخرج شودهوري بطيئاً قبل تلك المباراة وما بعدها. بعضُ المشاهد لديها نسبة معقولة من الشِّعر الناتج عن تصوير الطبيعة (ماء، أشجار، حياة... إلخ) وبعضها الآخر لا يفضي إلى تقدير خاص. في نصف الساعة الأولى يعكس المخرج شغفاً ما بتصوير شخصياته من الخلف. عندما يتخلى المخرج عن هذه العادة لاحقاً، يستبدل بتلك اللقطات سلسلة من المشاهد البعيدة عن شخصياته في الغالب. هنا يتحسّن تأطير اللقطات على نحوٍ نافع ولو أن شغله على الدراما يبقى غير ذي مكانة.

يطرح الفيلم مشكلة رجلٍ لا يريد الاعتراف بالواقع ويتحدى من هو أكثر قوّة منه. يحقّق طموحه بلقاء المصارع الآخر ويخفق في التغلب عليه. في الواقع يسقط أرضاً مغشياً ومن ثمّ نراه لاحقاً في بيت العائلة قبل أن يعود إلى تلك الأشجار ليصارعها. المخرج (ثاني فيلم له) طموح، لكن أدواته التّعبيرية وإمكانياته التي تفرض نفسها على السيناريو وحجم الفيلم بأسره، محدودة.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

ONE OF THOSE DAYS WHEN HEMME DIES ★★★

* إخراج: مراد فرات أوغلو (تركيا).

قرب نهاية الفيلم يبدأ الشاب أيوب مراجعة ما مرّ به طوال اليوم. لقد انطلق غاضباً من المُشرِف على العمل عندما شتم أمّه. يعمل أيوب في حقلٍ لتجفيف الطاطم. ويعرف المخرج كيف يوظّف المكان، درامياً (سهل منبطح تحت شمس حامية وصعوبة العمل)، وجمالياً (تلك الثمار المقطوعة إلى نصفين والملقاة فوق شراشف على مد النظر).

«أحد تلك الأيام التي مات فيها هيمي» (مهرجان مراكش)

نقطة الخلاف أن أيوب يُطالب بأتعابه، لكن المُشرف على العمل لم يتقاضَ المال بعد ليدفع له، مما يؤجّج غضب أيوب فينشب شجار بينهما. يركب دراجته النارية وينطلق صوب بلدته. في منزله مسدسٌ سيتسلّح به وفي البال أن يعود لينتقم. معظم الفيلم هو رحلة على الدراجة التي تتعطل مرّتين قبل إصلاحها عند المساء. الأحداث التي تقع على الطريق وفي القرية الصغيرة تُزيّن الموضوع بشخصيات تدخل وتخرج من الحدث الرئيسي الماثل. في أحد هذه الأحداث الثانوية يُساعد أيوب رجلاً عجوزاً اشترى بطيخة ولا يستطيع حملها، فيوصله والبطيخة إلى داره. وفي مشهد آخر يستمع لتوبيخ زوج شقيقته لأنه كان عرض عليه العمل في شركته ورفض. لا يقول لنا الفيلم لماذا رفض ما ينتقص من بنية الموضوع وأسباب عزوف أيوب على تنفيذ وعده لنفسه بالانتقام.

اعتمد المخرج هذين المشهدين وسواهما لملء الوقت الممتد بين عزم أيوب على الانتقام وعزوفه عن ذلك. لكنه هذه المشاهد ضرورية رغم أن الفيلم ينتهي من دون أن يبني حجة دامغة لقرار أيوب النهائي. هذا الفيلم دراما مصوّرة جيداً ومكتوبة بدراية، رغم الهفوات المذكورة.

* عروض حالياً في مهرجان «مراكش»

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز